كيفية التأقلم مع وظيفة لا يرغب بها الموظف المهني

اقرأ في هذا المقال


مظاهر عدم الرغبة في الوظيفة الحالية:

الرهبة التي تأتي مع الاضطرار إلى الذهاب إلى العمل المهني عندما يكره الموظف المهني وظيفته يبدو الأمر، وكأنه لا نهاية له وهو يكافح من أجل التغلب عليه كل يوم، فهو يأكل السعادة المهنية من أيام هذا الموظف المهني وهو يعلم أن هذا لا يمكن أن يكون كل ما هو موجود في الوظيفة أو ما تسمى بالعمل هو وجود علاقة بين طرفين، الطرف الأول هو المؤسسة أو الشركة، والطرف الثاني هو الشخص الموظف المهني.

وتكون الوظيفة مبنية على عقد عمل يتم توقيعه من قبل الموظف بعد الموافقة على كل ما فيه، حيث يشمل عدد ساعات العمل المهني والأيام والراتب والوظيفة الأساسية من المهام المهنية، وفيما إذا كان العمل يقدم حوافز أم لا، ويشمل مدة العقد، وفي حالة انتهاء فترة العقد إما يتم تجديده أو لا يتم ذلك، ويكون ذلك بناءً على رغبة كل من الموظف والمؤسسة معًا، ولكن يحدث أحياناً أن يقوم الموظف بعدم الرغبة بالاستمرار في هذه المؤسسة المهنية مثل قبل مما يؤدي إلى عدم رغبته في الأداء المهني أو العمل المهني بشكل ناجح كما قبل.

سواء كان الموظف المهني ينتظر ظهور شيء أفضل، أو كان يعمل على تحقيق هدف مهني، فهناك أوقات يتعين عليه فيها الاستمرار في العمل الذي يكرهه أولاً يحتاج الفرد إلى تحديد ما إذا كانت وظيفته هي التي يكرهها بالفعل، أو أي شيء آخر في حياته يتجلى في الكراهية لعمله وقد يجد أن لديه العديد من العلامات أو لا توجد أي منها، والتي تتمثل من خل ما يلي:

1- وجود أعذار مرضية: تتمثل بالأعذار الكاذبة التي يحاول الموظف المهني من خلالها أن يقوم بالتغيب عن العمل المهني وإيجاد أعذار متعددة من أجل التخلص من الأداء للواجبات المهنية المتعددة.

2- الشعور بالمرض الجسدي من فكرة الذهاب إلى العمل المهني: تتمثل بالأعراض المرضية الجسدية التي تظهر عل الموظف بمجرد فكرة أنه سيذهب إلى العمل المهني، وذلك من خلال التوتر الذي يصيب الموظف داخل الوظيفة التي لا يرغبها ولا يرغب باستمرارها من الأساس.

3- الشعور الدائم بالضيق مع عدم التحفيز المهني الذاتي: تتمثل عندما يجد وظيفته مملة، وقد يكون من الصعب أن يحفز نفسه على الاستمرار في العودة إلى الوظيفة والعمل المهني، وربما وصل إلى نهاية قيوده في هذه الوظيفة ولهذا يشعر بالملل والضيق.

4- الشكوى من العمل المهني: تتمثل في الكلمات التي يستخدمها الموظف المهني والقوية، وذلك عندما يشعر بالضعف ويكره وظيفته، فإن الكلمات التي يستخدمها تعكس هذا الكره، فتتمثل الشكوى المستمرة من الموظف المهني تجاه الإدارة المهنية وتجاه زملاء العمل المهني أو أعضاء الفريق المهني وغيرهم من العلاقات المهنية الخاصة بالمؤسسة المهنية كاملة.

كيفية التأقلم مع وظيفة لا يرغب بها الموظف المهني:

تتمثل كيفية التأقلم مع وظيفة لا يرغب بها الموظف المهني من خلال ما يلي:

1- اختيار الموقف: قد لا يكون الموظف المهني في وضع يسمح له باختيار ما إذا كان عليه الذهاب إلى العمل أم لا، ولكن يمكنه اختيار موقفه تجاه ذلك الأمر، فالذهاب إلى العمل والشعور بالغضب والانزعاج لن يجعله يحب وظيفته مرة أخرى، ففي بعض الأيام سيكون سعيدًا ومبهجًا أي أن جميع الأيام المهنية لا تكون سيئة، وفي بعض الأيام يكون كل ما يمكنه حشده هو نهج محايد، ولكن في كلتا الحالتين، سيشعر الموظف المهني بتحسن كبير في وظيفته أكثر مما لو سمح لنفس بأن يكون غاضب، فحتى تزوير الابتسامة يمكن أن يجعل الموظف المهني يشعر بتحسن.

2- تذكير النفس لماذا تقوم بالعمل: جميع الموظفين لديهم سبب للعمل المهني بالنسبة للبعض، فقد يكون ذلك بسبب حبهم للقدرة على الحصول على حياتهم المهنية، وبالنسبة للآخرين قد يكون ذلك هو التفاعل الاجتماعي الذي يحصلون عليه خارج المنزل، وبالنسبة للبعض قد يكون ذلك بسبب اضطرارهم إلى ذلك من الناحية المالية، فمهما كان السبب، عل الموظف المهني أن يذكّر نفس بهذه الأسباب في كل يوم، ويمكن أن يقوم الموظف بوضع العديد من البرامج التذكيرية لتعريفه وتذكيره بالأسباب المهنية من خلف العمل المهني.

3- منح النفس شيئاً تتطلع إليه في يوم العمل المهني: كل موظف مهني يريد شيئًا يتطلع إليه، حتى لو كان طعاماً رائعًا، فعليه التأكد من أن لديه شيئًا كل يوم يمكنه العمل عليه وتذكير نفسه به، فربما يمكنه أن يتطلع إل الدور الذي سيقوم به وما نتائجه على الآخرين.

4- تحديد الأهداف المهنية والتحفيز المهني الذاتي: عل الموظف المهني أن يحدد لنفس أهدافًا حول وظيفة ومكافأة نفسه عندما يحققها، ويمكن أن يكون ببساطة وضع علامة على قائمة المهام الخاصة به في العمل لمدة أسبوع كامل أو اتخاذ موقف إيجابي بشأن عمله لمدة أسبوع، ثم مكافأة نفسه، وليس من الضروري أن تكون المكافأة ضخمة فقد تكون مجلة أو كتابًا، أو ربما قضاء ساعة في الجلوس في مقهى يحب قضاء بعض الوقت في الخارج بعيداً عن العالم المهني.

5- التنفيس عند الحاجة إلى الأشخاص المناسبين: في حين أن وجود أسلوب قديم جيد في العمل المهني قد لا يكون هو الأنسب، فإن إخراج الأشياء من صدر الموظف المهني إلى الأصدقاء أو العائلة خارج العمل قد يجعله يشعر بتحسن في الواقع، فعليه وضع في اعتباره أنه من السهل أن ينشغل بكل السلبية وإذا تحدث بشكل سلبي فقط عن وظيفته، فإن أفكاره الوحيدة تجاه وظيفته ستكون سلبية، فعليه أن يقوم بالتركيز على قول المزيد من الأشياء الإيجابية حتى لو كان الأمر بسيطًا فهذا يساعد في السيطرة على كمية الحديث السلبي والتنفيس عن وظيفته.

6- التحدث إلى المدير المهني حول ترتيبات العمل البديلة: أن يكون الموظف المهني عالقًا في وظيفة يكرهها ليس أمرًا مثاليًا، ولكن هل هناك أي شيء يمكنه القيام به لتعديل البيئة المهنية الخاصة بالعمل المهني مما يجعلها أكثر إمتاعًا؟ مع التمتع في الكثير من أماكن العمل بظروف عمل مرنة وربما يكون العمل لساعات مختلفة في اليوم البدء مبكرًا والانتهاء مبكرًا، أو العمل من المنزل لمدة يوم أو يومين خلال الأسبوع أو حتى تقليل ساعات العمل المهني إلى ساعات الدوام الجزئي، هي بعض الطرق التي قد تساعد على حب العمل مرة أخرى، بحيث يتوجب التأكد عند التحدث إلى المدير المهني في العمل بشأن هذا الأمر، فإنه لا يذكر أنه يريد تغيير الأشياء؛ لأنه يكره وظيفته ويتذكر أنه بحاجة إلى العمل ومعرفة كيف سيستفيد من المؤسسة المهنية.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 2014.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبد الحميد الشيخ حمود، 2015.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.


شارك المقالة: