طفل الروضة واتخاذ القرارات

اقرأ في هذا المقال


يُعَد اكتساب طفل الروضة لمهارة اتخاذ القرارات الجيدة، من المهارات التي يمكن أن تساعده ليصبح ناجحاً في الحياة، وتصبح عملية انتقاله إلى المراحل القادمة، عملية سهلة وغير معقدة، حيث تساعد هذه المهارة الطفل بإيجاد حلول للمشكلات، كما يساعد وجود التفكير المنطقي من مقدرة الطفل على اتخاذ القرارات.

مفهوم اتخاذ القرارات:

تُعَدُّ المهارة الرئيسية التي يحتاج طفل الروضة إلى تنميتها هي مهارة اختيار القرارات الجيدة، وعملية اختيار القرارات هي إجراء أو عملية للوصول إلى نتيجة قبول خيار مهم من خلال تقييم الخيارات البديلة الأخرى، وتؤثر القرارات التي يتخذها الطفل على صحته العقلية، كما تعتمد علاقاته ونجاحه إلى حد كبير على اتخاذه للقرارات المختلفة، بالإضافة إلى أنَّها تُساعد الطفل على أن يصبح مسؤول ومستقل إلى حد ما، كما أنَّها تساعد الطفل على التحكم في سلوكاته.

كيف تتطور مهارة اختيار القرارات لدى طفل الروضة؟

إنَّ مجرد قدرة الطفل على تحديد متى سيتم اختيار القرارات، هي الخطوة الأولى نحو تطوير هذه المهارة، حيث يتعلم الطفل من خلال مراقبة والديه وأقرانه، والاستماع إلى المناقشات، حيث تُتاح له الفرصة لاتخاذ قرارات وتجربة النتائج، ففي البداية ينتهي الأمر بالطفل أحياناً باختيار قرارات خاطئة، لكنه يتعلم من أخطائه، ويحاول اختيار قرارات أفضل في المرات القادمة، وتتطور المهارة أكثر عندما يفهم الطفل بوضوح أسباب قراراته إلى جانب الخبرة والإدراك.

أهمية اتخاذ القرارات لطفل الروضة:

من أهم الفوائد لاتخاذ الطفل للقرارات، هو شعور الطفل بالرضا عن نفسه عندما يكون قراره صائباً، ويُعَدّ اتخاذ الطفل للقرارات الخاطئة، هو جزء أساسي من رحلته نحو الوعي والإدراك، فإذا تمَّ تثقيف الطفل حول عملية اتخاذ القرارات، فسوف يكتسب الخبرة اللازمة لهذه المهارة، كما أنَّ قدرة الطفل على اتخاذ القرار الصحيح، تستغرق سنوات عديدة، لأنها عملية معقدة وتحتاج إلى تفكير دقيق، حيث يقوم الأهل أو المعلم بتكليف الطفل بالمهام المختلفة، ويأملون بأن يُظهر الطفل سلوكًا مسؤولًا، كما أنَّ مقدرة الطفل على اختيار القرارات، تزرع في نفسه الثقة، وتجعله قادراً على اختيار القرارات الجيدة في المراحل القادمة.

كيفية مساعدة طفل الروضة على تنمية مهارة اختيار القرارات الجيدة:

ليس هناك شك في أن تعليم طفل الروضة مهارة اتخاذ القرارات أمر صعب، ولكن بالتأكيد يمكن تعليمها باستخدام الأساليب الصحيحة، حيث يُعَدّ إشراك الطفل في عملية اتخاذ القرار فكرة جيدة للغاية، حيث يبني الطفل ثقته بنفسه خلال عملية اتخاذ القرارات في الأسرة، وفيما يلي بعض الأساليب البسيطة التي تساعد في تعليم طفل الروضة مهارة اتخاذ القرارات الجيدة، وهي:

  • السماح للطفل بارتكاب الأخطاء: ينبغي على الأهل السماح للطفل بارتكاب الأخطاء، بدلاً من حمايته منها، فعندما يتعلم الطفل درساً صعباً من أخطائه، فإن ذلك يوفر له رؤية جديدة للأمور، كما أنَّه يتعلم من تجاربه الخاصة، ويتذكر عدم تكرارها مرة أخرى.
  • معرفة اهتمامات طفل الروضة: يجب تحفيز الطفل ومساعدته على معرفة اهتماماته، من خلال وضع أمثلة عن الأشخاص الناجحين، عندئذ سيفهم الطفل أنَّ العمل الجاد والإخلاص هما مفتاح النجاح، وأن هذه الصفات تتناسب تماماً مع عملية اتخاذ القرارات، وأنَّ قرار الطفل بتقليد الناجحين، هو في حد ذاته قرار صائب.
  • تعليم طفل الروضة بأن يعرف نفسه: يجب تعليم الطفل التمييز بين نقاط القوة والضعف الخاصة به، حتى يكون قادراً على اتخاذ قرارات أفضل في المراحل القادمة فيما يتعلق به، كما يجب منح الطفل الكثير من الفرص، ولكن يجب أن يكون قادراً أيضاً على إدراك أنّه لن يتفوق فيها جميعاً، كما يجب أن يتعلم قبول الهزيمة، والقرارات التي تُتخذ بعد ذلك ضرورية للطفل لتعويض خسارته.
  • التحدث مع طفل الروضة: يُعَدّ التواصل المفتوح بين الطفل والأهل أمر حيوي للغاية، فإذا قام الأهل بالتحدث مع الطفل والسماح له بالنقاش الحر، فمن المؤكد أنّه سيحصل على رؤية واضحة للأمور لا تقدر بثمن، وستجعل الطفل أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الجيدة.
  • توجيه الثناء للطفل: ينبغي على الأهل توجيه الثناء للطفل، ليس فقط في الأمور التي اتخذ فيها قراراً صائباً، ولكن ينبغي عليهم أيضاً توجيه الثناء له حتى عند اتخاذه القرارات الخاطئة، وذلك لأنّه قام بالمحاولة الفعليّة، بالإضافة إلى أنَّه ينبغي على الأهل التوضيح للطفل الأسباب التي جعلت من قراره، قراراً خاطئاً؛ لكي يتجنّبه في المرات القادمة.
  • معرفة أصدقاء الطفل: يرتبط الطفل مع أقرانه بعلاقات اجتماعية قوية، حيث تتأثر أفكاره وأفعاله إلى حد كبير بأقرانه وأصدقائه، لذلك يتوجب على الأهل معرفة أصدقاء طفلهم، وتقديم التوجيه اللازم، لأنَّ الطفل سيقوم بتقليدهم إلى حدّ ما.

المصدر: قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة، د. رافدة الحريري- 2013استراتيجيات تربوية في رعاية الأطفال، وفيق صفوت مختاردليل الأسرة لتنمية قدرات طفل الروضة، د. موسى نجيب موسى- 2016


شارك المقالة: