فوائد التقدير الذاتي للطلاب في العملية التعليمية

اقرأ في هذا المقال


فوائد التقدير الذاتي للطلاب في العملية التعليمية:

أدرك المعلم التربوي منذ القدم أنه في حال شعر الطلاب بالرضا عن أنفسهم، يصبحون بذلك قادرون على تحقيق الأفضل خلال الفصل الدراسي، فكلما زادت ثقة الطالب وتقدير نفسه زادت قدرته، وبغض النظر عن المهمة الموكلة إليه، وعندما يشعر الطالب بالقدرة والثقة في نفسه، يكون من السهل القيام على تحفيزه ورفع مستوى احتمالية تحقيقه.

إنّ القيام على تعزيز المواقف التي يتم العمل عليها وبناء الثقة عن طريق القيام إعداد الطلاب من أجل التميز والنجاح وتقديم ملاحظات إيجابية متكررة هي أدوار أساسية لكل من المعلمين وأولياء الأمور، ينبغي على المعلم التربوي التعرف على كيفية الحفاظ على التقدير الذاتي الإيجابي لدى الطلاب.

لماذا التقدير الذاتي مهم؟

يجب أن يتمتع الطلاب بالتقدير الجيد نحو أنفسهم، وذلك لأنه له أثر كبير على جميع الجوانب في حياتهم، لا يؤدي التقدير الذاتي الجيد إلى تحسين  الأكاديمي فحسب، بل إنه يعمل على تقوية المهارات من الناحية الاجتماعية والقدرة على تنمية علاقات بشكل دائم.

تكون العلاقات مع الأقران والمعلمين مفيدة للغاية عندما يكون لدى الطلاب ما يكفي من احترام والتقدير الذاتي، إنّ الطلاب الذين يتصفون بتقدير النفس بمستوى عالي هم أيضًا أفضل من أجل التعامل مع الأخطاء.

الاحترام والتقدير الذاتي وعقلية النمو:

التعليقات والردود التي يتلقاها الطلاب دورًا أساسيًا في تنمية وبناء احترامهم لنفسهم، وبالذات في حال قدمت هذه التعليقات من الأشخاص المعنيين والمتخصصين، ويمكن أن تكون التعليقات بشكل كبير في النقد مؤذية للطلاب وتؤدي إلى قلة احترام الذات، ويمكن أن يكون للتعليقات الإيجابية تأثير عكسي، وما يسمعه الطلاب عن ذاتهم وإمكاناتهم يؤثر على تفكيرهم.

إنّ التغذية الراجعة للطلاب يجب أن تكون موجهة نحو الهدف وليست موجهة نحو الطلاب أنفسهم، هذا النوع من المديح هو أكثر فاعلية، يغرس في الطلاب عقلية النمو أو الاعتقاد بأن الطلاب يمكن أن ينموا ويتحسنوا ويتطوروا بالجهد، وعلى عكس العقلية الثابتة أو الاعتقاد بأن الطلاب يولدون مع سمات وإمكانات ثابتة لا يمكن أن تنمو أو تتبدل.

ينبغي على المعلم التربوي إعطاء قيمة للطلاب بتعليقاته عبارات مثل أنا فخور بك و أنت حقًا جيدة في الرياضيات أو غيرها من المواد الدراسية، هذه ليست فقط غير مفيدة ولكنها يمكن أن تقود الطلال أيضًا إلى تطوير مفاهيم ذاتية على أساس المديح وحده، بدلاً من ذلك يقوم المعلم التربوي على مدح الإنجازات ولفت الانتباه إلى جهود واستراتيجيات معينة مطبقة على المهام، وبهذه الطريقة يرى الطلاب أن التغذية الراجعة مفيدة ومحفزة.

باستثناء إخبار الطلاب بما يلاحظه المعلم التربوي، يحاول أن يترك نفسه والطالب خارج ملاحظاته والتعليق فقط على عملهم، وخاصة التحسينات، عند استخدام الملاحظات الموجهة نحو الهدف، فإن المعلم التربوي قد يؤثر بشكل إيجابي على تقدير الذات وتدعم المستوى التحفيزي للطالب من أجل تحقيق الأهداف الأكاديمية .

نصائح لبناء التقدير الذاتي:

هناك المزيد الذي يمكن للمعلم التربوي القيام به لبناء الطلاب أكثر من مجرد تزويدهم بتعليقات ذات مغزى، من المهم أن يتمتع الطلاب بتقدير ذاتي صحي داخل وخارج الفصل الدراسي، لكن هناك مجموعة من الطلاب يحتاجون إلى العون من أجل القيام على بناء نظريات ذاتية إيجابية.

هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الأمور  يمكن للمعلم التربوي اتباعها لمساعدته في تقدير الذات لدى الطلاب:

1- التركيز على الإيجابية:

هل سبق للمعلم أن لاحظ أن كلاً من الطلاب بمختلف المراحل العمرية الذين يعانون من تدني احترام الذات يميلون إلى التركيز على الأمور السلبية، سوف يسمع هؤلاء الطلاب يقولون للمعلم ما لا يمكنهم فعله، ويتحدثون عن نقاط ضعفهم، والتعمق في الأخطاء، حيث ويحتاج الطلاب إلى التشجيع من أجل  لا يقسو على أنفسهم.

يقود المعلم التربوي طلابه بالقدوة وإظهار كيف يبدو أن يسامح نفسه على الأخطاء وتقدير نقاط قوته، سوف يرون أن تقدير الذات يجب أن تحدده السمات الجيدة وليس النواقص، ولا يعني التركيز على الإيجابيات أنه لا يمكن أبدًا إعطاء ملاحظات سلبية، بل يعني فقط أنه يجب على المعلم التربوي الثناء في أغلب الأحيان وإعطاء ردود فعل سلبية باعتدال.

2- النقد البناء:

إنّ الطلاب الذين يعانون من تدني احترام الذات عادة ما يكونون غير قادرين على تحمل النقد، حتى عندما يكون الهدف منه مساعدتهم، وأن يكونوا حساسين لهذا، على المعلم التربوي التذكر دائمًا أنّ احترام الذات يتعلق بمدى شعور الطلاب بالتقدير والاحترام، ويجب أن يعمل على الحفاظ على الصورة الذاتية للطالب ومساعدته على رؤية نفسه كما يراه المعلم.

يلعب المعلم التربوي الدور الأكبر في تنمية الطالب لذاته، وبسهولة  يمكن للطلاب اكتساب احترام الذات، لذلك ينبغي على المعلم التربوي أن ينتقد دائمًا بصورة بناءه في حال تعين على المعلم العمل على انتقاد واستعمال تأثيره من أجل الحصول على تأثير إيجابي قوي.

تحديد السمات الإيجابية:

يحتاج بعض الطلاب أن يذكروا الأشياء التي يمكنهم القيام بها بشكل جيد والأشياء التي يشعرون بالرضا عنها، وسوف يندهش المعلم من عدد الطلاب الذين يعانون من انخفاض مستوى تقدير النفس للطلاب الذين يواجهون صعوبة في هذه المهمة، وبالنسبة للبعض سوف يحتاج إلى تقديم محفزات، وهذا نشاط بداية العام رائع لجميع الطلاب وتمرين يمكن لأي طالب الاستفادة منه.

3- اعداد توقعات واقعية:

يُعد التوجيه المتنوع مفتاحًا لضمان حصول الطلاب على الدعم الذي يحتاجون إليه، ولكن لا يمكن للمعلم التمييز بين تعليماته دون معرفة نقاط القوة والقدرات لدى الطلاب. بمجرد أن يعرف المعلم ما يمكن للطالب وما لا يمكنه فعله بدون الدعم، يبدأ في تصميم المهام والأنشطة بالنسبة لهم التي لا تمثل تحديًا كبيرًا بحيث لا يمكن القيام بها ولكنها تمثل تحديًا كافيًا لدرجة الشعور بالإنجاز عند الانتهاء .

4- التعلم من الأخطاء:

ينبغي على المعلم تحويل الأخطاء إلى شيء إيجابي من خلال مساعدة الطلاب على التركيز على ما يتم اكتسابه من خلال الخطأ بدلاً من التركيز على ما فقده، إنّ التعلم من الأخطاء هو فرصة رائعة أخرى لقيادة الطلاب بالقدوة، وتذكيرهم أن الجميع يرتكبون أخطاء، ومن ثم دعهم يرون المعلم يفعل ذلك، وعندما يرون أن المعلم يتسلل ويتعامل مع أخطائه بصبر وتفاؤل، سوف يبدأون في رؤية الأخطاء كفرص للتعلم أيضًا.

المصدر: تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.


شارك المقالة: