دور الأم في تربية الأطفال في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يتكون كل مجتمع من كتل من وحدات الأسرة، كلما كانت كل كتلة أقوى، كانت بنية المجتمع أقوى، وبالتالي فإن الأسرة هي لبنات البناء التي يعتمد عليها مصير المجتمع، من أجل تنمية الأسرة الصالحة، تلعب الأم دورًا حيويًا، لدى العديد من النساء اليوم تطلعات للتقدم في حياتهم المهنية، ودرجات علمية في مختلف المجالات.

دور الأم في تربية الأطفال في الإسلام

لا جدال في أن أهم إنجاز للأم هو تربية الأطفال الفاضلين العقلاء الذين سينتقلون بعد ذلك لبناء كتل قوية أخرى للمجتمع، أنه من السهل الإنجاب ولكن من الصعب التربية جيداً، في ذلك يكمن التحدي لجميع الأمهات.

للأم المسلمة دور قيّم وكريم في وأساسي في تربية الأبناء، يتم وضع أساس الأسرة مع قرار الزواج، وتتجلى أهمية الأم في التعاليم الإسلامية بداية من الزواج والحمل ثم تربية الأطفال. وتوضح النقاط التالية كيف يقدس الإسلام دور الأم:

التأكيد على اختيار الزوجة الصالحة

يدعو الإسلام إلى اختيار الزوجة على أساس الخصائص الأخلاقية، إن الرسول الكريم يدعوا الشباب أن يتزوجوا في أسرة كريمة، فالجينات لها آثار على الأطفال، كما شجع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على الزواج من النساء الفاضلات من أجل إنجاب أطفال فاضلين.

احترام الأم في الدنيا

الأم تحظى باحترام كبير من عائلتها، يجب طاعتها وتبجيلها، هناك العديد الآيات القرآنية التي تتحدث عن حقوق الوالدين التي تشمل الأم وتكون هي الأساس بها، ووصايا نبينا الكريم للعناية بالأم حتى قبل الأب، حديث أبي هريرة قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ.، متفق عليه، توضح هذه القصة المشهورة مكانة الأم في الإسلام.

أجر الأم في الآخرة

بين لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن المرأة كانت مقاتلة في سبيل الله منذ أن حملت حتى ولادتها، ومنذ أن بدأت ترضع حتى توقفت، إذا ماتت في تلك الفترة، كانت بمكانة الشهداء، إن تربية الطفل تربية سليمة من أعظم الأجور، يستمر في جلب الأجر للوالدين حتى بعد موتهم.

قصص القرآن الكريم عن الأم

أوصى القرآن في العديد من الآيات بالأم ومنها وصايا لقمان لإبنه، ذكر القرآن الكريم والدة النبي موسى عليه السلام عندما طُلب منها الله جل وعلا أن تضع طفلها في النهر، أُعطيت تأكيدات من الله تعالى بأن الطفل سيعود إليها؛ لأن الله تعالى يعلم أن الأم  من الصعب عليها التخلي عن ولدها.

صفات الأم المربية

الأم المربية لها صفات بارزة، لا أحد يستطيع أن يحل محلها في حياة أطفالها، فيما يلي بعض الأشياء التي تجعلها فريدة من نوعها:

الحب العميق لأبنائها

حب الأم لا مثيل له، سواء أكان صغيرًا أم كبيرًا، سليمًا أم معاقًا، مزعجًا أم مطيعًا، قد يتم عرض هذا الحب في أشكال مختلفة، أحيانًا يسيء الأطفال تفسير التوبيخ على أنه علامة على قلة الحب، من المهم طمأنة الطفل أنه محبوب دائمًا، حتى عندما يتطلب سلوكه اتخاذ إجراءات تأديبية، يصبح مثل هذا الطفل واثقًا وسعيدًا ولن يبحث عن العزاء في أي مكان آخر، يصبح حب الأم مصدر السعادة والسلام في المنزل، يشعر الأطفال بالتعلق بالمنزل بسبب الأم.

التضحية والتفاني

تتخلى الأم عن الكثير من أجل الطفل، تتخلى عن وقتها ونومها وملذاتها وما إلى ذلك لتضمن أن الطفل بخير، لا أحد يقترب من فعل ما تفعله الأم لطفلها، ولا يمكن للمرء أن يشكر الأم على جميع تضحياتها وجهودها التي تبذلها من أجل الأبناء.

الأم الصالحة تضع احتياجات الطفل، الجسدية والعاطفية، أولاً، هذه نقطة مهمة يجب وضعها في الاعتبار، خاصة في هذه الزمن الحديث، النساء اليوم يخدعهن المجتمع لجعل حياتهن المهنية ووظائفهن أكثر أهمية من منازلهن، سيبقى المنزل دائمًا أكثر أعمال المرأة قيمة وقد يتطلب ذلك جميع أنواع التضحيات، إنه ليس تضحية فحسب، ولكنه استثمار سيحصد أرباحًا كبيرة.

الحماية والأمن

تحاول الأم دائمًا حماية الطفل من الخطر والصعوبات، ومع ذلك، تميل بعض الأمهات إلى الإفراط في الحماية، من الحكمة أن يتعلم الطفل مواجهة بعض المشاكل في الحياة حسب عمره وظروفه، لن يكون الطفل المدلل قادرًا على مواجهة حقائق العالم عندما يكبر، والمجتمع لن يكون مراعًا له مثل والدته.

دور الأم في تربية الأبناء

نافذة للطفل عبر العالم، عندما يولد الطفل، فهو يجهل العالم الخارجي تمامًا، تلعب الأم دورًا مهمًا في تعريفه بالعالم، تعتمد النظرة التي سيشكلها الطفل تجاه الحياة كثيرًا على الأم، موقفه، وجهات نظره الدينية ووجهة نظره في الحياة وأهدافها، كلها ستكتسب من الأم، في النهاية سينضج  الطفل وربما يشكل وجهات نظره الخاصة المتغيرة، لكن السنوات الأولى وما يتعلمه فيها سيكون له دائمًا انطباع دائم في ذهنه.

الأم نموذج للطفل، بما أن الأم هي أهم شخص في حياة الطفل، فهي تحظى باحترام كبير، تصبح عاداتها وسلوكها نموذجًا للطفل، كل ما يلاحظه الطفل منها، مثل عادات التدبير المنزلي، وأخلاقها، وعلاقاتها مع الآخرين، والطريقة التي تنفق بها المال، وأسلوب حياتها بشكل عام، ستؤثر بلا شك على شخصية الطفل، إن الأم أفضل من مائة معلم، نقاط قوتها وضعفها العاطفية هي مثال للطفل، وسوف يتم اتباعها لسنوات عديدة قادمة.

هناك العديد من الناس يتبعون طرق أمهاتهم حتى عندما يعرفون أن الأمهات كانوا على خطأ، إنه يشبه رد الفعل اللاواعي تقريبًا، ويتطلب الأمر جهدًا للتصرف بشكل مختلف، وبالتالي، فإن مهمة الأمهات هي تقديم مثال جيد للأبناء.

تعتقد العديد من الأمهات أنه عبء ثقيل للغاية أن تتصرف بشكل شبه كامل طوال الوقت، حتى في داخل منازلهن، ومع ذلك فهو يتطلب إلى تدريب جيد، ما ستغيره الأمهات في أنفسهن لأطفالهن سيصبح عادة، وسيؤدي إلى تغيير حقيقي في سلوكهن، ليس الكمال الذي يطلبه الإسلام من الأمهات، ولكنه الرغبة في قبول مسؤولية نمذجة السلوك الجيد المقبول، يتذكر الكثير من العظماء أمهاتهم والدور الذي لعبوه في رعايتهم وتربيتهم.

صفات الأم في الإسلام

يجب على جميع الأمهات أن يتصفن بمجموعة من الصفات التي تمكنهن من تربية الأبناء ومنها:

الوعي بالمسؤولية، من واجب كل أم أن تبحث عن تقنيات واستراتيجيات أفضل للأبوة والأمومة، تتوفر مجموعة متنوعة من المواد الإسلامية لطرق تربية الأبناء، الذي يساعد قراءة مثل هذه المواد من وقت لآخر في زيادة الوعي والرؤية لدى الأمهات عندما تقرأ الأم عن المشاكل التي يواجهها الوالدان، فإنها تشعر بالارتياح لأنها ليست وحدها،.

وهذا بحد ذاته طمأنية للأمهات حيث يفترض الآباء في كثير من الأحيان أنهم وحدهم من يواجهون صعوبات، كما أن القراءة عن الحلول التي يستخدمها الأشخاص الآخرون، أو النصائح التي يقدمها علماء النفس وما إلى ذلك تساعد في توسيع نطاق اختيار التكتيكات الممكنة في التعامل مع الأطفال.

تحديد أهداف واضحة، على الأم أن تتوقع ما يتصرفه أطفالها، لا يكفي أن يريد الوالدين أن يكون الأبناء أطفالاً جيدين، بل يجب أن يعرف الأطفال ما هو متوقع منهم بالضبط، وما الذي تريدهم الأم أن يفعلوه، في بعض الأحيان، تطلب الأم من الطفل وضع الطاولة بشكل صحيح.

لأنه لم يشرح للطفل ما تعنيه بشكل صحيح، فإنه يفعل ذلك بالطريقة التي يعتقدها هو بأنها صحيحة، وبالتالي قد يُلام الطفل لكونه قذرًا وكسولًا وما إلى ذلك لعدم ضبط الطاولة بشكل صحيح، كان من الممكن تجنب الإحباط وجع القلب إذا عرف الطفل بالضبط ما هو متوقع منه، بدلاً من عدم توضيح ما يجب لوضع الطاولة، ويمكن تطبيق الشيء نفسه على جميع الأعمال المنزلية، والسلوك مع الآخرين، والإنجازات الأكاديمية وما إلى ذلك، يجب أن يكون لدى الأم أهداف محددة لما تريده، وتوضيحها.

وتشجيع الأطفال حسب إمكانياتهم، يأتي كل طفل بإمكانياته المميزة، يتمتع الأطفال بقدرات يمكن أن تؤدي إلى إنجازات عظيمة، يظهر البعض مهارة واهتمامًا بمنطقة معينة، بينما يفضل البعض الآخر مجالًا مختلفًا.

يجب عدم محاولة مقارنة الأطفال ببعضهم البعض، تحاول الأم الذكية إخراج أفضل ما في كل طفل، إنها تجعل الطفل يطور مهاراته في أي مجال يجيده، وهذا علاج الضعف لدى كل طفل، إذا كان أحد الأطفال خجولًا جدًا.

على سبيل المثال، يجب على الأم ألا تطالبه بالاختلاط والتفاعل مع الآخرين كما يفعل إخوته، تعرض بعض الأمهات أطفالهن عن غير قصد لقدر كبير من الإحراج والإذلال، يجب تعليم الطفل التغلب على حياءه، يمكن للأم أن تقدم اقتراحات عملية عما يمكن للطفل أن يتحدث عنه للآخرين، يمكن لتوجيهات الأم اللطيفة أن تعالج العديد من العيوب والضعف في شخصية الطفل.

المصدر: تربية الطفل في الإسلام، سيما راتب عدنان، 1997الطفل في الشريعة الاسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، 1997تربية الاولاد في الاسلام، عبدالله ناصح علوان، 1981 مشاكل الطفل، محمد ايوب الشحيمي، 1994


شارك المقالة: