دور الأسرة في رعاية الطفل الموهوب

اقرأ في هذا المقال


إنَّ دور الأسرة في تربية الطفل الموهوب تستوجب أن يدرك الأهل أنَّ طفلهم المتفوق ليس من المفروض أن يكون متفوقاً ومبدعاً في مختلف المجالات، وفي كل الأحيان فقد يكون متفوقاً في مجال، وعادياً في مجال آخر، وغالباً ما نجد أنَّ آباء الطفل المتفوق والموهوب يضعون صورة نموذجية للطفل الموهوب، وكأنَّه شخص خارق، مبدع في كل شيء فيتصورون توقعات مثالية لأدائه في كل المجالات التي يقوم بها.

دور الأسرة في رعاية الطفل الموهوب:

  • يجب أن يدرك الآباء أنَّ نمو الطفل الموهوب غير متجانس:

    إنَّ هناك ثغرة بين نموه العقلي ونموه الاجتماعي والعاطفي، وبسبب تميز قدراته العقلية، وحساسيته الزائدة، يصبح لديه عالم داخلي شخصي وفريد، ويبدأ يستفسر عن أسرار الكون والذات الإلهية، وأمور مجردة، ممَّا تصبح مهمة الوالدين أكثرصعوبة، وهذا يثير القلق في نفوس الآباء.
  • إن أسرة الطفل الموهوب يجب أن تُحمّس الطفل على السعي للتفوق لا الكمال:

    أي مساعدة الطفل لإدراك أكبر مدى تسمح به قدراته أن تصل إليه، دون إرغام أو وضع تصوّرات عالية، لكي لا يؤثر ذلك على تقديره لنفسه؛ لأنَّ موضوع تدني مفهوم الذات هي من أحد هموم الطفل الموهوب والتي تُسبب له القلق، لذلك من المهم تدريبه على التعامل مع خيبة الأمل، والابتعاد عن الرغبة الشديدة على الكمال، وعلى قبول أخطائه، وفهم أنَّ الخطأ يساهم في زيادة الخبرة الإنسانية الشاملة في الحياة.
  • يجبعلى الأهل الاهتمام بتطوير الذكاء الانفعالي والعواطف للطفل الموهوب:

    وذلك من خلال تهيئة المناخ العاطفي المناسب في الأسرة الذي يعمل على مساعدة الطفل على التصرف الصحيح مع مشاعر الفشل والهزيمة، التمكن من صياغة مشاعر الغضب، إدراك مشكلات الآخرين، عمل علاقات اجتماعية سويَّة مع الآخرين، وعليهم أن يفهموا أنَّ الطفل المتفوق هو طفل في البداية من ثمَّ طفل موهوب، وعلى الآباء عدم حرمانه من طفولته، منحه الفرصة لكي يحيا مثل غيره من الأطفال، فهو بحاجة إلى الاستجابة لبعض الاحتياجات كاللعب، المرح، واللهو.
  • يجب على الآباء ألا يتعاملوا مع طفلهم الموهوب مثل معاملة الطفل العادي، وأن يفهموا أنَّ عدم تشابهه لهم لا يعني أنَّه شاذ:

    على الآباء أن يستوعبوا أنَّ الطفل المتفوق يرى أبعد، يدرك أعمق، يدرك أكثر من زملائه من نفس العمر، أنَّه من الطبيعي أن يكون غير متشابه لبقية الأطفال، وأن يضجر من الروتين المدرسي الممل، أن يعتبر الطاعة والقبول نوعاً من القمع النفسي، وأنَّه يفضل مصادقة من هو أكبر منه سناً، فهو يتقصى عن الغموض والإثارة والتنافس.
  • يجب على الآباء استيعاب طبيعة الطفل الموهوب واحتياجاته، استعابه بشكل واقعي، إدراك دورها المهم في إبراز موهبته، وفي تهيئة بيئة ممتعة ثقافياً، تبعث للاطمئنان النفسي للطفل، يحس بها بالارتياح في عالم قد يحس فيه بالاغتراب النفسي لأنَّه غير متشابه مع أقرانه في أمور متعددة.

المصدر: الأسرة والطفل، داود نسيمة، حمدي نزيه، (2004) .الأسس النفسية للنمو في الطفولة المبكرة، ملحم سامي، (2007) .كيف نربي أبناءنا الجنين _ الطفل _ المراهق، شقير، زينب، (2000) .


شارك المقالة: