علاقة التربية بالفلسفة

اقرأ في هذا المقال


من أقدم مفاهيم الفلسفة تلك المفاهيم التي تمتد بأصلها الى كلمة الإغريق ومعناها اللغوي، “حب الحكمة”، ومن هذا المفهوم يكون الفيلسوف هو المحب للحكمة أو الحكيم. من الممكن أنه كان هذا المفهوم مناسباً عندما كانت الفلسفة تشكل مجموعة المعارف في ذلك الوقت من طب وقانون وغيرها. وعلى الرغم من التغيير الذي طرأ على العلوم والمعرفة والذي ادى في النهاية إلى إزاحة هذه العلوم عن الفلسفة، فقد استمر تعريفها ” حب الحكمة” كما هو.

التعريف المعجمي للفلسفة:

يعطي المعجم الوسيط تعريف الفلسفة بأنها دراسة القواعد الأولى وشرح المعرفة شرحاً عقلياً، حيث كانت تحمل كل العلوم، إلا أنها في هذا العصر وهذا الوقت اقتصرت على المنطق والأخلاق وما خلف الطبيعة، ويقدم معجم التربية تعريف للفلسفة يشبه التعريف السابق فيعرف الفلسفة بأنها العلم الذي يميل الى التنظيم والترتيب في جميع المجالات المعرفية؛ لأنها تعتبر من الوسائل لاستيعاب وتفسير الحقيقة في شكلها الكلي، حيث إن هذا العلم يلم كل من المنطق وعلم الجمال، وأيضاً ما خلف الطبيعة، ونظرية المعرفة.

ترتكز التربية إلى العديد من الأسس الفلسفية، وذلك لأن فلسفة المجتمع لها الأساس في توضيح مفهوم التربية واتجاهاتها:

تكمن وظيفة الفلسفة في ربط النظريات الفكرية  بالظواهر الإجتماعية وأيضاً تغيير وتطوير المجتمعات، حيث أنها تبحث في حاجة الوجود والقيم والمعرفة، التي تعد الأساس لعملية التربية، والتي تحاول دائما أن تنشئ الفرد في جميع جوانبه العقلية والروحية وأيضاً الجسمية، كما تساعد نظريات الفلسفة في تطوير اتجاهات الفرد وذلك لاستيعاب هذه الظواهر ومن ثم تقديرها وبالتالي احترامها.

ولأن الفلسفة تعتبر نشطة وذات ثقافة وفكرية أيضاً، الغرض منها بناء عقل الفرد، وأيضا بناء إدراكاته، فإن التربية تستند على منطلق فكري وثقافي تعمل على الترجمة للقيم الموجودة في الفلسفة وتحويلها الى جهد عملي يكمن في العادات وأيضاً الاتجاهات والمهارات السلوكية.

العلاقة بين الفلسفة والتربية:

إن الفلسفة تدور حول ما يرتبط بالخبرة الإنسانية ومن ثم تفسير وتوضيح تلك الخبرة، وبالتالي نقدها ومن ثم إعادة التناغم والتناسق والانسجام إليها، حيث تركز على الأسس والمسلمات التي يستند عليها تناسق هذه الخبرة، وبالتالي تقوم التربية بنقل هذه الخبرات من جيل إلى جيل.
إن الفلسفة من غير الاعتماد على التربية تكون مجرد عدد من النظريات ذات الطابع الغير مرن، ولكن لا يكون باستطاعة التربية أن تبتعد عن الفلسفة، والسبب في ذلك هو حاجتها في بناء نظرة كاملة أمام الغرض من المجتمع والحياة الإنسانية، لكي تتمكن من التجهيز للقضايا التربوية.


شارك المقالة: