كيفية التعامل مع سلوك الطالب السيء

اقرأ في هذا المقال


مواجهة المعلم التربوي للطالب المتصرف بالسلوك السيء في الفصل الدراسي:

سوف يواجه المعلم التربوي العديد من الطلاب المختلفين مع العديد من نقاط القوة والضعف المختلفة، وقد يعاني بعض الطلاب من مشاكل سلوكية ممّا يجعل من الصعب التعامل معهم في الفصل الدراسي.

وفي حال كان الطالب يتصرف بشكل سيء، فينبغي على المعلم التربوي القيام بالتعامل مع السلوك في الوقت الحالي، وأخذ الوسائل من أجل العمل على إعادة الطالب إلى المسار الصحيح في دراسته، وعلى المدى الطويل ينبغي على المعلم التربوي اتخاذ  العديد من التدابير في الفصل الدراسي من أجل القيام على تثبيط السلوك المشكل، والعمل على منع السلوكيات التي تنطوي على مشاكل، ويحب البداية بوضع قواعد واضحة وتعزيزها.

ينبغي على المعلم تحديد متى يشكل السلوك تهديدًا للفصل الدراسي، أن بعض السلوكيات تخريبية ولكنّها ليست خطيرة، ويجوز للطالب على سبيل المثال التحدث أثناء الفصل أو رفض المشاركة.

ويمكن التعامل مع هذه السلوكيات بلطف أكثر من التعامل مع السلوكيات الخطرة، ويجب التعامل مع السلوكيات الخطيرة بشكل مباشر وفوري.

وفي حال كان الطالب يؤذي طالبًا آخر أو يؤذي نفسه فينبغي على المعلم التربوي التدخل على الفور، وفي حال كان الطالب يقوم بتهديد فينبغي على المعلم التدخل، وحتى إذا كان من غير المحتمل أن يتابع الطالب تهديدًا فمن الأفضل أن يقوم المعلم على تحقيق الأمن والأمان قبل أن يقع في الندم والأسف.

كيفية التعامل مع سلوك الطالب السيء:

يجمع الفصل الدراسي بين جميع أنواع الطلاب سواء كان سلوكهم حسنًا أو سيئًا، حيث يحتاج الطلاب من ذوي السلوك السيء إلى عناية خاصة من أجل القيام على إعادتهم إلى طريق السلوك الجيد، وفي حال كان المعلم التربوي يواجه وقتًا عصيبًا مع طلاب معينين في الفصل الدراسي فهناك مجموعة من الاستراتيجيات التي تجسد يد العون والمساعدة له من أجل التمكن وامتلاك القدرة على التغلب ومعالجة هذا النوع من الطلاب، وتتمثل هذه الاستراتيجيات من خلال ما يلي:

ينبغي على المعلم العمل على تقريب الطلاب الصعبين منه:

وهذا يعني حرفياً بشكل تام في بيئة الفصل الدراسي، وعلى ذلك سوف يجد غالبًا أن صانعي الضوضاء والعناصر المستعصية من الطلاب يميلون إلى الجلوس في الجزء الخلفي من الفصل الدراسي، ممّا يوفر عدم الكشف عن هويته ويعطي الثقة من أجل إساءة التصرف، حيث أنّ جلوس هؤلاء الطلاب في الطرف المقابل من الغرفة الصفية وفي مكان ما بالقرب من مكتب المعلم يجعلهم يبرزون بسهولة، ويتمكن المعلم التربوي من ملاحظة وردع مثل هذه الإجراءات.

ينبغي على المعلم القيام على التحدث مع هذا النوع من الطلاب على انفراد:

نادرًا ما يكون استدعاء الطلاب أمام الفصل الدراسي مفيدًا، ويمكن أن يولد الاستياء والمزيد من عدم الانضباط، وأيضًا ينبغي على المعلم عدم القيام على لوم الطلاب أو التقليل من شأنهم أمام أصدقائهم، ودلاً من ذلك ينبغي على المعلم التربوي الطلب من الطلاب الذين تصرفوا بسلوك خارج عن قوانين الفصل الدراسي وقواعده رؤيتك بعد الدرس، وعندها يمكن البحث عن السبب الكامن وراء التصرف بمثل هذا السلوك.

وهناك مجموعة من الأسباب التي أدّت إلى قيام الطلاب على التصرف بالسلوك غير الإيجابي، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

التصرف يمكن أن يكون مؤشراً على المشاكل التي يعاني منها الطالب ضمن حدود الأسرة، وعلى سبيل المثال قد يكون والدا الطفل منفصلين، ممّا يعني أنّه عندما يتعامل مع تحدي ترتيبات الأبوة والأمومة المشتركة أو الانفصال عن أحد الوالدين، يمكن أن ينشأ الصراع بسبب مشاكل تتعلق بوقت الاتصال أو دعم الطالب.

حيث يسيء الطلاب أيضًا التصرف بدافع الحاجة المتصورة من أجل القيام على إقناع أقرانهم، وبمكن للمعلم التربوي معالجة ذلك بمثال واقعي يوضح كيف أن التمثيل في الفصل الدراسي ليس هو الحل الأفضل، وبدلا من ذلك ينبغي التحدث عنها في الوقت المناسب، وأثناء تواجد المعلم لحظة التصرف السيء يجب التأكد من شرح سبب خطأ ما فعلوه والعواقب السلبية لمثل هذه الإجراءات.

ينبغي أن يكون المعلم التربوي قدوة للسلوك الذي يريده خلال الفصل الدراسي:

يعد فرض القواعد في الفصل الدراسي أمرًا صعبًا إذا لم يقم المعلم التربوي على اتباعها بنفسه، وبالإضافة إلى وجود سياسات أو قواعد واضحة، يجب أن يكون المعلم هو أول من يمارس ما يعظ به، وخلاف ذلك سوف يميل الطلاب إلى اتباع الأمثلة الخاصة بالمعلم بدلاً من كلماته، وفي حال قيام المعلم على توبيخ الطلاب على التأخير على سبيل المثال، فينبغي عليه أن يحضر مبكرًا كل يوم إلى المؤسسة التعليمية أو إلى الفصل الدراسي.

ينبغي على المعلم التربوي القيام على تحديد الصواب من الخطأ:

في بعض الأحيان خاصة عند التعامل مع الطلاب الصغار، قد لا يعرف الطلاب ما الذي يشكل سلوكًا صفيًا غير مقبول، وقد يعلمون أن القيام على لعب لعبة ما  في داخل الفصل الدراسي أمر خاطئ أو أنّ قراءة قصة ما في منتصف الدرس غير مسموح به، وينبغي على المعلم تقديم العون والمساعدة للطلاب من خلال القيام على توضيح الخط الفاصل بين الصواب والخطأ في داخل الفصل الدراسي أولا ومن ثم داخل الحرم المدرسي.

تركيز المعلم التربوي على المكافآت أكثر من العقوبات:

يعد تجنب العقاب استراتيجية فعالة  من أجل ضمان أن يكون كل طالب في أفضل سلوك، ولكن المكافآت هي نهج أكثر إنتاجية على المدى الطويل، وغالبًا ما يمنحهم التعلق بإغراء الحوافز للطلاب هذا الدافع، وليس فقط للابتعاد عن انتهاكات القواعد، بل يقدمون أفضل ما لديهم.

ويمكن أن تكون المكافآت أي شيء من الحلوى أو لعبة محشوة أو مجاملات بسيطة للاعتراف بجهودهم، ويمكن أيضًا جعل أنشطة الفصل الدراسي جذابة بحيث لا يرغب الطلاب في تعطيل ما يحدث.

اعتماد أسلوب المعلم الصديق والقريب من الطالب الذي يسيء التصرف:

مهما حاول المعلم التربوي أن تكون ودودًا ومتكيفًا، يحتاج الطالب الذي يسيء التصرف أحيانًا إلى كتف زميل يتكئ عليه، ويمكن أن يكون هذا الشخص شخصًا يمر بنفس تجارب الحياة أو مجرد شخصية غير موثوقة.

وباستخدام أسلوب المعلم الصديق يمكن للمعلم القيام على إقران الطالب حسن التصرف بطالب آخر ليس حسن التصرف، وأثناء عملهم على صقل الأكاديميين يمكن أن يحصل المتعلم أيضًا على درس حول المهارات الشخصية المناسبة، ومن الحكمة أن يتحدث المعلم إلى الطالب الموجه ويشرح له ما يهدف إلى تحقيقه وما يمكنه فعله من أجل المساعدة.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: