كل ما تريد أن تعرفه عن علم نفس النمو

اقرأ في هذا المقال


يعتبر النمو أحد الماهر العامة والمعقدة والمتداخلة فيما بينها تداخالً وثيق، كما أنها ترتبط فيما بينها بحيث يمكن توضيح مظاهر النمو عن طريق دراسة علاقته مع المظاهر الأخرى؛ فالنمو العقلي يمثّل مظهر خاص من مظاهر النمو بشكل وثيق مع النمو الجسمي والانفعالي والاجتماعي، حيث يلاحظ أنّ الطفل الذي يتجاوز نموه العقلي المتوسط العام يميل إلى أن يكون كذلك من حيث النمو الجسمي والانفعالي.
يعد علم نفس النمو من أهم وأخطر تخصصات علم النفس؛ ذلك لأنّ لديه صلة بشكل مباشر مع جميع مراحل الحياة المُختلفة منذ أن كان الإنسان في الرحم وفي صورة بويضة مُلقحة، إلى أن يهرم ويصبح يعاني من أمراض الشيخوخة، فالنمو طبيعة موجودة في كل الكائنات وليس فقط في الإنسان ولكل مرحلة من النمو خصائصها؛ فالرضيع يمص أصابعه وهذا طبيعي أمّا لو بلغ الطفل وصار شاب وما زال يمص في أصابعه، فهنا يُعتبر مشكلة تحتاج التدخل منا كآباء أو مربين أو مدرسين أو متخصصين في التربية.

علم نفس النمو:

يعد علم نفس النمو أحد التخصصات التي تتناول في دراستها جميع ما يحدث للإنسان من تغيرات؛ ذلك من لحظة تكوّن بويضة في الرحم وصولاً لمرحلة الشيخوخة، ذلك بالنسبة لكل النواحي المُختلفة الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية لكي يخرج بقوانين أو تعاملات وهي الأمثل في التعامل مع كل مرحلة، أمّا النمو فهي التغيرات المنتظمة والمتتابعة التي تحدث للإنسان عبر حياته منذ لحظة الإخصاب إلى الممات.
يختلف النمو بشكل كبير عن النضج؛ فالنضج يعتبر أحد العمليات التي تكمل النمو، بمعنى أنّ الذكاء العقلي على سبيل المثال ينمو مع الطفل منذ ولادته وحتى سن الشباب، لكن لن ينضج العقل ويكتمل إلا في الثلاثينيات من العمر، يهتم كذلك بدراسة المشاكل التي يتعرض لها الفرد في مراحل عمره المختلفة؛ التي منها التبول اللاإرادي وقضم الأظافر والخجل الزائد عن الحد والكذب والتمرد لدى الطفل؛ كلها مشاكل يهتم بدراستها وتحليلها تخصص علم نفس النمو ويقدم لها حلولًا.

العوامل التي تتحكم في عملية النمو:

يوجد العديد من من العوامل التي تتحكم في طبيعة وسرعة النمو، مثلً الوراثية والتي تتمثل في الخصائص الوراثية التي تورث عن الآباء والتي ليس للفرد دخل فيها إطلاقاً، فقد يولد الفرد وهو طويل القامة وقد يكون قصير، تلك العوامل الوراثية مسؤولة في الغالب عن الصفات الجسمية والشكلية فقط.
أمّا العوامل البيئية فتتضمن جميع العوامل غير الوراثية والتي لها النصيب الأكبر في النمو الإنساني، التي منها الأكل والشراب والبيئة الاجتماعية والثقافية والمستوى الاقتصادي للأسرة وطبيعة الخلافات بين الوالدين، كلها عوامل تتحكم في النمو الإنساني.

لماذا يجب أن ندرس علم نفس النمو:

يساعد علم نفس النمو في التعرّف على حل المشاكل بمرونة، فدراسة مراحل النمو المُختلفة ومظاهرها قد يساعد الشخص على النر لسلوك معين عند الطفل على أنّه ليس مشكلة من الأساس؛ فمثلًا حركة القدم المُربكة عند الطفل من خصائص مرحلته العمرية وليست عيب أو مشكلة أو دليلًا على التوتر والعصبي، كما يُحسن من العملية التعليمة؛ فدراسة علم نفس النمو تعين خبراء المناهج على معرفة خصائص وخصال كل مرحلة نمو كي يراعونها وهم يضعون المناهج المُختلفة.

أهم نظريات علم نفس النمو:

  • نظرية جان بياجيه للعمليات العقلية: بسبب قوة هذه النظرية قامت بالسيطرة على علم النفس لنصف قرن كامل، فهي نظرية قوية جداً وتمتل بالنقاط المضيئة في علم نفس النمو، فقد درس جان بياجيه التفكير والعمليات المعرفية عند الأطفال فور ولادتهم حتى وصولهم لسن المراهقة، كما ركّز على تأثير البيئة المحيطة على الطفل، أيضاً قسم بياجيه الذكاء لدى الأطفال إلى مراحل خمسة.
  • سجموند فرويد والتحليل النفسي: بالرغم من أن سيجموند فرويد لم يكن من أحد علماء علم نفس النمو؛ إلّا أنّه ركّز بشكل كبير على دراسة النمو عند الطفل وخوصاً النمو الانفعالي والجسمي والجنسي عند الطفل، كما أنّه يرى أنّ النمو الجنسي عند الطفل هو أحد العوامل المهمة في نمو الشخصية عندما يكبر صاحبها ويصبح شاباً، قسم فرويد النمو لخمس مراحل وهي المرحلة الفمية والشرجية والأدوبية القضيبية ومرحلة الكمون الجنسي؛ التي سماها الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث أن المرحلة الخامسة والأخيرة هي مرحلة البلوغ الجنسي.
  • النظرية المعرفية الاجتماعية لفيجو تيسكي: قام فيجو تيسكي بالتحدث عن أهمية الربط بين الجوانب المعرفية العقلية والجوانب الاجتماعية، كما ركّز على الوسال المهمة لتنمية الجانب الاجتماعي والعقلي؛ هي التحدث الذي في الغالب ما يكون مدى نموه مرتبط بثقافة ومستوى تعليم الأهل، تحدث كذلك عن أهمية تعلم الأعداد ودوره في تنمية الذكاء.

مراحل النمو المختلفة ومظاهرها:

  • الطفولة الأولى: قام خبراء علم نفس النمو بتحديد هذه المرحلة منذ خروج الجنين من بطن أمّه وحتى الوصول لعمر3 سنوات، أهم ما تمتاز به هذه المرحلة هي السرعة الشديدة في النمو والاعتماد بشكل كامل على الأب والأم من قبل الطفل، في نهاية هذه المرحلة يمر الطفل بمرحلة تحتاج لتعامل خاص وهي مرحلة الفطام.
  • الطفولة المُبكرة: قام خبراء علم نفس النمو بتحديد هذه المرحلة من 3 أعوام وصولاً ل7، فقد يدخل الطفل في وسط تلك المرحلة للروضة، في بداية تلك المرحلة كذلك يتعلم الطفل تكوين علاقات اجتماعية بسيطة داخل المدرسة وخارجها وسرعة نمو الطفل في تلك المرحلة تكون أبطأ من الطفولة الأولى.
  • الطفولة الوسطى والمتأخرة: قام خبراء علم نفس النمو بتحديد هذه المرحلة من 7 أعوام إلى 12 عام، سماها المتخصصون بالسكون قبل العاصفة، معنى العاصفة هنا سن المراهقة؛ في هذه المرحلة يكون الطفل وديع جداً ويمكن أن يوجه بأقل مجهود من قبل الأهل، في هذه المرحلة يحقق الطفل تفوق دراسي كبير ويمكن ملاحظته.
  • المراهقة: تمتد المرحلة من 12 سنة وصولاً لسن 18، يرى المتخصصون في علم نفس النمو أنّ تلك المرحلة هي العاصفة والتي يكون فيها النمو في أسرع طفراته، يحاول الطفل في تلك المرحلة الاستقلال عن أهله بكل الطرق.
  • الرشد: إنّ هذه المرحلة تمتد من 20 عام وحتى 40 عام، تمتاز هذه المرحلة بالاستقرار والنجاح والطموح وهي نتاج طبيعي للتربية الجيدة في المراحل السابقة، فيها يتحضّر الشاب لأن يكون مستقل بحق ويتزوج وينجب أبناء ليكمل المسيرة، في هذه المرحلة يعمل الشاب الذي يستمر فيه في الغالب، في هذه المرحلة يصل العقل لأعلى درجات نضجه.
  • الشيخوخة: هذه المرحلة تمتد من 50 عام حتى الممات، فيها يعود الراشد بالتدريج لهيئة الطفل وطباع الطفل ويعود ليعتمد على أبناءه كما كان يعتمد الطفل على والديه، في الغالب يتوقف الفرد في تلك المرحلة عن العمل ويجلس في البيت، من الممكن أن يصاب ببعض أمراض الشيخوخة ومنها باركنسون أو ما يسمّى الشلل الرعاش والزهايمر.

المصدر: علم نفس النمو، عباس محمود عوضعلم نفس النمو، حسين الزبيدي.علم النفس، محمد حسن غانم


شارك المقالة: