دور المعرفة في التحيز الضمني في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الإجراءات المتحيزة ضمنيًا هي تلك التي تظهر التأثير المشوه للجمعيات المعرفية الضمنية في علم النفس، حيث يعتبر تعبير الأفراد عن هذه السمات الضمنية لتركيبتنا المعرفية والتحفيزية قد تم استدعاؤه لدعم الادعاء القائل بأن الأفراد نظرًا لافتقارهم إلى الوعي ذي الصلة بسلوكهم التمييزي الأخلاقي، ليسوا مسؤولين عن التصرف بطرق تظهر ضمنيًا في التحيز، ومع ذلك فإن الادعاء بأن مثل هذه التأثيرات ضمنية، لا يرتبط بشكل مباشر بالادعاء بأن الأفراد يفتقرون إلى الوعي بالأبعاد الأخلاقية الإشكالية لسلوكهم.

دور المعرفة في التحيز الضمني في علم النفس

عندما نتحدث عن التحيزات الضمنية فيتوجب النظر في الظواهر المعرفية المطروحة والتي يتم وصفها بأنها ارتباطات مخزنة في الذاكرة، ويمكن أن تؤثر هذه الارتباطات على السلوكيات والأحكام، على سبيل المثال تم افتراض الارتباطات الضمنية على أنها تشرح التقييمات التفاضلية لنفس السيرة الذاتية التي كان الاختلاف الوحيد فيها هو العرق، حيث كان الأفراد في محاكاة الكمبيوتر أكثر عرضة لإطلاق التحيزات الضمنية على بعض المواقف أو الأحداث والسلوكيات.

اقترح البعض أن التحيزات ضمنية لمجرد أن الإجراء المستخدم للوصول إليها هو إجراء ضمني؛ أي تلك التي لا تعتمد على تدابير التقرير الذاتي، ولا العرض الطوعي للمعلومات المعرفية حول مواقف المرء، وقد يتضمن التدبير الضمني رئيسًا لا يدركه الفاعل ثم مقياسًا لكيفية تأثير التهيئة على السلوك أو الحكم، لكن لماذا نستخدم مقياسًا ضمنيًا للوصول إلى هذه الجمعيات المعرفية؟

أحد الأسباب هو أن الأفراد قد لا يكونون صريحين بشأن الجمعيات المعرفية التي يفضلون ألا تكون لديهم، وسبب آخر هو أن الجمعيات المعرفية تتميز بخصائص العمليات التلقائية التي تجعل من الصعب على الوكيل تحديدها والإبلاغ عنها وانتقاء الميزات التالية لها باعتبارها سمات مميزة للتحيزات الضمنية، من خلال التشغيل بدون توجيه الأهداف القريبة التي من شأنها أن تمكن الوكيل من بدء العمليات المعرفية أو التدخل فيها أو إيقافها، والتشغيل بدون موارد معرفية كبيرة على سبيل المثال عندما يكون انتباه المرء مشغولاً ببعض المهام الأخرى؛ والتشغيل بوقت محدود للغاية على سبيل المثال عندما يُطلب من المرء الاستجابة بسرعة كبيرة أو بدون وعي.

والجدير بالذكر أن بعض الفلاسفة وعلماء النفس المعرفي قد اتخذوا هذه الميزة الأخيرة على أنها خاصية أو حتى تعريف للتحيز الضمني، والمهم هو أن هذه الميزات لم يتم تحديدها على أنها ضرورية لكي يكون التحيز ضمنيًا، مما يترك مجالًا كبيرًا للتنوع في خصائص العلاقات التي يتم قياسها في مثل هذه الدراسات ومناقشتها في الأدبيات النفسية الفلسفية اللاحقة.

يمكننا التفكير في العديد من العلاقات أو العمليات المعرفية على أنها تحيزات عندما تميل إلى ممارسة تأثير مشوه على الحكم، حيث يمكن وصف التأثير المطروح على أنه تشويه من حيث أنه يؤدي إلى حكم يبتعد عن معايير العقلانية، ويمكن ملاحظة ذلك بشكل أوضح في دراسات السيرة الذاتية، عندما لا يوفر الاسم الموجود أعلى السيرة الذاتية سببًا للحكم عليها على أنها أفضل أو أسوأ من سيرة ذاتية مماثلة.

ليس من الواضح كيف يشرح هذا التحليل المخرجات السلوكية، ويتمثل أحد الاحتمالات في توسيع التعريف ليشمل ليس فقط تشويه الحكم ولكن أيضًا التأثيرات غير المرغوب فيها أو غير المرغوب فيها على الإجراء، وقد يكون الآخر هو افتراض أن هذه السلوكيات مسبوقة بأحكام ضمنية، والتي يتم تحريفها، وهذا الحكم هو في بعض الأحيان الناتج هو المقياس وفي حالات أخرى يُعلم الناتج السلوكي الذي يتم قياسه.

المسؤولية المعرفية في التحيز الضمني في علم النفس

ما الذي نسأله عند التفكير فيما إذا كان الفرد مسؤولاً عن التحيز الضمني أم لا؟ أحد أبعاد المسؤولية المعرفية هو التطلع إلى المستقبل هل هذا شيء يمكن أن يُطلب من الفرد تحمل المسؤولية عنه، وإحداث تغييرات في إدراكها؟ هذا شعور مهم بالمسؤولية المعرفية عند النظر في التحيزات الضمنية في علم النفس، حيث يكون أحد الأهداف الأساسية هو جعل الأفراد يتصرفون بطرق أقل تحيزًا.

لكن ليس هذا هو الشعور الوحيد بالمسؤولية الذي يهم علماء النفس المعرفي، والسؤال هنا هو ما إذا كان يمكن تحميل الفرد المسؤولية، بمعنى أنه عرضة للثناء أو اللوم، عن إظهار التحيز الضمني، فإذا كان الفرد يتصرف بطرق تعبر عن التحيز، فهل هذا شيء يستحق اللوم عليه هناك بالطبع سؤال إضافي حول ما إذا كان التعبير عن اللوم سيكون مناسبًا؟ إن القول بأن الفاعل يستحق اللوم يعني القول إنهم فعلوا عمداً شيئًا ينتهك معيارًا أخلاقيًا نتوقع منهم الحفاظ عليه، ونتيجة لذلك سيكون هناك ما يبرر ردودًا معينة مثل أن يكون الاستنكار أو أشكال أخرى من العقوبات غير الرسمية على جزء من الآخرين استياء الطرف المظلوم.

الوعي المعرفي في التحيز الضمني في علم النفس

جادل علماء النفس الذين عالجوا مسألة المسؤولية المعرفية عن التحيز الضمني أنه إلى الحد الذي لا يكون فيه الأفراد أو لا يمكن توقعه بشكل معقول على دراية بانحيازهم الضمني، فإنها ليست مسؤولة عن الإجراءات المتأثرة بهذه التحيزات، ومع ذلك هناك معاني مختلفة من الوعي المعرفي في العمل في هذه التحيزات الضمنية، حيث أوضحت الدراسات النفسية معانٍ مختلفة للوعي يتم تداولها في الأدب والفلسفة وعلم النفس حول التحيزات الضمنية، وتحديد المعنى الذي يمتلكه الأفراد أو يفتقرون إليه بدقة أكبر، بحيث يمكن تقييم ما إذا كان التواجد في مثل هذا الموقف المعرفي يبرئ المسؤولية الأخلاقية.

في الأدبيات من علم النفس التجريبي ومن الفلسفة نجد وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع، على سبيل المثال في ادعاء أنه لا ينبغي إلقاء اللوم على الأفراد بسبب التحيزات الضمنية، حيث يوجد ما هو موجود وموضوع الخلاف هو أن الأفراد ليسوا على دراية بعمل التحيز في إنتاج الفعل، وقد نفسر أيضًا على أنه يدعي أن الأفراد ليسوا على دراية بوجود التحيز، مع التركيز على عملية التحيز، الذي ينشأ عنه قلقنا بشأن المسؤولية بشكل أكثر إلحاحًا.

يبدو أن الإحساس بالوعي المعرفي في القضية هنا هو استبطان الوعي الذي قد ينتج عنه معرفة بالعمليات المعرفية للفرد ببساطة عن طريق التفكير في الحالات والعمليات الداخلية للفرد، هذا الشعور بالوعي يلعب أيضًا في وصف التدابير الضمنية مثل الوصول إلى جوانب من الإدراك لا يسهل الوصول إليها أو يسهل الوصول إليها للاستبطان، فالتمثيلات التي يكون الوكيل غير مدرك لها بشكل استبطاني قد يكون لدى المرء وعي استبطاني فيما يتعلق بما إذا كانت معتقدات أو مشاعر معينة تلعب دورًا في قراراته ويمكن للمرء أن يسأل نفسه، وعند التفكير يعطي إجابة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: