كيفية عمل السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


السلوك الإنساني البشري موجه نحو الأهداف على الرغم من أن السعي وراء الهدف يُنظر إليه تقليديًا على أنه مسعى يتطلب وعيًا واعيًا، فإن الأدلة التجريبية في علم النفس تشير إلى أن السعي وراء الهدف البشري يمكن أن ينشأ ويتكشف في اللاوعي، وفقًا لذلك يمكن تحفيز السلوك الإنساني الموجه نحو الهدف خارج الإدراك الواعي في الوضع أو البيئة الحالية، حيث يتعامل البحث النفسي الذي يحلل السعي وراء الهدف باعتباره سلوكيات آلية، وبالتالي معالجة الوظيفة التشغيلية للتكرار للعمليات المحفزة في توجيه السلوك والتحكم فيه في غياب الإدراك الواعي.

كيفية عمل السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس

غالبًا ما يتصرف الناس من أجل تحقيق النتائج أو الأهداف المرجوة، على الرغم من أن العلوم النفسية في المدرسة السلوكية تدرك أنه يمكن للناس متابعة الأهداف بمهارة دون الاهتمام بسلوكهم بوعي بمجرد تحديد هذه الأهداف، فإن الإرادة الواعية تعتبر نقطة البداية للسعي وراء الهدف، في الواقع عندما نقرر العمل الجاد في مهمة ما، يبدو الأمر كما لو أن هذا القرار الواعي هو السبب الأول والأهم لسلوكنا.

بمعنى أنه من المحتمل أن نقول إذا طُلب منا أن قرار التصرف أنتج الأفعال نفسها، ومع ذلك فإن الاكتشافات الحديثة تتحدى هذه الحالة السببية للإرادة الواعية، أي إنهم يوضحون أنه في ظل بعض الظروف، حيث يتم بدء الإجراءات على الرغم من أننا غير مدركين للأهداف التي يجب تحقيقها أو تأثيرها المحفز على سلوكنا، فنحن هنا نحلل كيف يمكن أن يعمل السعي وراء الهدف دون وعي.

اكتشف المنهج التجريبي في علم النفس أن السعي وراء الهدف البشري ينشأ ويتكشف في اللاوعي، حيث يتم توجيه سلوكنا ودوافعه من خلال أهداف خارج الإدراك الواعي في الوضع الحالي أو البيئة، حيث أنه للوعي واللاوعي صلات عديدة بالسعي وراء الهدف، وكانت هناك أبحاث مستفيضة حول الوعي واللاوعي أثناء عملية متابعة الأهداف وخاصة في طرح نظرية النظام المزدوج المرتبطة بحكم الناس واتخاذهم للقرارات.

في كيفية عمل السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس تم اقتباس النظام الأول لتمثيل العمليات البديهية وتم استخدام النظام الثاني لتمثيل العمليات المنطقية، حيث خلصت هذه الطرق إلى أن النظام الأول سريع وبديهي وتلقائي وغير واعي، بينما النظام الثاني بطيء ومتعمد ويمكن التحكم فيه وواعي، فالوعي دائمًا ما يكون واضحًا ولكن على النقيض من ذلك لا يمكن اكتشاف اللاوعي عادةً، يتكون التفكير الواعي من العمليات المعرفية الإدراكية المرتبطة بالأهداف أو المهام التي هي محور اهتمام الفرد الواعي، والوعي هو نوع من التحكم بحيث يمكن للمستهلكين التلاعب بهذه العملية من خلال عمليات تنفيذية إرادية من أعلى إلى أسفل.

ومع ذلك يتكون التفكير اللاواعي من عمليات إدراكية مرتبطة بالأهداف أو المهام، لكن الانتباه الواعي يتم توجيهه إلى مكان آخر، حيث اقترح فرويد أن اللاوعي هو حالة وجود بدون وعي، فاللاوعي هو نوع من الحالات التي تحدث عندما تفقد القدرة على الحفاظ على الوعي بالذات والبيئة، ويشير اللاوعي إلى العمليات العقلية التي تجعل الأفراد أنفسهم غير مدركين للذات والعناصر البيئية.

عند اتخاذ قرار ما يمكن للناس أن يكونوا واعين أو غير مدركين لهدف نشط، استنادًا إلى ما يمكن تصنيف السعي وراء الهدف إلى مسارين من الفكر في السعي وراء الهدف الواعي والسعي غير الواعي إلى الهدف، حيث يحدث السعي وراء الهدف الواعي عندما يكون المستهلكين على دراية بالهدف، بينما يحدث السعي وراء الهدف اللاواعي في حالة عدم وعي الأفراد بالهدف ولكنهم لا يزالون يتخذون إجراءات لتحقيقه.

عند السعي وراء الأهداف بوعي سيكون هناك نظام مراقبة وتنفيذي في ذاكرة المستهلكين لرصد وتقييم وفحص وتنسيق أنواع مختلفة من المعلومات من بين الخيارات المختلفة، مما يساعدهم على اتخاذ أفضل الخيارات لتحقيق أهدافهم، ومع ذلك اقترح علماء النفس أنه يمكن تنشيط الأهداف من خلال الإشارات المحيطية في حالة البيئة ومن ثم متابعتها دون وعي الوعي، حيث أن السعي وراء الهدف الواعي يجب أن يتميز بإمكانية الوصول المتزايدة لهدف محوري وهدف منافس، بالإضافة إلى رسم خرائط أكثر دقة نسبيًا لبدائل هذه الأهداف.

في حالة اللاوعي يمكن أيضًا تنشيط الأهداف ومطاردتها، يميل السعي وراء الهدف اللاواعي إلى تحديد البدائل التي تتوافق مع الأهداف البؤرية التي يمكن الوصول إليها من خلال عملية مطابقة سمات البدائل مع الأهداف المحورية دون وعي بالهدف المتنافس، وستكون البدائل أكثر جاذبية للمستهلكين بعد التطابق بين الهدف البؤري النشط والسمات.

فرضيات السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس

وفقًا للنظريات المهمة في علم النفس المعرفي، يقترح علماء النفس العديد من الفرضيات حول فروق التأثير بين الوعي واللاوعي لتوجيه الهدف على الاختيار المستند إلى سمة المنتج في السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس والتي تتمثل في أنه عندما تتوافق سمة المتعة للمنتج مع توجهات المستهلكين نحو الهدف، فإن المستهلكين الذين ليسوا على دراية بتوجهاتهم نحو الهدف سيختارون منتجات المتعة أكثر من أولئك الذين يدركون توجههم نحو الهدف.

ومن فرضيات السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس أنه عندما تتوافق سمة أداء المنتج مع توجهات الأفراد نحو الهدف، فإن المستهلكين الذين ليسوا على دراية بتوجهاتهم نحو الهدف سيختارون منتجات الأداء أكثر من أولئك الذين يدركون توجههم نحو الهدف.

ومن الفرضيات في السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس أنه عندما تتوافق سمة الموثوقية للمنتج مع توجهات الأفراد نحو الهدف، فإن الأفراد الذين ليسوا على دراية بتوجهاتهم المستهدفة سيختارون منتجات الموثوقية أكثر من أولئك الذين يدركون توجهاتهم نحو الهدف.

الآثار والقيود في السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس

لم تعط الدراسات في البحث النفسي حول اتجاه اختيار الأفراد في ظل أنواع مختلفة من التوجه نحو الهدف اهتمامًا كبيرًا لاختلافات الاختيار بين حالة السعي وراء الهدف الواعي وحالة السعي وراء الهدف اللاواعي، حيث حللت هذه الظاهرة آثار نوع التوجه نحو الهدف على اتجاه اختيار الأفراد في حالة السعي وراء الهدف الواعية وحالة السعي وراء الهدف اللاواعية على التوالي، حيث سيساهم اتجاه الاختيار المختلف الموجود في هذا البحث في تطوير نظرية اتجاه الهدف.

يمكن أن يكون هناك أيضا العديد من الآثار الإدارية في السعي وراء الأهداف خارج الإدراك الواعي في علم النفس، حيث أننا نعلم أن تأثيرات توجهات الهدف على ميل اختيار الأفراد تصبح مختلفة بين التوجه نحو الهدف الواعي والخارج للإدراك الواعي عندما يكون الأفراد على دراية بتوجههم نحو الهدف، يمكن أن يؤثر تعارض الهدف على كيفية تصرفهم في المستقبل، لذلك يجب أن يحاول الاستفادة من تأثير تعارض الأهداف من خلال تطوير وتقديم سمات الموقف مختلفة عن تلك الخاصة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: