سيكولوجية المراهقة ومشكلاتها

اقرأ في هذا المقال


أهمية المراهقة في حياة الإنسان

إنّ أهمية المراهقة في حياة الإنسان، دفعت العديد من الباحثين النفسيين والاجتماعيّين إلى الاهتمام الكبير بدراستها، معرفة خصائصها ومميزاتها، هذا الاهتمام الكبير أدّى إلى ظُهور عدة نظريّات لمجموعة من الباحثين الذين حاولوا تفسير المُراهقة كل حسب وجهة نظر تخصُّصه واهتماماته. إنّ تعدُّد النظريات المُفسرة لمرحلة المراهقة، دليل على تعقُّد هذه المرحلة وتداخل مُختلف مظاهرها وتشابُكها وتعدد العوامل المؤثرة فيها. تتفق نظريات المراهقة في كون المراهقة تشكِّل مرحلة خاصّة من مراحل نمو الفرد، ترتبط بالتغيُّرات العضوية والجسميّة، تختلف في تحديد مدى تأثير هذه التغيُّرات العضويّة على السّيرورة النفسيّة وتطورها.

ما هي فترة المراهقة

تُعرف المراهقة بأنَّها مرحلة انتقاليّة من مرحلة الطُّفولة إلى مرحلة الرُّجولة أو الأُنوثة، هي مسافة زمنيّة بين عمر 12 و21 سنة، تتميز مرحلة المراهقة بثلاثة أبعاد: أولها البُعد بيولوجي أي البلوغ، البُعد الاجتماعيّ والبُعد النفسيّ، يبدأ سن المراهقة مع بداية ظُهور مظاهر البُلوغ، تكون بداية هذه المرحلة غير واضحة تماماً، لكن تنتهي في وُصول المُراهق النضج التام، يعد مفهوم المُراهقة مصطلحاً حديثاً، أظهر نِتاج الثورة الصناعيّة والعلميّة والتقنيّة في القرن التاسع عشر، أول من تحدّث عن سيكولوجيّة المُراهقة ومُشكلاتها هو العالم الأمريكي ستانلي هول.

سيكولوجية المراهقة ومشكلاتها

تعد المراهقة مرحلة انتقالية من شأنِها إحداث الاضطراب والغُموض، من الواضِح أنّ المُراهق في أولّ سنوات المُراهقة يكون مشغول بالتخلص من قُيود مرحلة الطفولة وتصوراتها، لكنّه يقع في الكثير من المشاكل الاجتماعيّة والنفسيّة والأكاديميّة، من أجل فهم سيكولوجية المُراهقة ومُشكلاتها.

ما هي مشكلات المراهقة

  • انخفاض الثقة بالنفس: تنخفض الثقة بالنفس في مرحلة المراهقة، حيث يشعر المُراهق أنّ الأعباء المُلقاة عليه أكبر بكثير من طاقته وقدراته، كما أنّه يشعُر بأنّه لا يستحق التفوُّق بسبب ظُروفه وأحواله.
  • الشُّعور بالقلق الزائد عن الحد: بسبب خوفه من تحمُّل المسؤولية، فيؤثر هذا القلق على قُدرته على التّركيز في المواد الدراسيّة والامتحانات بمختلف المواد.
  • الخجل: يعاني المُراهق من الخجل من الكلام، الوقوف أمام الطلاَّب، مناقشة المعلمين، هذا يجعل مُشاركته ضعيفة، يؤثر بشكل سلبي على الفائِدة التي يُمكن الحُصول عليها.
  • انعدام الدافعية: يعني انعدام الرَّغبة الكافية في المواد التي يدرُسها الطالب، نفوره من الدّراسة بسبب تصرُّفات بعض مُعلّميه معه، نظرته للمادة الدراسيّة ودرجة صعوبتها.
  • الافتقار للدّعم النفسي: فيمكن للأهل أن يصنعوا الرّغبة في الدراسة عند الأبناء، يمكن أن يهدِموها؛ ذلك بسبب إهمالهم وعدم معرفتهم بسيكُولوجية المُراهقة ومشكلاتها.
  • تدني الشعور بالمسؤولية لدى الكبار: شعور الأهل بشكل متزايد أنّ أبناءهم لديهم شعور بالمسؤولية أقل بكثير ممّا لديهم تجاه الأمور المختلفة،من الممكن أن يخرج المراهق من غرفته ويترك الإنارة تعمل، يذهب للخارِج ويترك غرفته أشبه بساحة حرب، يهمل واجباته المدرسيّة وواجباته المنزلية، من أسباب ذلك أنّ المُراهق يكون تفكيره مُشوش بين الكثير من الأشياء التي تمّ ذكرها سابقاً، يهتم المراهق في منظره الخارجي.
  • غفلة المراهقات: من الأسباب التي تجعل الكثير من الفتيات يقعن في شباك الكثير من الفتيان: تنضج عاطِفة الحُب لدى الإناث قبل نُضجها عند الذكور، تكون أخصب وأقوى، تكون معالم الأُنوثة قد ظهرت عليها، لذلك فإنَّ وعي الفتيات حول الجنس الآخر يظهر في وقت مبكر نسبياً، عدم معرفة الأهل بحقيقة المرحلة التي تمر بها، إذ يتم تزويج الفتاة في سن مبكرة ظناً منهم أنّها قد كبرت.
  • تطرف المراهق ومشاكسته: يميل المراهقون إلى الغلوّ أو المُجادلة حول الأشياء الصّغيرة، معارضة الأُم والأب في أمر واضح، يحدث هذا بسبب أنّ لدى المُراهق شُحنات عاطفيّة قويّة، في الوقت نفسه لم يكتشف القُدرة على مُحاكمة الأُمور والتّفكير في العواقب، إنّ الفراغ الذي يعيشه المراهق في حياته، قلة المسؤوليات تجعله يركّز على الأشياء التي يتعاطف معها، بالتالي يصل إلى التطرّف في كثير من الأُمور.

نصائح علاج مشكلات المراهق

  • قبّول آراء الآخرين: يُعاني المراهق من عدم تقبُّل آراء الآخرين والجِدال مع الجميع، على الأهل أن يعلّموا أبناءهم كيفيّة تقبُّل آراء الآخرين من خلال زرع تلك البِذرة منذُ الصِّغر، فهم حقيقة أنّ كثير من الأُمور قابِلة للاختلاف والتغيير، لا بأس أن يختلف النّاس ولكن لا يجب أن يسخر بعضهم من الآخر.
  • توفير بيئة جيدة للدراسة: هذا يعني أنّه يجب أن يكون جو الأسرة مليء بالمحبة والتفهُّم، التي تجعل جو البيت هادئ ومُريح، بالتالي يُمكن الدّراسة فيه بأريحيّة، ذلك عندما يتفهّم الأهل طبيعة سيكولوجية المراهقة ومشكلاتها.
  • تنمية الشعور بالمسؤولية: يُمكن تحميل المراهقين بعض من المسؤوليات، لكن يجب على الأهل إدراك أنّ هُناك احتمال كبير للخطأ، يجب عليهم تقبُّل ذلك، توضيح العمل الصّحيح للمُراهق وكيف من الممكن أن يتلافى الخطأ في المُستقبل، هذا يزرع فيه الثّقة بالنفس التي تجعلُه يتحمّل المسؤولية.
  • زيادة الوعي: على الأهل زيادة وعي أبنائهم المراهقين بمخاطر ما يقُومون به، من خلال الحوار السّليم، تحذيرهم من عمليّات الاستغلال، زيادة وعي المُراهقين بسيكولوجية الُمراهقة ومُشكلاتها.

شارك المقالة: