عوامل تحديد الشخصية وعلاقتها بتنمية الذات

اقرأ في هذا المقال


إنَّ كلاً من اختيارنا لقيمنا وترتيبها حسب الأهمية، ﻷمران حاسمان في تحديد شخصيتنا وحياتنا، حيث أنّ الكثير من الأمور التي يتمّ تحديد كالنجاح والفشل تعتمد بشكل ما على بعض عوامل تحديد الشخصية.

ما هي عوامل تحديد الشخصية؟

علينا أن نتخيّل شخصين أجري لكل منهما تمرين تحديد القيم، واستقرّ كل واحد منهما على ثلاث قيم هي نفسها، لكن الترتيب هو المختلف، حيث قرّر الأول أن قيمه الثلاث، وبالترتيب حسب الأهمية، أولاً الأسرة، وثانياً الصحة، وثالثاً النجاح المهني، حيث يَعتبر هذا الشخص أنَّ الأسرة مقدمة على صحته ومهنته، ممَّا يعني أنَّه إذا كان عليه أن يختار بين الأسرة والمهنة، ستأتي الأسرة أولاً، وإذا كان عليه أن يختار ما بين الصحة والمهنة، فإنّ الصحة تأتي أولاً.

وكان لدى الشخص الآخر القيم الثلاث نفسها، فيما عدا الترتيب بشكل مختلف، فقيمته الأولى هي النجاح المهني، والقيمة الثانية هي الأسرة، والقيمة الثالثة هي الصحّة، ممَّا يعني أنَّ هذا الشخص سوف يقدّم مهنته على أسرته، إذا اضطر أن يختار، وسوف يقدّم مهنته وأسرته على صحّته إذا اضطر أن يختار.

اختيار القيم وحسن وترتيبها يزيدان من فرص النجاح:

فالشخص الثاني الذي اختار النجاح المهني كقيمة أولى له، سوف يكون شخصاً مختلفاً بشكل كلي عن الشخص الأول الذي قرّر أنَّ أسرته هي أهم شيء بالنسبة له، حيث أنَّ ترتيب الأسرة ثمَّ الصحّة، ثمَّ المهنة هو نظام من القيم يثري الحياة ويدعمها، والشخص الذي يعيش حياته بالتوافق مع تلك القيم سيكون شخصاً أسعد كثيراً من الشخص الذي يضع مهنته قبل أسرته، وعلى وجه الخصوص قبل صحته، لهذا يتوجّب علينا أن نختار قيمنا، وأن نضع ترتيبنا الخاص بها بحرص وعناية فائقتين، حيث أنَّ قيمنا وترتيبها يحدّدان حياتنا بكاملها، وشخصيتنا بشكل أساسي.

في كلا الحالتين ولدى كلا النموذجين، نستطيع أن نحدّد الشخصية التي يمكننا التعامل معها على كلّ حال، ولا نستطيع أن نقول ﻷحدهم بأنَّه مخطئ ﻷنَّ طبيعته الشخصية وترتيبه للقيم تختلف عن الآخر، ولكن على المدى البعيد سنكتشف أنَّ الأولويات وحسن الاختيار والترتيب أمر ضروري من أجل تنمية الذات بشكل صحيح، والوصول إلى أعلى درجات النجاح التي يطمح إليها الجميع، فالمنظومة الأخلاقية ضرورة يطمح إليها كل عاقل.

المصدر: قوة التفكير، إبراهيم الفقي.غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.المفاتيح العشرة للنجاح، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: