صدمة الأنا والتحيز الأناني في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعريف صدمة الأنا في علم النفس:

تشير صدمة الأنا في علم النفس إلى الشعور بالشلل العقلي أو التجمد استجابة لتهديدات تقدير الذات الشديدة، حيث يعاني الأفراد المصابين بصدمة الأنا من صعوبة في التفكير تقريباً بجميع أنواعه وأشكاله، حيث يشعر هؤلاء الأفراد بأنهم بعيدون عن أنفسهم، ويبدو العالم بعيدًا أو غريبًا، ويشعرون بالخدر العاطفي في مفاهيم الخاصة بالعواطف المتنوعة، حيث إن تجربة صدمة الأنا تعتبر من المفاهيم المؤقتة وعادة ما تستمر لثواني أو دقائق فقط.

سياق وأهمية صدمة الأنا في علم النفس:

تحدث صدمة الأنا في علم النفس عادةً عندما يتعرض الأفراد لضربات شديدة على تقديرهم لذاتهم، وفي احتماليتهم لتحديد وتمييز قيمتهم الذاتية لأنفسهم، حيث تعتبر أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لصدمة الأنا هو الرفض من قبل الأصدقاء أو الشركاء المقربين، على سبيل المثال أن تقول صديقة أو صديقًا بشكل غير متوقع أن شخص معين وخاص بهم عديم القيمة وقبيح قد يؤدي إلى تجربة صدمة الأنا.

قد تكون هناك تجربة فورية من الشلل العقلي أو الغرابة التي تصيب الفرد في صدمة الأنا، ثم تمر صدمة الأنا وقد تظهر أفكار ومشاعر أخرى مثل الغضب أو الحزن أو اللوم، وتشمل الأسباب الأخرى لصدمة الأنا الفشل الأكاديمي في التعلم مثل رفض القبول من قبل جامعة مرموقة، والفشل الرياضي مثل فقدان رمية حرة في الثانية الأخيرة من مباراة البطولة والتسبب في خسارة فريق ينتمي له الشخص، والفشل الأخلاقي أي سرقة شيء من متجر ثم القبض عليه.

يمكن أن يكون لصدمة الأنا في علم النفس عواقب سلبية وإيجابية على الشخص، حيث أنه على المدى القصير يواجه الأشخاص المصابين بصدمة الأنا صعوبة في السيطرة على أنفسهم، وبسبب هذا فإنهم يتأثرون بسهولة بالظروف الاجتماعية، على سبيل المثال إذا قام شخص ما بتسليمهم زجاجة عصير وقال اشرب هذا فمن المرجح أن يفعل ذلك الشخص في حالة صدمة الأنا بدون التمييز ما محتوى الزجاجة هل هي ماء أو عصير أو حليب، وعلى المدى الطويل يمكن أن يكون لتجربة صدمة الأنا أيضًا عواقب سلبية قد يستجيب الناس لصدمة الأنا بالتخلي عما تسبب في ضربة لتقديرهم لذاتهم، على سبيل المثال قد يقسم شخص ما المواعدة أو إنهاء لعب كرة السلة.

من ناحية أخرى يمكن أن يكون لصدمة الأنا في علم النفس فوائد معينة، حيث أنه من الممكن أن تجربة صدمة الأنا تحمي الشخص نفسياً على المدى القصير بعد تهديد احترام الذات وتقدير قيمتها، فبدلاً من التفكك العقلي أو التصرف بشكل مدمر يصاب الشخص بالخدر والتعود والتكيف مع الوضع، وعلى المدى الطويل غالبًا ما يغير الأفراد الذين يعانون من صدمة الأنا حياتهم بطرق إيجابية، بعد زوال صدمة الفشل الأكاديمي الكبير على سبيل المثال قد يضاعف الطلاب جهودهم للنجاح ويصبحوا طلابًا أفضل مما كانوا عليه من قبل.

لا أحد يعرف السبب الدقيق لصدمة الأنا في علم النفس، حيث أنه قد تكون ميزة تكيفية أو وقائية تطورت للمساعدة في الحفاظ على الشخصية في مواجهة المعلومات المهددة لها، وقد تعكس صدمة الأنا أيضًا ببساطة عطلًا ميكانيكيًا في الدماغ، عندما تأتي المعلومات متطرفة وسلبية للغاية بحيث لا يمكن معالجتها بفعالية، فإن الدماغ ببساطة يتوقف عن العمل أو يتباطأ مؤقتًا.

تعريف التحيز الأناني في علم النفس:

يعرف معظم الناس عن أنفسهم أكثر مما يعرفونه عن الآخرين، حيث أن هذا يعتبر صحيح جزئيًا لأن الناس يميلون إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لأنفسهم أكثر من اهتمامهم بالآخرين وجزئيًا؛ لأن الناس يتمتعون بامتياز الوصول إلى معلومات عن أنفسهم على سبيل المثال الأفكار والعواطف الخاصة التي لا تتوفر للآخرين؛ لأنها وفيرة جدًا يمكن للمعلومات المتعلقة بالذات أن تمارس تأثيرًا غير متناسب على أنواع مختلفة من الأحكام، وعندما يحدث ذلك يُعرف هذا الاتجاه بالتحيز الأناني أي المتمحورة والمتمركز حول الذات.

كمثال على التحيز الأناني في علم النفس الوضع في الاعتبار كيف يقسم الناس الفضل في المساعي التعاونية عندما يعمل الأفراد معًا في مهمة أو وظيفة محددة، مثل فريق المبيعات الذي يعمل على تسويق منتج جديد أو الطلاب الذين يتعاونون في مهمة الفصل، يميل كل شخص في المتوسط ​​إلى تخصيص قدر أكبر قليلاً من الائتمان لنفسه أو لنفسها وإخراج المجموعة أكثر مما يشعر الآخرين أنه يستحقه.

وبالتالي إذا جمعت نسبة العمل الذي يدعي كل متعاون أنه قد ساهم به، فعادةً ما ينتهي بالشخص الأمر بمبلغ يتجاوز 100٪ ومنطقيًا بالطبع لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا خاصة إذا اعتقد ثلاثة متعاونين أنهم قد أنجزوا 50٪ من العمل أو ما مجموعه 150٪ فإن واحدًا أو أكثر منهم مخطئ، ومنها يأتي التساؤل لماذا يحدث هذا؟ ويكون بعضها عبارة عن انتزاع ائتمان لا ضمير له يدعي فيه الناس خطأً أنهم قاموا بحصة متضخمة من العمل للمطالبة بحصة متضخمة من المكافآت أي مكافأة مبيعات أو درجة دورة.

لكنه ينبع أيضًا جزئيًا من التحيز الأناني في تذكر مساهمات المرء، ببساطة يكون لدى الناس وقت أسهل في تذكر مدخلاتهم أكثر من تلك الخاصة بالآخرين، يسهل تذكر الأفكار التي ساهمنا بها في اجتماع المبيعات أو الساعات التي قضيناها في المكتبة أكثر من تلك التي ساهم بها الآخرين.

عندما يحين الوقت لتحديد نصيب كل متعاون من الفضل فإن السهولة النسبية التي تتبادر إلى الذهن مساهماتنا تجعلهم يبدون كما لو كانوا أكثر عددًا مما كانوا عليه في الواقع، مما يجعلنا نبالغ في تقديرهم، ففي الواقع نظرًا لأنه من الأسهل تذكر مدخلات الفرد حتى عندما تكون غير مبالية، فإن هذا التحيز يحدث حتى عندما يرغب الناس في تقليل دورهم في مسعى تعاوني.

تم مطالبة الأفراد المتزوجين في إحدى الدراسات الذين طُلب منهم تقسيم المسؤولية بينهم وبين أزواجهم عن عدة أنشطة منزلية بأكثر من نصيبهم العادل من الائتمان، ليس فقط للأنشطة الإيجابية مثل تنظيف الأطباق ولكن أيضًا للأنشطة السلبية مثل التسبب في الحجج.

هذا مجرد مثال واحد على التحيز الأناني، حيث تثير وجهات نظرنا المتمحورة حول الذات العديد من الآخرين، بما في ذلك الميل إلى المبالغة في تقدير مدى نجاحنا في التواصل مع الآخرين بافتراض أن الآخرين يفهمون ما نفهمه، والميل إلى المبالغة في تقدير مقدار مشاركة الآخرين في مواقفنا وتفضيلاتنا بافتراض أن الآخرين يشعرون كما نفعل نحن، والميل إلى الاعتقاد بأن الآخرين يهتمون بنا أكثر مما هم عليه بافتراض أننا نتميز بالآخرين بقدر ما نتميز بأنفسنا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: