كيفية تصميم الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين؟

اقرأ في هذا المقال


الفصول الدراسية في القرن الحادي والعشرين:

على الرّغم من التغييرات الهائلة في نمط الحياة والتكنولوجيا، وإذا نظر إلى الفصل الدراسي اليوم وتم مقارنته بواحد في أوائل القرن العشرين، فلن يلاحظ الكثير من الاختلافات المهمة، ومن المؤكد أنّ المقاعد أكثر انسيابية وقد يكون هناك سبورة بيضاء تفاعلية أو عدّة أجهزة كمبيوتر في الغرفة الصفية، ولكن الإعداد الأساسي لا يزال كما هو يجلس الطلاب في مكاتب متناسقة بشكل أنيق معظم اليوم بينما يحاضر المعلم في الجزء الأمامي من غرفة.

لحسن الحظ يحاول العديد من المحترفين إنشاء تصميم الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين بطريقة تخرج عن القالب التقليدي، حيث يهدف هذه النوع من الفصول الدراسية إلى إيجاد بيئة تقوم على تعزيز النمو الشخصي للطلاب في مهارات الاتصال والتعاون والإبداع والقيادة.

كيفية تصميم الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين؟

هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من العناصر الأساسية التي يجب أن يعتنى بها عند القيام على تصميم الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

تصميم مرن:

من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع الدفع نحو التعلم الشخصي، فإنّ مفهوم القيادة وراء تصميم الفصول الدراسية في القرن الحادي والعشرين هو المرونة، أنّ أيام الطلاب مليئة بالخيارات التي تمكنهم من تحديد أفضل طريقة من أجل التعلم، وهم بحاجة إلى بيئة تدعم ذلك حيث توفر المساحة الذكية أيضًا للمدرسين القدرة على الاستجابة لاحتياجات الطلاب المختلفة.

عادةً ما تشتمل هذه الفصول الدراسية على نسخة من منطقة تجمع المجموعة وخيارات جلوس متعددة ومنطقة مرنة يمكن تكييفها لأنشطة تعليمية فريدة، حيث يسمح هذا التخطيط بمجموعة متنوعة من تنسيقات التجميع وأنواع الدروس التي تأخذ في الاعتبار أنماط التعلم المتنوعة للطلاب على نطاق واسع، تحرك الفصول الدراسية في القرن الحادي والعشرين اهتمامات الطلاب، وتسمح المساحات المفتوحة والمرنة للطلاب بالالتقاء للمشاركة والتعاون والإبداع.

الأثاث المناسب:

لدعم المرونة تتخلص المدارس من المكاتب القياسية واستبدالها بمجموعة متنوعة من خيارات المقاعد المختلفة، وللسماح بأقصى فائدة للمساحة، يعد الأثاث المحمول أمرًا ضروريًا في إعداد الفصول الدراسية في هذا القرن، ويقضي الطلاب حوالي عشر ساعات من يومهم جالسين، لذلك يجب أن يستوعب أثاث الفصل حاجتهم الطبيعية للتحرك.

إنّ منح الطلاب خيارات تتيح لهم التأرجح والقفز والدوران أثناء جلوسهم يؤدي إلى تعزيز الدورة الدموية والتركيز على مدار اليوم، وجميع مزايا التعلم التي تأتي معها، وتعمل هذه الفصول الدراسية أيضًا على زيادة المهام للطلاب عن طريق خفض السبورات البيضاء وتسهيل الوصول إلى المواد.

تكامل التكنولوجيا:

ليس من المستغرب أن يكون التكامل التكنولوجي جانبًا رئيسيًا في تصميم الفصل الدراسي الحديث، ومع ذلك فإنّ المعلمين والطلاب يستفيدون من تصميم الفصول الدراسية في القرن الحادي والعشرين الذي يستخدم هذه الترقيات بطرق جديدة ومختلفة، تستعمل هذا النوع من الفصول الدراسية التكنولوجيا كأداة من أجل تشجيع حب الاستطلاع وإلهام رغبات الطلاب في التعلم، وتقوم الأجهزة التكنولوجية بوضع المعلومات في متناول الطلاب كأجهزة الحاسوب أو أجهزة لوحية، وتقوم على تحفيز الطلاب على البحث والاكتشافات.

بالإضافة إلى ذلك، يدعم التكامل التكنولوجي الفصول الدراسية الشاملة، حيث يسمح للطلاب بالتحرك بالسرعة التي تناسبهم سواء كانوا يبحثون عن فرص للإثراء أو يحتاجون إلى مساعدة للحاق بالركب، وبالإضافة إلى ذلك يساعد التعلم بالمستوى الصحيح والوتيرة الصحيحة في الحفاظ على تفاعل الطلاب، ممّا يقلل بشكل كبير من السلوك غير المناسب في الفصل الدراسي.

بيئة صفية جيدة الإضاءة:

تعد الإضاءة جزءًا مهمًا من تصميم الفصول الدراسية في القرن الحادي والعشرين، حيث يتم استبدال الإضاءة الفلورية الساطعة بمزيد من الإضاءة الطبيعية والمتوهجة من خلال استخدام النوافذ والمصابيح، هذا لا يجعل الطلاب أكثر راحة ويقلل من الصداع فحسب، بل أظهرت الدراسات أن معدلات تعلم الطلاب قد تحسنت بين 7 و 26 بالمائة في الفصول الدراسية التي تتعرض لإضاءة طبيعية مناسبة، وتعد خيارات الإضاءة المرنة مفيدة أيضًا حيث يستخدم الطلاب التكنولوجيا بشكل متكرر نظرًا لأن الأضواء الخافتة تجعل رؤية الشاشات أسهل.

أمضى طلاب المرحلة الابتدائية اليوم حياتهم كلها محاطة بالعديد من المعلومات في مجموعة متنوعة من الوسائط، وأظهرت الدراسات تأثيرًا إيجابيًا على التعلم عندما يُطلب من الطلاب المشاركة في الاستفسار، وتحليل المحتوى وبناء المعرفة، والتواصل بشكل فعال مع تعلمهم.

يمكن للنهج الرقمي تحسين تعلم المحتوى:

يحافظ الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين على تركيز قوي على المناهج الدراسية الأساسية، ويساعد استكشاف المحتوى أثناء تأليف مشاريع أصلية غنية بالوسائط الطلاب على تطوير معرفة أعمق وتربط ما يتم تعلمه في الفصل الدراسي بالعالم الذي يتجاوزه، والأدوات الرقمية التي تجمع بين الأعمال الفنية الأصلية والنصوص والصور والتسجيل الصوتي تمنح الطلاب ملكية في كيفية إظهار فهمهم وإيصال أفكارهم.

تعزيز مهارات التعلم والابتكار الأساسية:

من أجل التمكن من إعداد الطلاب لبيئة عمل أكثر تعقيدًا، يشجع الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين الطلاب في البيئة الصفية على الإبداع والتفكير بشكل نقدي وغيرها، ويتطلب عمل المشروع الرقمي الأصيل من الطلاب توظيف:

  • الإبداع أثناء تطوير وتنفيذ وتوصيل الأفكار وإظهار الأصالة والإبداع.
  • التفكير النقدي أثناء تأطير المعلومات وتحليلها وتوليفها من أجل حل المشكلات والإجابة على الأسئلة.
  • التواصل حيث يعبرون عن الأفكار والأفكار بوضوح وفعالية ويتشاركون مسؤولية التعلم.
  • التعاون لأنّهم يعملون معًا للاستفادة من نقاط القوة لدى أعضاء الفريق الفرديين لإنتاج حل أفضل ممّا يمكنهم إنشاؤه بمفردهم.

بناء مهارات المعلومات والإعلام والتكنولوجيا في السياق:

من أجل تحقيق النجاح في عالم اليوم سريع التغير، يجب أن يمتلك الطلاب مجموعة من مهارات التفكير الوظيفي والنقدي المتعلقة بالمعلومات والوسائط والتكنولوجيا.

تطوير المهارات الحياتية والمهنية:

لتحقيق النجاح في القرن الحادي والعشرين، يجب أن يكون الطلاب قادرين على العمل بدون إشراف، في مجموعات متنوعة وأن يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع، يزيد التعاون في المشاريع الرقمية الأصيلة من قدرة الطلاب على التعلم الذاتي، بينما يساعدهم في بناء القيادة والمسؤولية والتعاطف.

إنشاء دليل الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين:

عند إنشاء فصل دراسي في القرن 21، لا يحتاج المعلم التربوي إلى إضافة أي شيء، حيث أنّ أفضل طريقة لإعداد الطلاب لحياة مرضية ونشطة في القرن الحادي والعشرين هي تغيير طريقة التدريس والتعلم في الفصول الدراسية لدى المعلم.

من إدارة الفصل الدراسي إلى أفكار المشاريع والتعلم الذي يقوم على المشاريع، سوف يساعدك إنشاء فصل دراسي في القرن الحادي والعشرين على تحويل الفصل الدراسي إلى بيئة تعليمية في هذا القرن.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.


شارك المقالة: