طرق تشجيع المراهق على الاهتمام بالدراسة

اقرأ في هذا المقال


تعدُّ المذاكرة بالنسبة للمُراهق أشبه بالدّواء شديد المرارة، فعليه تناوله يومياً، ممّا يشكّل انزعاجاً وضيقًا له، يجب على الأهل التعامل بهدوء وعدم الضغط على الأبناء لمذاكرة دُروسهم، فهذا لا يُجدي نفعاً، بل على العكس قد يجعل المراهق يذاكر دُروسه بلا تركيز.

أهمية الدراسة:

تشجّع الدراسة التفكير الإبداعيّ المستقلّ، تُعطي الطلّاب فرصة للسفر من خلال برامج الدراسة في الخارج، للتعرّف على الثقافات المختلفة، أيضاً تعزِّز مهارات القيادة، تُتيح له التعرُّف على التكنولوجيا الحديثة، عن طريق الأبحاث، توسّع الدائرة الاجتماعيّة للطالب، حيث تمكّنه من الاختلاط مع الزُّملاء، الأصدقاء، الموظّفين الأكاديميين، الذين سيكون لهُم دور مهم في مجال عمله، هذا إلى جانب الاستقرار الماليّ، الرواتب المرتفعة التي يتمتّع بها الطالب المُتعلِّم.

مشاكل الدراسة في مرحلة المراهقة:

  • طبيعة الاهتمامات والرغبات أو الأحلام والأُمنيات التي تميّز الأفراد في مرحلة المراهقة، فهذه المناهج الدراسيّة التي غالباً ما يراها المراهق روتينية، مملَّة، جامدة، ركيكة في شكلها، غالباً ما تتعارض مع اهتمامات هذا المراهق وأحلامه، التي يرى فيها المُتعة وتحقيق الذات وإشباع الرغبات، فيؤدِّي هذا إلى نفوره من القيام بواجباته المدرسية، التي يرى فيها حاجزاً يقفده إشباع رغباته.
  • التغيرات الشاملة التي تحصل للمراهق، هذه المرحلة والتغيُّرات الحاصلة خلالها، لها أثر بالغ في إشغال المراهق عن دراسته، فهذه التغيُّرات سوف تجعله مُتقلباً في المزاج مُشتتاً في الرأي ولا يستطيع تقدير ما هو بحاجة إليه أو ما هو راغب فيه.
  • الطريقة التي يتعامل فيها الأهل مع ابنهم المراهق، لا يمكن إغفال أهمية هذه الطريقة، كيفية تطبيقها من حيث اللين، الشدَّة، التراخي، القسوة، أثر هذه الطريقة على تحصيل المراهق العلمي والدِّراسي.
  • البيئة الاجتماعية والأُسرية التي يعيش المراهق فيها، بيئة المراهق تلعب دور كبير من حيث التأثير على دراسته، قد لا تُعطي البيئة أهمية لهذه الدَّراسة، بالتالي فإنَّ المراهق لن يستطيع إدراك مدى أهميتها على مستقبله، يمكن أن تعطي البيئة المُحيطة أولوية كبيرة للدِّراسة والتحصيل العلمي، سوف ينعكس هذا على الدّرجة التي سوف يقدر من خلالها المراهق أهمية القيام بواجبه الدراسي.
  • علاقات المراهقين وتأثيرها على مستواهم الدراسي، من أكثر ما يُؤثر على تحصيل المراهقين الدِّراسي هو العلاقات التي يمرّون بها، ميولهم الجديدة التي جاءت مع مرحلة المُراهقة، أغلب المراهقين مثلاً يرغبون في بناء علاقات عاطفيّة ورومانسية، أيضاً جنسية مع أقرانهم من الجنس الآخر، هذا الأمر هو من أكثر ما يُشغل بال معظم المراهقين، يشتت تفكيرهم، يلهيهم ويبعدهم عن واجباتهم، يعتبر من الأسباب الرئيسية في تأخُّرهم وفشلهم في دراستهم.
  • أثر شخصية المراهق وثقته بنفسه على تحصيله الدراسي، شخصية المراهق ومدى ثقته بنفسه وقبوله لها، من الأسباب التي تُعتبر أيضاً ذات بعد ثُنائي في التأثير على دراسة المراهقين، إمّا تكون سبباً في نجاحه إذا كان واثقاً بنفسه، وإمّا أن تكون سبباً في تأخُّره إذا كان غير راضي عن نفسه ولا يثق بها.

أسباب تعيق المراهق عن الدراسة:

  • يُعد ضعف الانتباه والتركيز والكسل عند مُذاكرة المراهق لدُروسه، من الأسباب الرئيسية التي تعيق عمليّة المذاكرة.
  • عندما يُواصل المراهق مذاكرة دروسه دون الحُصول على أيّ فترة راحة، يجعل المعلومات التي قام بمذاكرتها تتعرَّض للنسيان.
  • سرعة قراءة المراهق لدُروسه، يجعل المعلومة لا تستقر في ذهنه فتكُون معلومة عابرة كأنّه لم يقرأها
  • عدم رغبة المراهق في المذاكرة وشعوره أنّها شيء ثقيل، فمجرد جُلوسه على مكتبه، فتح كتابه لاستذكار دروسه يشعر بالضيق والانزعاج.
  • انتقال المراهق في المذاكرة بين الكتب المُتشابهة، يجعل المعلومات تتداخل مع بعضها، ممّا يفقده التركيز.
  • عدم الحُصول على راحة كافية بعد المذاكرة، يُشعر المراهق بالضيق والانزعاج.
  • المذاكرة في حالات المرض، الاضطرابات النفسية، الجسدية، تجعل المراهق مُشتَّت فاقد التركيز لما يذاكره.
  • قد ينسى المراهق معلومات المادة التي قام بمذاكرتها، ذلك بسبب تعرُّضه للكبت وتذكر بعض الأحداث المؤلمة، التي تركت أثاراً سيئة في نفسية المراهق إلى جانب ارتباط مذاكرة مادة من المواد، تزامن الامتحان مع حادث مؤلم تعرض له المراهق كوفاة والده مثلاً.
  • توجد أسباب موضوعيّة تتعلَّق بشُرود الطالب عند مذاكرة مواد معينة، خاصَّةً المواد الصعبة، مثل الفيزياء والرياضيات، أيضاً شعوره بصعوبة تلك المواد.
  • شُرود المراهق وتفكيره في مواضيع أُخرى جانبيّة، بعيدة عن مذاكرة المادة، فالتفكير في المشاكل العائليّة، العاطفية، الخوف من الفشل، الرسوب والشرود، يُسبِّب للمراهق حالة من القلق والتوتر، خاصَّة في الشُّهور التي تسبق الامتحانات.
  • توجد أسباب شخصيّة تضعف قدرة المراهق على المذاكرة، تتعلق بمشاعر الكُره التي يحملها المراهق لمدرِّس مادة معينة، لينتقل هذا الكره إلى المادة نفسها وتصبح مذاكرتها عبئ ثقيل على الطالب.

طرق تشجيع المراهق على الدراسة:

  • احرص على وضع جدول مُعين؛ لتقسيم واجبات المداهق الدراسية إلى فترات، مع وضع فترة راحة من وقت لآخر، حتى لا يشعر المراهق بنوع من الضُّغوط عليه لإنهاء واجباته، أيضاً يُمكن تقديم هدايا ومُكأفأت؛ لتشجيعه على التفوُّق والتحصيل الدراسي.
  • اختار مكان مُناسب جيد الإضاءة والتهوية؛ لتشجيع المراهق على المذاكرة، مع الحرص أن تكون الغُرفة المُختارة بعيدة عن أي شيء قد يشغله.
  • وفِّر له كافّة المُستلزمات التي يحتاجها في أداء واجباته، حتى لا يتحجَّج بعدم قُدرته على استكمال مُذاكرته، فيطلُب الذّهاب للمُذاكرة عند أحد أصدقائه.
  • ساعد ابنك المراهق على المذاكرة، شاركه في أداء واجباته الدراسيّة، فقد أظهرت الدّراسات أن تفوُّق الأبناء وتحقيقهم لأداء أفضل في الدّراسة، يرتبط ارتباطا وثيقاً بمشاركة الآباء للأبناء في المذاكرة.
  • اسعى إلى تثقيف ابنك المراهق بمعلومات عامّة، سواء معرفيّة أو تثقيفيه، تزيد من رغبته في العلم وحبّ المعرفة.
  • تفعيل دور التعلُّم النشط، الاهتمام بتطوير أنشطة المراهق وهواياته، أيضاً يمكن إلحاقه بدورات تُساعده على التفوّق من الناحية الأكاديميّة في حال معاناته من صُعوبات في التعلُّم.
  • احتضن ابنك المراهق وشجِّعه دائماً على المذاكرة، حتى يصبح متفوقاً، يحقِّق ذاته، يكون ذو شأن ويستطيع خدمة مُجتمعه.
  • اتَّبع نظام رُوتيني يتضمّن المذاكرة، مع أخذ راحة لمُشاهدة التلفاز، الحرص على متابعة قنوات البرامج التعليمية.
  • حاول البحث عن سبب كره ابنك للمذاكرة فقد يكون ذكياً، لكنّه لا يحب المدرسة، لا يحب معلميه، من الممكن أن يكون طُموح الوالدين أكبر من قدرات ابنهم المراهق، فيصاب بالاكتئاب ويكره المدرسة، بالتالي يكره المذاكرة.
  • عدم استعمال الأُسلوب الفظُّ في حثِّ المراهق على المذاكرة، الإفراط في تعنيفه، الضغط عليه، حتى يهتم بدروسه، ممّا قد يصيبه بمشاكل سلوكيّة ونفسية.
  • احرص على القراءة أمامه واظهر حبَّك للمعرفة؛ لكي تكون قدوة إيجابيّة له، من المُمكن أن تأخذه في رحلة علميّة تُثري عنده بعض المعلومات العلمية؛ ليدعم مُذاكرته بالمُشاهدات العلميّة التطبيقية.
  • قدِّم الدّعم اللازم لابنك المراهق في مذاكرته، لا تقوم بالإلحاح عليه ليُذاكر، قم بمراجعة واجباته، إذ من المُمكن أن تقدِّم له هديّة، تصطحبه إلى السينما، تقدِّم له أكلة يفضّلها وغيرها من المحُفِّزات التي من شأنها التخفيف من الضغط الواقع عليه.

المصدر: نتائج البحث التعليم والتعليم الالكتروني، د.طارق عبد الرؤوفأسس و مبادئ تعليم الفن للكبار و الصغار، د. محمد حسين جوديالمراهقة: مشكلات وحلول، فاطمة العراقي


شارك المقالة: