كيفية بناء الثقة بالنفس لدى الطلاب في عملية التعليم؟

اقرأ في هذا المقال


إنّ الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم وذو مستوى متدني في التحصيلي الدراسي، يعانون من نقص الثقة في البيئة الصفية، وهذا هو الحال بشكل خاص عندما لا يتم التعرف على الاختلافات في التعلم، حيث أن الوضع الناتج خطير للغاية بالنسبة للطلاب، وإنها تلّون حياتهم ويمكن أن يكون لها آثار كبيرة على النجاح في المدرسة، سواء في الوقت الحاضر أو ​​في المستقبل، لحسن الحظ يمكن للوالدين والمعلمين إحداث فرق من خلال تعزيز صورة ذاتية إيجابية، وتشجيع الاستقلال، ومساعدة الطلاب الذين يكافحون في الحصول على الدعم المناسب ووسائل الراحة في الفصل الدراسي.

ما هو الفرق بين تقدير الذات والثقة بالنفس؟

إنّ احترام الذات له علاقة بمشاعر تقدير الذات، وأن الأمر يتعلق بكيفية تقدير الطلاب لأنفسهم. تقدير الذات هو شيء يمكن أن يبني أو يتضاءل بمرور الوقت مع وجود عوامل مختلفة ومع ذلك، فإننا نعلم أن مفهوم الذات الذي يطوره الطلاب يتأثر إلى حد كبير بالآباء والمعلمين والأقران.

بينما الثقة بالنفس تدور حول الإيمان بقدرات الطلاب، وإنها تعمل على فتح الأبواب وتشجع الطلاب على المخاطرة والتعبير عن إبداعهم في مهام البيئة الدراسية والاستثمار في العمل الذي يؤدونه في داخل المدرسة، ومن المرجح أن يكون الطلاب الواثقون من نفسهم متفائلين ومتحفزين وأن يكون لديهم موقف يمكنهم القيام به، بدلاً من موقف لا يمكن فعله تجاه التعلم والتعليم في البيئة الصفية.

كيفية تعليم الطلاب أن يثقوا بأنفسهم؟

ينبغي القيام على الاهتمام ورعاية الثقة بالنفس بشكل إيجابي منذ مراحل الطفولة والصغرى للطالب، كتوضيح بسيط أن البديل لقول المعلم لطالب صغير: أنت فتى شقي هو أن يقول المعلم التربوي بدلاً من ذلك: كان هذا سلوكًا شقيًا وبهذه الطريقة، تكون صورة الطالب الذاتية بعيدة عن الدلالات الشخصية السلبية، وعلى الرغم من أن المعنى لا يزال واضحًا بنفس القدر والنهج هو النقد البناء.

يمكن للمعلمين وللوالدين البدء في رعاية مشاعر الاستقلالية واحترام الذات، وتعزيز الثقة بالنفس في وقت مبكر من خلال تقديم خيارات للطلاب الصغار، ويُظهر هذا أنك تحترمهم ويساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس؛ لأنهم يعبرون بنجاح عن احتياجاتهم ورغباتهم، ويمكن أيضًا المساعدة من خلال تعليمهم التفكير بأنفسهم.

من خلال السماح للطلاب بالفشل من وقت لآخر، فان ذلك يعلمهم أن يتعلموا من خلال أخطائهم، ويمكن القيام بذلك بطريقة إيجابية إذا تم توفير الكثير من الدعم، وكذلك التشجيع على المحاولة مرارًا وتكرارًا حتى يتحقق النجاح.

قد يستخدم المعلمون نهجًا مشابهًا في المدرسة، حيث يساعد الطلاب على تعلم مدى قدرتهم، وإذا كان الطالب يثق في حكمه الخاص، فمن المرجح أن يستمر في التعلم وتوسيع معرفته في المستقبل، ويمكن أن تؤدي الثقة في البيئة الصفية منذ سن مبكرة إلى إحداث فرق كبير في اختيار الطالب من أجل متابعة التعليم عندما يكبرون.

بالإضافة إلى ذلك عدم قيام المعلم التربوي على التقليل من شأن قوة النمذجة، الآباء والمعلمين يعملون لا محالة كنماذج يحتذى بها، ليس شيئًا سيئًا أن يُرى نموذج يحتذى به يرتكب خطأً إذا اعترف به وأخذه خطوة بخطوة، ومن الواضح أن تقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس لدى الآباء والمعلمين يمكن أن يكون معديًا.

يمكن المعلم القدرة على بناء ثقة الطالب بنفسه من خلال القراءة، حيث أن القراءة مع الطالب المبتدىء تبني الثقة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الكتب وتشجعه على أن يكون على دراية بالقراءة وتكوين فضول لديه بشأن هذه المهارة، وتعد مهارات القراءة والكتابة في وقت مبكر أساسية للطلاب الصغار، حيث أن ذلك يساعد الطلاب في وقت لاحق عندما يبدأون في تعلم كيفية القراءة في المراحل التعليمية والدراسة في المرحلة الابتدائية.

حيث أن جزء من دور المعلمين التربويين هو التأكد على أن التعلم مناسب للمرحلة العمرية واحتمال وقوع أي فشل يعتبر من الأمور الطبيعية، ما يقصد بذلك بهذا يتضح من خلال اختبار الاصابع الخمسة، والذي يمكن استخدامه لتقييم ما إذا كان كتابًا معينًا سهلًا جدًا أو صعبًا جدًا أو مناسبًا تمامًا لقراءة الطالب بمفرده.

يقرأ الطالب النص في كل مرة يتم العثور على كلمة لا يستطيع القيام على تحليلها، ويرفعون إصبعهم إذا تم رفع خمسة أصابع قبل نهاية المقطع، يكون النص صعبًا جدًا أو قليلًا جدًا في الوقت الحالي، ويجب أن يشعر الطلاب بالثقة في أن تعلم القراءة عملية مستمرة، وينبغي على المعلم ألقاء نظرة على مواد القراءة التي استخدمها الطلاب لأول مرة كمبتدئين، ومن ثم القيام على التأكيد على مدى تقدمهم، ويوفر تخطيط تقدم الطلاب داخل المدرسة وخارجها والملاحظات لبناء الثقة بالنفس.

وإن اختيار الكتاب المناسب بالطالب له علاقة بالثقة بالنفس، ويعد تعليم الطالب على اختيار الكتاب المناسب إحدى الفرص المتاحة له للبدء في تحمل مسؤولية التعلم الخاص به، والذي يساعد بدوره على زيادة الثقة بالنفس وفكرة أن الحياة مليئة بالفرص.

بالنسبة للطالب الذي يتمتع بثقة بالنفس، قد يمثل الكتاب الجديد بعض التحدي في الوقت الحالي، ولكن يمكن أن يشعر الطلاب بالقوة من خلال القدرة على تحديد مستوى مادة القراءة المناسبة ومعرفة الوقت سيأتي عندما يتم إتقان هذا أيضًا، ومن ناحية أخرى قد يعاني الطالب الذي يعاني من تدني الثقة بالنفس من فكرة أن الأمور سوف تتحسن.

ما هي أهمية الثقة بالنفس للطلاب؟

إن مستوى الثقة بالنفس لدى الطلاب هو عامل مهم في النجاح التعليمي والاجتماعي، ونظرًا لأن المزيد من الطلاب يواجهون التنمر والمضايقات، فقد تتأثر الثقة بالنفس في الطلاب وعندما يحدث هذا، ففي غالبية الأحيان ما تتأثر الدرجات ومستوى التحصيل الدراسي، ويعد بناء الثقة بالنفس لدى الطلاب من أحد أهم الخطوات التي يمكن أن يتخذها المعلمين التربويين من أجل ضمان جو من التعلم الإيجابي، وفي حال كان الطالي يعاني من التنمر، فيجب اتخاذ مجموعة من الخطوات الفورية من أجل القيام على تصحيح الوضع وإعادة بناء مستوى الثقة بهؤلاء الطلاب، وفي حال فقد الطلاب احترام الذات، فقد يفقد الدافع في التعلم، ومن خلال بناء الثقة في الطلاب، يمكن المعلمين التربويون حماية أهم عنصر للنجاح وهو الدافع.

إن الثقة في النفس لدى الطلاب أمر حيوي من أجل نجاح وتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية والاجتماعية التي يصبو إليها، وسوف يؤثر مقدار الثقة بالنفس التي يمتلكها الطالب على أهدافه التعليمية، وفي حال فقد الطالب الثقة في المؤسسة التعليمية، فسوف تتأثر درجاته ومستواه العلمي في النهاية، وفي حال تتأثر ثقة الطالب بنفسه، قد يتخلى الطالب عن آماله وأحلامه وخططه، وقد يشعرون أنهم لا يستحقون تحقيق أهدافهم أو أنه من المستحيل القيام على إنجازها أو تحقيقها.

يمكن أن يساعد بناء الثقة في الطلاب في منع معدلات تسرب الطلاب من المدرسة وضمان الحفاظ على حب الطلاب من أجل التعلم ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم وأهدافهم، ولا يمكن إنكار حقيقة أن العلاقة بين ثقة الطالب والنجاح التعليمي متشابكة، أن الثقة بالنفس هي قدرة الطالب على الحكم على وضعه الاجتماعي والشخصي فيما يتعلق ببيئته، والثقة بالنفس شيء يتأثر بعوامل مثل التنشئة وبيئة العمل ومستوى التفاني، وأن الثقة العالية بالنفس هي عامل مهم في تحسين العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية.

تتمثل إحدى أفضل الطرق من أجل تحسين الثقة في إشراك الطلاب في العديد من أنشطة تعزيز الثقة بالنفس للطلاب، ومن خلال تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب يمكن للطلاب الذين قد يأتون من بيئة منزلية غير مرغوب فيها أن يتعلموا المهارات التي تعزز الشعور بالمجتمع والاحترام، ومن خلال ضمان أن احترام الذات لدى الطالب أمر إيجابي، تصبح بيئة التعلم بيئة يزدهر فيها التعليم والتعلم، تعد أنشطة الثقة بالنفس للطلاب طريقة ممتازة للمساعدة في تعزيز ثقة الطلاب وزيادة التعلم.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: