كيف تحافظ لغة الجسد على التواصل البشري؟

اقرأ في هذا المقال


كيف تحافظ لغة الجسد على التواصل البشري؟

من المعلوم أنّ لغة الجسد لغة ظهرت مع نشأة البشرية الأولى وكانت غريزية فطرية بحتة، ولكن مع تطوّر البشرية وتنوّع الثقافات اللغات واللهجات، وانتشار العادات والتقاليد التي تختلف من مكان لآخر تطوّرت لغة الجسد وأصبحت ضرورة تترافق مع كلّ واحد منّا؛ من أجل سهولة التواصل البشري والقدرة على فهم الاحتياجات التي هي أساس حياتنا بناء على قراءة وفهم لغة جسد الآخرين.

كيف كانت لغة الجسد في الحضارات القديمة؟

كانت لغة الجسد في حضارات عابرة هي أساس التواصل البشري لعدم تشكّل وتنوّع اللغات التي أصبحنا نتفنّن في إتقانها في يومنا هذا، ولكن وبعد تطوّر اللغة في عصور أخرى أصبحت لغة الجسد لغة ثانوية غير معتمدة بصورة رسمية وإن كان البعض يعتبرها أساس للفهم والتحليل والتقييم ولكن من طبقة العلماء فقط، ولكن في عصرنا الحالي ومع ظهور الآلاف من الثقافات والحضارات واللغات أصبحت لغة الجسد لغة عالمية، وأصبحت ضرورة للتواصل البشري ومحاولة فهم المشاعر بأفضل صورة ممكنة.

ما الحاجة إلى لغة الجسد في التعامل مع الثقافات الأخرى؟

لا يمكننا السفر لوحدنا إلى ثقافة أخرى، ولا يمكننا التواصل مع أشخاص يتحدّثون لغة تختلف عن لغتنا ما لم نستطع إتقان لغة الجسد، فلغة الجسد هنا ضرورة وأسلوب حياة تمرّ بنا وتساعدنا على فهم أفكار الآخرين وتمكنّنا من التعبير عن حاجتنا للطعام والشراب والمأمن وكلّ ما نرغب في التعبير عنه من خلال تعابير وجوهنا وإيماءات أجسادنا، ولغة الإشارة التي نقوم بها من خلال أيدينا على وجه الخصوص.

أدرك العالم اليوم أن لغة الجسد ليست لغة مساندة للغة الكلام وإنما هي أساس وحاجة ملحّة لا يمكن الاستغناء عنها، ليس هذا وحسب، بل أصبحت لغة الجسد من ضروريات التواصل البشري على أرقى المستويات الاجتماعية والسياسة، إذ يصعب التعامل مع شخص لا يجيد استخدام أو التعبير عن مشاعره من خلال لغة الجسد، ويمكن اعتباره متخلّفاً أو بدائي، فلغة الجسد تفتح أمامنا الكثير من الأفاق في محاولة فهم تفاصيل الحياة وقراءة ثقافات الآخرين والقدرة على الواصل مع كافة فئات المجتمع، وقراءة أفكارهم بناء على المعرفة التراكمية التي تمّ بناءها على أساس منطقي مستخدم كلغة جسد عالمية.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. ما يقوله كل جسد، جونافارو ، 2010.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير.


شارك المقالة: