كيف أتعامل مع ابني المراهق

اقرأ في هذا المقال


ما هي مرحلة المراهقة

تَقع مَرحلة المُراهقة بينَ مرحَلةِ الطّفولة ومَرحلَة الشّباب، لذلك تَراها تحملُ صفاتٍ من المَرحلتين، لكن تتميّز هذهِ المرحلة بِصعوبة التّعامل مع المُراهق نظراً للتغيُّرات النفسيّة والجسميّة التي تطرأُ عليه، حيث يكُون قد اقترب من النُّضج النفسيّ، العقلي، الاجتماعي، الجسمي، لكنَّه لم يصِل إليها، تطرأ مظاهِر المُراهقة على الشّخص بالتّدريج، فلا ينتقِل الطّفل إلى مرحلةِ المُراهقة بين ليلةٍ وضُحاها، يمكن وصف التّغيرات التي تحدُث بالنّمو البُركاني، حيث ينمُو جسم المُراهق من الدّاخل فسيولوجيّاً، هرمونياً، كيماوياً، ذهنياً، انفعالياً، يشترك بالنُّمو العضويّ مع النُّمو الخارجيّ.

ما هي مراحل المراهقة

  • المرحلة الأولى: هي المرحلة التي تمتد بين الحادِية عشرَ من العُمر إلى الرّابعة عشر، تتميّز بحدوثِ التغيُّرات البيولوجيّة بشكلٍ سريع.
  • المرحلة الوسطى: هي المرحلة التي تمتَد بين الرّابعة عشر من العُمر إلى الثّامنة عشر، وتتميّز باكتِمال التّغيرات البيولوجيّة.
  • المرحلة المتأخرة: هي المرحلة التي تمتد بين الثّامنة عشر إلى الواحد والعشريِن من العُمر، تتميّز بالرّكازة في المظهر والتّصرفات للمُراهق.

طرق تحسين سلوك المراهق

  • الحِرص على عدم إحراجه: يجب على الوالِدين عدم إِحراج ابنِهما المُراهق، تجنّب دفعه للشّعور بالسّوء تجاه نفسِه مهما كان سُلوكه سيّئاً بالنّسبة إليهِما.
  • التمسك بالهدوء: عدم التّعامل مع المُراهق بالصُّراخ بل يفضَّل التّحدث معه بطريقةٍ حضاريّة ومنطقيّة حول سُلوكه غير المرغوب بهِ بدلاً مِن إصدارِ التّهديدات طوالَ الوقت.
  • الدقة في ملاحظة سلوك المراهق: على الوالدين تحدِيد السلوكيّات التي لا يشعُران بالرِّضا عنها لدى المُراهق، لأنّ مُهاجمته بشكلٍ دائِم على كلِّ تصرُّفاته يؤدِّي إلى تدميرِ ثقتهِ بنفسه.

طرق التعامل مع المراهقين

  • اكتشف الإيجابيَّات الصغيرة: في الغالب يقوم الأهل و المربون بالاهتمام بعيوب الطّفل الصّغيرة أكثر من مَحاسِنه وإنجازاتِه، ينتبهوا إلى بعضِ الإيجابيّات الجيّدة نسبياً، مثل اجتهاده في الدّراسة، لا ينتبِهون إلى أهمِّ من ذلِك وهي الصلاة.
  • عبّر له عن حبِّك: أخبره أنّك تحبُّه، عبِّر له عن حبِك بالهديَّة والسّلام، احترامك وإكرامك لأصدقِائه، الدعاء للابن في ظهر الغيب، حتى في وجوده، الثّناء عليه في غِيابه، إعطائه كنية يُحبُّها.
  • ابتعد عن محاضراتك: أكثر مرحلة يكره فيها الشخص النّصائح المُباشرة هي مرحلة المُراهقة، خصوصاً من والِدَيه، كثيرٌ من جلساتِ الآباء فيها مُحاضرات كثيرة، فالأَب الحكِيم هو الذي يجعل كلامهُ مُختصراً ومُحدّد الهدف، إن أردتَ أن تُعطيه بعض التّوجيهات، لتكُن قبل وقُوعه في الخطأ.
  • اخْتَصر إجاباتك: يميلُ كثيرٌ من الآباء إلى الإِطالة عند الإِجابة عن أسئِلة الأبناء، الابن بطبيعتِه كبشَر يملُّ، فاختصار الإجابة تجعلهُ يسأل مرّات أُخرى، العكس بالعكس.
  • قلِّل واختَر أسئلتك: عند سُؤالك عن صديق ابنك الجديد، لا ينبغي أن تكون متعصباً وتخيفه وتسأل أسئلة من غير معنى.
  • تتكلم وتحدث معه: تعرّف على اهتماماته، ثمّ تكلّم عنها، هذه ميّزة الكلام بين الأصدقاء، هي الحديث عن موضوعات تُهمُّهم فعلاً، فصديقُه لا يتعَالَم عليه، فإِجاباتُه مُختصرة وواضحة، أسئِلته قليلة، أحاديثُه مُختارة، لذلك اكسَب ابنك لأنَّك أولى بذلك،.
  • صارح ابنك: كلما صارح أحد الصديقين الآخر، تشجَّع الآخر وتحدّث، فتقوى العلاقةُ بينهُما، علِّم الأَبناء المُصارحة بالمُحادثة، الكتابة، التوسّط عن طريق شخصٍ آخر
  • شاركْه المُتعة: مُشاركة الأهل المراهق في نشاطٍ مُعيَّن يُعد عاملِاً إيجابيّاً في نمو الابن وتميزه وبناء شخصيّته، هكذا يكون العلاج من بعض المتاعِب والأمراض النفسيّة.
  • شاركه العبادة: إنّ المراهقون والمراهقات مُهيؤون للتديُّنِ والاستقامةِ وحب الدّين بطبيعتِهم، يحقِّق الدِين بالنّسبة للمراهقين راحة نفسية واطمئناناً داخليّاً، خاصةً بعد أزمات عنيفة مرَّت به، أحدثت هزَّات في نفسه وكِيانه، فهو مكان آمن يلجأ إليه المُراهق كلما حصلت له مُشكلة.
  • أعطِه الفرصة ليُفصح عن آرائه: فإنّ هذا يُساعده على تكوينِ وإثبات ذاتِه، يُساعده على النُّضوج العقليّ المبني على التفاهم والأخذ والرّد.
  • ابتعد عمَّا يضايق المراهق: ذلك لفَرط حساسيّته، ينبغي عدم تقديم النصائح وتوجيهه أمام الآخرين، إهانتهُ، اشعاره بالنقص بذِكر عيوبِه وأخطائه.
  • عدم التسرُّع في تصحيح الحقائق للمُراهق: فهو عنيد لا يتقبل من أيِّ شخص، خاصّةً إذا تعامَل معهُ بأسلوب فيه أمر ونَهي وفرض، لا بُدَّ من الحِوار معه بِحب.
  • احترم خصوصيات المراهق: لا تتدخّل مُباشرة في حياته، كن مُراقباً لهُ من بعيد دون أن تتجسس عليه.
  • ابتعد عن وصفه وتصنيفه: بالذّات أمام الآخرين أو بمُفرده، خصوصاً وصفه بما كان يفعلُه وهو صغير، فهذه المراقف تؤذيه جداً ولا تساعد في تحسين سلوكه، مثل استخدام البعض لعِبارات معينة، فاشل، لا يوجد مُستقبل لك، لا تنفع في أي شيء، سارق، كذاب.
  • ساعده على إيجاد ثقته في نفسه: عن طريق إعطائه بعض المسؤوليَّات، تكليفه ببعض أعمال الرّاشدين،احذر أن تُعالج أخطاءَه حالاً ومُباشرة، بسببِ ما أسندت إليه من مهام.
  • ساعده على اكتساب الخِبرات: ذلِك عن طريق تجارُبه ومواقفه الشخصيّة، ذلك بالتّشجيع الإيجابيّ، من الظلم إنكار أنّه يُدرك الأشياء أو أن تُهاجم خِبرته.
  • مُساعدته على تحقيق أهداف بعيدة: مثل أن يطمح بأن يكون شيئاً ما في المستقبل، فعلينا أن نكون معه، نأخذ بيده ونساعده، نُدربه على التّخطيط والسَّير على خُطوات.
  • تجنُّب الإيحاءات العكسيَة واستخدمها ضده: مثلاً عندما يحدث خطأٌ معين منه، يعجز عن فعل شيء ما، لا نقول له لا تستطيع، بل نقول تأمل أكثر وسوف تستطيع.
  • لا تضعه في مواقف متناقضة: فتجعله يقوم بفعل ما ثم تقول له لم أطلب منك ذلك، إنّما كان قصدي هكذا، كن واضحاً فيما تريد منه من البِداية قبل أن يبدأ في العمل.
  • ساعده على الفطام النفسي: أشعره أنّه أصبح رجلاً كبيراً، أنّه أصبح مسؤولاً أمام الله والمُجتمع عن تصرُّفاته، أعطِه شيئاً من الاستقلاليّة والاعتِماد على الذّات.
  • عالج صراعاته النفسية: عن طريق التقرب منه، توضيح ما يُعاني منه، كيف يتعامل مع تلك الصِّراعات النفسية.

نصائح عامة للتعامل مع المراهقين

  • المسؤولية: إنّ المراهق يرى ويُدرك أنّه كبير بما يكفي ليتحمّل مسؤوليّة نفسه في كثير من الأمور، كن شخصاً ذكياً، اسمح له بتحمُّل مسؤوليّات يمكنه تحملها، اسأله عنها، من ناحية أخرى سوف يُقدِّر ثقتك فيه، من ناحية أخرى، سوف يتعلّم كيف يتحمّل المسؤوليّة.
  • الاحترام: عامل ابنك باحترام يعاملك باحترام، عامل الجميع باحترام، علِّم ابنك أن يتعامل باحترام مع الجميع أيضاً، تمسك بالقواعد السَهلة والبسيطَة والمُريحة، لا تسمح لنفسك أن تشتم ابنك، تنفعل عليه، تحرجه أمام الآخرين.
  • حدود واضحة: يجب أن تكون محدد وصريح عندما تضع القواعد، بحيث لا تُقدِّم معنيين مختلفين، لا تسمح لحدوث سوء فهم، تذكَّر أنَّ المراهقين أذكياء جداً في إيجاد منافِذ.
  • تأثير الآخرين: لست وحدك من تُربي ابنك و تؤثِّر فيه، هناك أصدقاؤه، مدرسته، الشارع، التلفاز، الإنترنت، لا أقول لك احبس ابنك وامنعه من كل هذا، بالعكس تقبَّل هذه الحقيقة وتعامل معها، احمِ ابنك بأن تكون منفتح على كُل ما يتأثّر به ابنك، إذا كنت ترفض شىء عليك التّعامل بحذر وذكاء، لأنَّ المنع دائماً ليس حلاً.
  • الثقة: اعلم أنَّ الثقة قد تختلف درجتُها من ابنٍ لآخر، حسب ما يرى الأهل من اندفاع وتهور كل مراهق، لكن ابدأ بالثقة أولاً، ثق بابنك واحرص على أن يصله أنَّك تثق به، عندما يشعر ابنك أنَّك تثق به، سوف يعمل جاهداً ليكون عند حسن ظنك به ولا يفقد ثقتك أبداً.
  • المساندة: هناكَ خطٌ رفيع بين المُساندة والتّحكم، عندما يأتي إليك ابنك يطلُب منك النّصيحة أو المُساعدة، اعرض عليه ما تفكر فيه، اترك له القرار في النّهاية، لا تجبره على تنفيذ اقتراحك بحذافيره، كن بجانبه دائماً.
  • التواصل: ليكُن بينكما حوارٌ دائم، حكايات مُتبادلة، أخبار، مُناقشات، نشاطات مشتركة، كن موجود في حياة ابنك كطرف يتكلّم معه، ليس فقط يتلقى الأوامر أو ينفذ الطلبات.
  • الصداقة مهمة في حياة المراهقين: ذلك لأنّ المُراهق يُهمه جداً أن يكون مقبُولاً من أصدقائه، بالتالي يتأثر بِهم حتى ينال إعجابهم، ربِّ ابنك منذ صغره على الاستقلال والثقة بالنّفس ومعنى تأكيد الذات، حتى يكون واعياً عندما يتعامَل مع أصدقائه، يستطيع أن يقول بسهولة لا، حتى يقتصِر الأمر على صداقة جيّدة تُثري وقته وعقله ولا تغيّر فيه للأسوأ.
  • التغير: كلما كبر ابنك كلما تغيّر أكثر، كل شهر يمر يتغير، يتبدَّل، يفكر في مليون شيء، يرغب في تعلّم ألف شىء، يترك ألف شىء، عليك أن تتقبل فكرة التّغير حتى تستطيع التّعامل معه.
  • لا تتصرّف كأنك مراهق مثله: كل ما يحتاجه المراهق هو العائلة، الفهم، الاحتواء، لذلك فلا تتصرَّف بجنون المراهقة مثله، لكن كن متفهم لجنونه وأشعره بحبك.

شارك المقالة: