كيفية عمل نوايا التنفيذ في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


ما هي نوايا التنفيذ في علم النفس الاجتماعي؟

نية التنفيذ هي ما تحدد الحالة المستقبلية المرغوبة في شكل أنا أنوي أداء أو تحقيق شيء معين، على سبيل المثال ممارسة نشاط معين بشكل متكرر، ومع ذلك فإن مجرد تحديد هدف، أو الرغبة الشديدة في تحقيقه، لا يكفي لتحقيقه بالفعل، حيث أن الارتباط بين نوايا التنفيذ والسلوك الإنساني الفعلي منخفضة للغاية، وعادةً ما تفسر قوة نية هدف الفرد ما بين 20٪ إلى 30٪ فقط من التباين في تحقيق الهدف.

إحدى الاستراتيجيات المصممة لتحسين تحقيق الهدف هي تشكيل نية التنفيذ بالإضافة إلى ذلك، نية التنفيذ هي خطة بسيطة تتمثل في جملة سأفعل ذلك، التي تحدد الموقف المتوقع ذي الصلة بالهدف والاستجابة الموجهة بالهدف التي ستساعد في تحقيق الهدف.

كيفية عمل نوايا التنفيذ في علم النفس الاجتماعي:

يتم تشكيل نوايا التنفيذ من خلال عمل واعي من الإرادة، ومع ذلك فإن آثارها تأتي من خلال التحكم التلقائي في العمل الذي يعتمد على الآليات النفسية التالية:

1- يعمل تحديد موقف حرج متوقع في المكون الشرطي لنية التنفيذ على زيادة تنشيط التمثيل العقلي، ونتيجة لذلك يمكن التعرف على الوضع الحرج بسهولة أكبر، وتيسير العناية به، والتذكير به بشكل أكثر فعالية.

2- تسهل نوايا التنفيذ متابعة الهدف من خلال جعل الاستجابة المخطط لها أي المحددة في المكون آنذاك تلقائية استجابة لذلك الموقف الحرج، وبمجرد تكوين رابط بين الموقف الحرج المتوقع والاستجابة الموجهة نحو الهدف في شكل بيان يكون الفرد الذي يواجه الموقف قادرًا على تفعيل الاستجابة على الفور وبكفاءة وبدون فعل ثان من الإرادة الواعية.

ومنها تم دعم هذه التلقائية في العديد من الدراسات التي أظهرت الفورية أي استجابة أسرع، والكفاءة أي تتطلب موارد معرفية أقل، وتكرار الوعي أي حدث البدء حتى بدون وعي لوجود الموقف الحرج من خلال إنشاء روابط عقلية قوية بين الموقف المتوقع والاستجابة المخططة، حيث تسمح نوايا التنفيذ للأشخاص بالعمل نحو أهدافهم تلقائيًا مثل العادة التي تشكلت من خلال اقتران المواقف والاستجابات بشكل متكرر في الحياة اليومية؛ لهذا السبب قيل أن نوايا التنفيذ تخلق عادات فورية أو آلية استراتيجية.

ما أنواع المشاكل التي يمكن أن تحلها نوايا التنفيذ؟

تم استخدام نوايا التنفيذ لمكافحة العديد من المشاكل المحتملة لتحقيق الهدف، ويمكننا توضيح أهم أنواع المشاكل التي يمكن مواجهتها من خلال مفهوم نوايا التنفيذ من خلال ما يلي:

1- مشكلة الفشل في البدء:

بمجرد تحديد الهدف غالبًا ما يفشل الأشخاص في بدء استجابات موجهة نحو الهدف عندما تتاح لهم الفرصة، وهناك عدد من الأسباب لذلك، فقد يفشل الأفراد في ملاحظة أن فرصة البدء في السعي وراء الهدف قد وصلت، أو قد يكونون غير متأكدين من الطريقة التي يجب أن يتصرفوا بها عندما تقدم اللحظة نفسها، أو قد ينسون ببساطة هدفهم عندما يكونون مشغولين.

نوايا التنفيذ تجعل من السهل ملاحظة الموقف الحرج والاستجابة أسهل في الأداء، حيث أنه ليس من المستغرب إذن أن تقلل نوايا التنفيذ من مشكلة البدء في تحقيق أهداف المرء، حتى عندما يكون مشغولاً بأشياء أخرى، في إحدى الدراسات في البحث النفسي، ساعدت نوايا التنفيذ الأفراد على أداء السلوك الضروري عندما يكون هدفهم في وقت مزدحم.

2- مشكلة الانحراف عن المسار:

قد يفشل الأفراد في تحقيق أهدافهم لأنهم يخرجون عن مسار العمل الموجه نحو الهدف؛ نظرًا لأن العديد من مساعي الهدف تستلزم السعي المستمر والأداء السلوكي المتكرر، ومنها يجب على المرء حماية السعي وراء الهدف من الانحرافات، يمكن أن تأتي هذه الانحرافات في شكل إغراءات، أو حالات مزاجية يمكن أن تؤثر دون قصد على قدرة المرء على النجاح، أو عادات تتنافس مع مسار العمل الذي اختاره الفرد.

على سبيل المثال وُجد أن نوايا التنفيذ تمنع التأثيرات المشتتة للإغراءات في شكل إعلانات مسلية عن طريق تثبيط الانتباه إلى الإلهاء، وتم العثور أيضًا على نوايا التنفيذ، لمواجهة الآثار السلبية للحالات المزاجية بشكل فعال لإنجاز الهدف، ومنها يمكن أن نحمي نوايا التنفيذ أيضًا السعي وراء الهدف من العادات غير المرغوب فيها لصالح هدف تغيير محدد حديثًا.

لقد وجدت الأبحاث النفسية أن سلوكيات الأكل المعتادة ونوايا التنفيذ لكل منها تأثير مستقل على الأكل الصحي اللاحق أي بغض النظر عما إذا كانت عادات الأكل القديمة غير الصحية ضعيفة أو قوية، فإن نوايا التنفيذ حسنت النظام الغذائي للفرد، والمشاعر الضارة والمعتقدات النمطية هي استجابة معتادة أخرى يمكن إدارتها من خلال نوايا التنفيذ.

3- مشكلة التصلب:

قد يفشل الأفراد في تحقيق أهدافهم لأنهم يصبحون جامدين في سعيهم لتحقيق الهدف، حيث أنهم قد يحتاجون إما إلى الانسحاب من أهدافهم؛ بسبب المعلومات الجديدة التي تغير قيمة الهدف، أو قد يحتاجون إلى تبديل وسائلهم للوصول إلى هذا الهدف لأنه أصبح غير فعال.

أظهرت الدراسات في البحث النفسي الاجتماعي أن هناك عددًا من الطرق التي يقصد بها التنفيذ مكافحة الصلابة في السعي وراء الهدف تتمثل من خلال ما يلي:

أ- السعي وراء الهدف من خلال نوايا التنفيذ يحترم جودة الهدف الأعلى، بما في ذلك مستوى التنشيط الظرفية على سبيل المثال إذا كان الهدف وثيق الصلة بموقف معين، ودرجة استمرار الهدف، وقوة الهدف.

ب- إن تحديد فرصة جيدة للتصرف بناءً على نية التنفيذ لا يجعل الشخص غافلاً عن الفرص البديلة الأفضل له.

ج- لا يؤدي تشكيل نوايا التنفيذ إلى جعل الشخص غير مستجيب لفعالية أو عدم فعالية الخطط الشرطية على سبيل المثال إذا تبين أن هذه الخطط تؤدي إلى نتائج عكسية، يتم تجاهلها ويكون الفرد قادرًا على العمل وفقًا لمقصد الهدف وحده.

د- يمكن استخدام نوايا التنفيذ لتعطيل تصعيد الالتزام على سبيل المثال عندما لا يعمل أحد الإجراءات، لكن الفرد يواصل زيادة جهوده بدلاً من التخلي عن سعيه.

4- مشكلة الإفراط في التوسع:

العقبة الأخيرة أمام السعي وراء الهدف هي الإفراط في تمديد وتوسيع الذات، حيث أن الأفراد الذين يبذلون جهدًا لتحقيق هدف معين يعانون من انخفاض لاحق في القدرة على التنظيم الذاتي، وهذا يسمى نضوب الأنا، ينتج نضوب الأنا عن استنزاف الموارد التنظيمية للفرد من خلال ممارسة ضبط النفس في مهمة أولى صعبة، ثم يظهر الفرد المنضب من الأنا أداءً منخفضًا في مهمة لاحقة لأن هذه الموارد ذاتية التنظيم غير متوفرة الآن.

نظرًا لأن نوايا التنفيذ تجعل التنظيم الذاتي أكثر تلقائية، فيمكن استخدامها لمنع ظهور نضوب الأنا في المهمة الأولى وكذلك لتحسين الأداء في المهمة الثانية بمجرد حدوث نضوب الأنا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: