دلالة الاستفزاز في لغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


دلالة الاستفزاز في لغة الجسد:

لغة الجسد في أبهى صورها تعطينا صورة إيجابية توافقية مع النمط اللفظي المنطوق، ولكن لغة الجسد خرجت عن مضمونها الأصيل الذي وجدت من أجله؛ لتبرير الكلام وإثبات صحّته والتعبير عن المحتوى النفسي، وخرجت لتشير إلى معاني دلالية أخرى مثل الاستفزاز والتنمّر وغيرها من المدلولات السلبية المستخدمة في لغة الجسد.

كيف تشير لغة الجسد إلى معاني الاستفزاز؟

في كثير من الأحيان نشعر بأنّ لغة جسد شخص ما من حيث الشكل والحركات تثيرنا وتستفزّ لغة الجسد لدينا دون حدوث موقف بعينه فيما بيننا، والسبب في ذلك هو الغريزة الموجودة في كلّ واحد منّا والتي تتوافق بشكل لا إرادي مع أفكار ومشاعر أحاسيس شخص ما، ولا تتوافق مع آخر وهذا أمر نشترك به جميعاً، لنجد أنّنا نكنّ مشاعر الكره والحقد على شخص بسبب لغة جسده التي يشير إليها مظهره الخارجي، أو ملابسه أو طريقة مشيته أو وقوفه أو بسبب نظرة عينيه التي تثير الشك والريبة.

ما دور لغة الجسد في تشكيل محاور الاستفزاز؟

إنّ لغة الجسد تشترك في جميع تصرفاتنا، ولها صلة مباشرة بأحاسيسنا الخاصة بالحبّ والكره والطمأنينة أو الخوف أو الشك أو التوتر، ولكلّ صفة من هذه الصفات نجد للغة الجسد عاملاً محفّزاً أو رافضاً لموقفنا الذي نحن فيه، فنحن نحكم على بعض الأشخاص ونشعر بالاستفزاز من كون نظرتهم فوقية لا ترقى إلى نظرة التواضع ولا تتناسب مع طبيعتنا الهادئة الحقيقية، ونشعر بالاستفزاز لأنّ شخصاً ما يرتدي ملابس لا تماشى مع لغة جسدنا الرومانسية أو الكلاسيكية، لنجد أنّ مجرد لبساهم لنظّارة العين تشير إلى لغة جسد استفزازية مبتذلة.

قد تشير وقفة شخص ما أو كيفية جلوسه، أو قيامه بوضع قدم فوق أخرى إلى لغة جسد ذات مدلولات استفزازية، بحيث أنّ طريقة تعاملنا مع هذا الشخص ستخرج على شكل لغة جسد حذرة غير مطمئنة، وهذا الأمر سيشعر به بالطبع الطرف الآخر، وبالتالي سينتج الشخص الآخر لغة جسد مضادّة للتعبير عن مطابقة الشعور، مما يولّد لغة جسد مستفزة بين الطرفين وصولاً إلى مرحلة الكره وربّما العداوة الأبدية، والسبب الحقيقي هو عدم توافق لغة جسد كلا الطرفين بشكل طبيعي.

المصدر: لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010 .ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: