طرق خاطئة تعبر بها الأم عن حبها للأطفال

اقرأ في هذا المقال


محبة الأهالي للأطفال ومدى تأثير هذه المحبة على شخصيتهم:

الطريقة التي يعبر فيها الأهالي عن مدى محبتهم للأطفال لها تأثير كبير على شخصية الأطفال وعلى كافة التصرفات الصادرة عنهم وطباعهم، قد يبالغ الأهالي في التعبير عن مدى حبهم للأطفال لذلك نجدهم يعبرون عن هذا الحب بأسلوب خاطئ، حيث يعتقد الأهالي أن التعبير عن محبة الأطفال بشكل مبالغ فيه قد ينعكس بشكل إيجابي على الأطفال وشخصياتهم.

هذا اعتقاد خاطئ، محبة الأطفال مهمة، حيث يشعر الأطفال بالأمان العاطفي والاستقرار النفسي، لكن مبالغة الأهالي في التعبير عن محبة الأطفال ينعكس بشكل سلبي على الأطفال وشخصياتهم، في هذا المقال سوف نتحدث عن الطرق الخاطئة التي تعبر فيها الأم عن حبها لأطفالها بطريقة خاطئة.

كيف تعبر الأم عن حبها لأطفالها بطريقة خاطئة؟

1- قيام الأم بتفضيل الطفل على ذاتها:

عندما تقوم الأم تفضيل الطفل على ذاتها، فهي ذلك تعبر عن مدى حبها للطفل بطريقة خاطئة ومبالغ فيها، حيث أن الأم تفضل الطفل على حساب نفسها في كافة الأمور، مثال على ذلك: قيام الأم بعمل الوجبات التي يحبها الطفل حتى لو لم تكن تحبها، أيضاً اهتمام الأم بنظافة الطفل وإهمال ذاتها.

حيث تكرس الأم جميع وقتها للطفل بدون الاهتمام بنفسها وهي بذلك تفضل الطفل على نفسها، الاهتمام والمحبة من الأشياء المهمة في تربية الأطفال، لكن في حال كانت هذه الأمور على حساب الأم وبشكل مبالغ فيه وبلا حدود وقواعد سوف يكبر الطفل وهو يظن أن جميع ما تفعله الأم هو واجب وليس تضحية، هنا تشعر الأم بالخذلان والإحباط، وهنا يكون الخطأ على الأم وليس على الطفل.

الطريقة المثالية في التعامل مع الطفل هو قيام الأم بدورها من رعاية واهتمام لكن بشكل معتدل مع حرص الأم على العناية والاهتمام بنفسها وعدم تفضيل الطفل عليها، حيث أن هذا الأسلوب من الأساليب الخاطئة التي تنعكس بشكل سلبي على كل من الأم والأطفال.

2- تلبية كافة طلبات الطفل:

من الطرق الخاطئة التي تعبر فيها الأم عن محبتها للأطفال هي العمل على تنفيذ كافة الطلبات، حيث أن هذا الدلال المبالغ فيه يؤثر على شخصية الطفل ويصبح الطفل شخص اتكالي لا يتحمل أبسط أنواع المسؤولية، أيضاً لا يقدر الطفل حاجات الآخرين حيث يصبح الطفل أناني لا يهتم إلا في نفسه.

على المدى البعيد عندما يصبح الطفل في عمر أكبر، قد يتعرض الطفل لصدمة نتيجة عدم تلبية حاجاته كما كان معتاد، لذلك يجب على الأمهات الاعتدال في التدليل وعدم تنفيذ كافة الطلبات التي يطلبها الأطفال، لكي يتعلم الأطفال أن ليس كل الطلبات متاحة.

مثال على ذلك، عندما يطلب الطفل من الأم شراء لعبة محددة، الأم لا تلبي طلب الطفل، بل تؤجله حتى يصبح هناك مناسبة تستوجب تقديم الهدية، فمثلًا إذا رغب في لعبة معينة عليه الانتظار حتى موعد عيد ميلاده، حتى لا يتعرض الأطفال مع الوقت إلى صدمة نتيجة عدم تلبية طلباتهم ورغباتهم.

3- مدح الأطفال بشكل مبالغ فيه:

من المتعارف عليه أن الأطفال بين الفترة والأخرى بحاجة إلى المدح، حيث ينعكس المدح بشكل إيجابي على شخصية الأطفال والسلوكيات الصادرة عنهم، لكن في حال قيام الأمهات بمدح الأطفال بشكل مبالغ فيه ينعكس هذا التصرف على شخصية الأطفال وتصرفاتهم بشكل سلبي، حيث تصبح شخصية الأطفال تتصف بالغرور.

حيث أن الأم عندما تمدح الطفل بشكل مبالغ فهي تنمي الأنا لديه وحب الذات، المدح ضروري للأطفال لكن من المهم أن تحرص الأم على مدح التصرفات الجيدة مع حرصها على ذكر التصرفات الخاطئة، لكي يقوم الطفل بتصحيحها.

4- عدم الاعتراف بخطأ الطفل:

من الطرق الخاطئة التي تعبر فيها الأم عن محبتها للأطفال هي عدم الاعتراف بالأخطاء الصادرة عنهم، حتى لا تتشوه صورة الأطفال أمام الآخرين، ولكي لا ينتقد الآخرين تربية الأم، دون إدراك الأم النتائج السلبية المترتبة على هذا التصرف.

عندما يشاهد الطفل تصرف والدته بعدم الاعتراف بالأخطاء الصادرة عنه هنا يعتقد الطفل أن ما قام فيه هو تصرف صحيح، من المهم أن تعترف الأم بالأخطاء الصادرة عن الأطفال وتعليم الطفل أنه من الطبيعي أن يخطأ الإنسان لكن من المهم الأعتراف بالخطأ الصادر عنه والاعتذار يعد قوة وليس ضعف.

5- الخوف المبالغ فيه:

الخوف على الأطفال هو شعور طبيعي تشعر فيه جميع الأمهات نتيجة محبتهم للأطفال، لكن عندما يتم المبالغة في هذا الخوف يتحول هذا الخوف إلى خوف مرضي ينعكس على الأطفال بشكل سلبي، حيث أن الأم تقوم بمنع الأطفال من الخروج من المنزل واللعب في الشارع خوفاً عليهم.

دون وعي الأم بالنتائج السلبية المترتبة على هذا الخوف، يؤدي هذا الخوف إلى ظهور عقد نفسية عند الأطفال نتيجة تعرض الأطفال إلى الإحباط، تقل ثقة الأطفال في أنفسهم بالتالي تضعف شخصيتهم، الخوف مطلوب، لكن بحدود ولا يؤثر هذا الخوف على شخصية الأطفال.

المصدر: الأم تعرف أكثر من الجميع، أليس كالهان، 2015مدخل إلى رياض الأطفال، أمل خلف، 2005علم النفس الاجتماعي، أحمد علي حبيبالتربية في رياض الأطفال، عدنان عارف، 2000


شارك المقالة: