كيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


كيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة في الإرشاد النفسي:

مهما يكن المرشد النفسي قادراً على إدارة العملية الإرشادية بصورة مميّزة، فلن يتمكن من النجاح بدقّة كبيرة ما لم يختار استراتيجية مناسبة في كلّ حالة يقوم بالإشراف عليها، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من فرص إيجاد الحلول التي تتناسب وطبيعة المشكلة، والتخلّص من الشكوك التي يفكّر بها المسترشد خوفاً من العبثية وعدم القدرة على ضبط العملية الإرشادية وبالتالي تضاؤل فرص إيجاد الحلول.

هل تختلف الاستراتيجيات الارشادية في الإرشاد النفسي؟

لو كان علم النفس يقتصر على استراتيجية واحدة لما انتشر هذا العمل وازدهر في مختلف الثقافات والأماكن التي يتواجد فيها، ولكان تسمية هذا العمل باسم تلك الاستراتيجية الواحدة، ومن المعروف أنّه كلّما ازدادت الخيارات زادت نسبة النجاح وسهولة تمرير الحقائق، فاستراتيجيات الإرشاد النفسي عديدة ومختلفة تختلف باختلاف طبيعة الأشخاص الذين يتمّ التعامل معهم، وباختلاف العمر والثقافة وطبيعة المشكلة، وهل من الممكن أن يتمّ حلّها؟

كلّ هذه التساؤلات وأكثر من الممكن أن نجيب عليها من خلال نهج استراتيجية او أكثر تتناسب وواقع الحال، فهي تختلف باختلاف المبادئ والإجراءات المتّبعة والمعضلات التي تقوم على تناولها، وعلى المرشد الناجح أن يكون ملمّاً بكافة الاستراتيجيات على اختلاف مبادئها وأساليبها وطبيعة الأشخاص الذين يتمّ التعامل معهم من خلالها، وأن يختار الاستراتيجية التي يراها أكثر ملائمة لطبيعة الشخص المسترشد، وأن يضع استراتيجية بديلة أو طارئة يقوم على استخدامها في حال شعر أن المسترشد لا يتجاوب مع الاستراتيجية الأولى.

ما تأثير اختيار استراتيجية جيدة على العملية الإرشادية؟

إنّ قدرة المرشد النفسي على اختيار استراتيجية أولى تتناسب مع طبيعة المشكلة التي يعاني منها المسترشد، تعطيه الثقة بالنفس والقدرة على تحمّل المسؤولية، كما وتمنح المسترشد الثقة التامة بعمل المسترشد، وتعطيه الأمل في أن يتخلّص من المشكلة التي يعاني منها بصورة سريعة، فالمرشد الجيّد يستطيع أن يكسب الجولة الأولى في أن يدير دفّة العملية الإرشادية من خلال وضع الفرضيات والقوانين التي تتناسب مع طبيعة الاستراتيجية التي قام باختيارها، وبالتالي موافقة المسترشد المطلقة على الانصياع لكافة القوانين الملزمة، والتعاون مع المرشد في كلّ ما يطلب منه من معلومات وتطبيقات عملية، وبالتي النجاح المطلق في إدارة العملية الإرشادية.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: