ركائز قوة التعلم وعوامل النجاح الرئيسية في التعلم

اقرأ في هذا المقال


ركائز قوة التعلم وعوامل النجاح الرئيسية في التعلم:

الانتباه:

تتمثل القضية الرئيسية لجميع الأشخاص المعنيين بالعملية التعليمية سواء أكانوا معلمين أو ولي أمر أو مدرب هي القدرة على توجيه انتباه الطالب، أو من أجل تركيز الانتباه على الشيء المناسب، حيث لا يمكن للطالب أن يتعلم شيئًا ما إذا لم ينتبه.

الانتباه هو مرشح انتقائي، واختيار تدوين بعض المعلومات وترك المعلومات الأخرى تمر دون أن يلاحظها أحد، لذلك من المهم أن يسلط المعلم التربوي الضوء على ما يجب على المتعلمين تحديد أولوياته، والانتباه هو مزيج من ثلاث عمليات معرفية متميزة وهي: معرفة متى يجب الانتباه، ومعرفة ما يجب الانتباه إليه، ومعرفة كيفية الانتباه.

المشاركة الفعالة:

بعد توجيه انتباه الطالب يجب على الطالب أن يتفاعل بنشاط مع المحتوى، حيث لن يساعد الاستماع السلبي إلى المعلم في تذكر المعلومات الجديدة، ويتطلب التعلم مشاركة نشطة على المستوى المعرفي، والنضال الفكري للتعلم أفضل بكثير من مجرد الاستماع إلى الكلمات.

يجب أن يستخدم المدرسون مجموعة من الأساليب التي تجبر التلاميذ على التفكير بأنفسهم، ويمكن أن تشمل هذه الأساليب أنشطة عملية وتجارب عملية، أو عمل جماعي صغير ، أو مناقشة في الفصل حول الفرضيات المحتملة أو استقصاء أسئلة من المعلم.

الاستجابة:

تعد التغذية الراجعة حول الأخطاء ركيزة مهمة للتعلم؛ لأنّها تتيح للمتعلم فهم الخطأ وتصحيحه وتجاوزه، ويجب تقديم الملاحظات في بيئة يشعر فيها المتعلم بالثقة والتشجيع وليس الانتقاد.

يتعلم الدماغ من خلال عملية تكرارية من التعديلات المتتالية استجابة للأخطاء، وعندما يقوم الطالب بالتنبؤ الخاطئ فإنّ الخطأ يسبب تناقضًا بين هذا التنبؤ والواقع، ويؤدي هذا إلى قيام الطالب بعد ذلك بعمل تنبؤ جديد.

الدمج:

يجب دمج المهارات المكتسبة أو المعلومات المحفوظة حديثًا في المعرفة، وبهذه الخطوة يتم دمج ما يتم تعلمه في معرفة المتعلم وتصبح المعرفة غير واعية ودائمة، وعند تعلم مهارة جديدة مثل كيفية التحدث بلغة أخرى، يكرر الدماغ عملية التعلم عدة مرات حتى يتم إتقان المهارة وتلقائية.

يتضاءل الجهد وتصبح المهارة روتينية، وتحرر مساحة في قشرة الفص الجبهي للدماغ لتعلم أشياء جديدة، ويأتي توحيد المعلومات من تكرار الإنجازات، لكن النوم الكافي عنصر حاسم في تعزيز التعلم، وأثناء النوم يظل الدماغ نشطًا، ويعالج المعلومات ويحدد الأنماط ويعزز الخبرات في الذاكرة ويؤسس التعميمات.

تنطبق الركائز الأربع للتعلم على المتعلمين من جميع المراحل والأعمار، وقد تكون مرونة الدماغ هي الأمثل عندما تكون أصغر سنًا، لكن الدماغ لا يزال مجهزًا جيدًا للتعلم مدى الحياة، ويمكن للطلاب أن يتعلموا التعلم بشكل أفضل من خلال الاستفادة من الركائز الأربع لخوارزمية التعلم في الدماغ في أي عمر، في مؤسّسات التعليم الرسمي في مكان العمل وفي الحياة اليومية.

بالنسبة للمعلمين والمدربين، توفر الركائز الأربع إرشادات للتدريس، وعندما يعرف المعلمون كيفية شد الطلاب للانتباه ثم يساعدون في إشراكهم بشكل جوهري في المواد، وتقديم الملاحظات المناسبة، وتعزيز توحيد المعلومات المستفادة، فإنّهم يوفرون الظروف التي تؤدّي إلى النجاح في التعلم.

ركائز التعلم المهمة في القرن الحادي والعشرين:

يقصد بالتعلم في القرن الحادي والعشرين: هو عبارة عن بناء مستمر للمهارات والمعرفة طوال حياة الفرد، ويحدث من خلال التجارب التي تمت مواجهتها على مدار العمر.

ويشدد على أنّ كل فرد يجب أن يكون مجهزًا لاغتنام فرص التعلم طوال العمر، وتوسيع معارف الفرد ومهاراته ومواقفه، والتكيف مع عالم متغير ومعقد ومترابط.

وإنّ الرغبة في التعلم المستمر طوال العمر هي علامة على طالب القرن الحادي والعشرين، حيث حدد التعلم طوال العمر كمفتاح من أجل اكتساب القدرة على مواجهة ملتزمات القرن الحادي والعشرين.

أنّ الكنز الداخلي للطالب هو حاجة إلى تعلم كيفية التعلم، من أجل التمكن على مواجهة التغيرات والتحديات السريعة في الحاضر والمستقبل، وهو يصف نهجًا شاملاً للتعلم يشمل أكثر ما يحدث في الفصل الدراس، ويشار إليه بالتعلم مدى الحياة، وهذه فلسفة تتضمن تنمية المعرفة والمهارات والمواقف والقيم طوال حياة الطالب من مراحل الطفولة المبكرة حتى البلوغ.

لا يُنظر إلى التعلم على أنّه عملية فكرية فحسب، بل هو عملية تشمل جميع جوانب حياة الفرد، بما في ذلك دوره في المجتمع، والأداء في مكان العمل، والتنمية الشخصية والرفاهية الجسدية، حيث يظم التعلم مدى الحياة مجموعة مهمة من الركائز تتمثل من خلال ما يلي:

تعلم المعرفة، وتعلم العيش معًا، وتعلم القيام به، وتعلم كيف تكون، حيث يُنظر إلى الركائز الأربع للتعلم على أنّها مبادئ أساسية من أجل إعادة تشكيل التعليم في القرن الحادي والعشرين.

على أركان أربعة من التعلم يقترح إطارا من أجل فهم ما يحتاجه الطلاب من اكتساب وتطوير في حد ذاتها، وإنّ معرفة هذه الركائز وتطبيقها على التعلم الخاص بالفرد، يمكن أن يساعدك في تطوير مهاراته المطلوبة للوفاء بمهامه وأدواره كمزود للتعليم الجيد وذات الصلة بالطلاب.

تعلم أن تعرف:

يتضمن تعلم المعرفة اكتساب وتطوير المعرفة والمهارات اللازمة للعمل في العالم، وتتضمن أمثلة المهارات في إطار هذا الركن من التعلم معرفة القراءة والكتابة والتفكير النقدي.

ويعني تعلم كيفية التعلم من خلال تطوير تركيز الفرد ومهارات الذاكرة والقدرة على التفكير، اكتساب أداة التفاهم، ويقتصر دور المعلم كميسر ومحفز ومراقب ومقيم للتعلم.

تعلم العيش معاً:

ينطوي تعلم العيش معًا على تطوير المهارات والقيم الاجتماعية مثل الاحترام والاهتمام بالآخرين، والمهارات الاجتماعية والشخصية وتقدير التنوع بين جميع طبقات المجتمع، حيث أنّ هذه المهارات سوف تقوم على تمكين الأفراد والمجتمعات من العيش في سلام ووئام.

تعلم أن تفعل:

يجب على المرء أن يتعلم كيف يفكر بشكل إبداعي ونقدي وشامل، وكيف يفهم بعمق المعلومات التي يتم تقديمها، ويمثل التطبيق الماهر والإبداعي والمتميز للمعرفة من أجل التمكن من أداء وظيفة أو عمل ما، لا بد من تحقيق التعلم الذي يجب القيام به، وهذا يستلزم اكتساب الكفاءة التي تمكن الفرد من التعامل مع مجموعة متنوعة من المواقف والعمل في فرق.

تعلم أن تكون:

يتضمن تعلم كيف يكون الأنشطة التي تعزز التنمية الشخصية الشاملة الجسم والعقل والروح، من أجل شخص كامل من جميع النواحي، وتشمل هذه تنمية المهارات التحليلية والاجتماعية للفرد والإبداع، والاكتشاف الشخصي، وتقدير القيمة المتأصلة التي توفرها هذه المساعي، ومن الأمثلة ضمن هذه الركيزة المعلم الذي يشارك في ورش العمل التدريبية التي ستعزز معرفته ومهاراته في عملية التعلم في التدريس.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: