كيف نتعامل مع المراهق المنحرف

اقرأ في هذا المقال


يخلّف الانحراف آثار سلبية على الأسرة والمجتمع، فالشاب والفتاة في مرحلة المراهقة يتبعون السُّلوك الانحرافي الذي يكون مُكتسب ليس فطرياً، فهم لم يُولدوا مُنْحرفين بل وقعُوا ضحايا للانحراف الذي تعدُّ رفقة السُّوء من أعظم أسبابه، ففي ظل انشغال كل عضو من أعضاء الأُسرة خاصَّة الوالدين، يبدأ السُّلوك المُنحرف يتوغّل للمُراهق، فهم لم يجدُوا من يقوِّم سلوكهم ممّا قادهم للانحراف، من هنا تزداد المسؤولية المُلقاة على عاتق الأُسرة.

الانحراف:

  • هو الميلُ أو الخروجُ عن الطّريق الصّحيح، عن كلِّ ما هو مُعتاد عليه.
  • يُعرَّف الانحراف اصطلاحاً، أنّه اختراقُ التوقُّعات الاجتماعية وانتهاكها، الخروجُ عن المعايير التي يُحدّدها المُجتمع لديه ويرتضيها للسّلوك ولا يلتزم بها.
  • يُعرّف عالم الاجتماع كوهين الانحراف، أنّه السّلوك الذي يكُون خارج عن التّنبؤات المُشتركة والمُمكِّنة في محيط النَّسق الاجتماعيّ، يُعتبر هذا التّعريف من أكثر التعريفات انتشاراً بين عُلماء الاجتماع.

أنواع الانحراف:

يكون الفرق بين الانحرافين، بالخطورة التي تكمن في الانحراف القيمي أكثر من الأخلاقي؛ لأنَّه يحمل في طيّاته مُعتقدات وقناعات داخلية، تتحول إلى سلوكيّات، أمّا بالنسبة للانحراف الأخلاقي فهو مجرَّد نزوات مؤقتة وعابرة.

  • انحراف قيمي أو سلوكي: يقصد به السّلوك الذي يقوم به المراهقين، الذي ينتج عنه ضرر يقع عليه، يستهدف ضياع الوقت والجهد والمال، هو ناتج عن اقتناع يكون من داخل المراهق للقيام بهذا السّلوك، من مظاهره: الإرهاب، التشرُّد، تعاطي المخدرات، الكحول، الاغتصاب.
  • انحراف أخلاقي: هذا النوع من الانحراف ليس كالنوع السابق، فهو لا يعود بالضَّرر على الفرد نفسه، بل يمتد الضرر إلى غيره، سواء داخل نطاق الأسرة أو خارجه، قد يتخذ أشكال مختلفة من التحريض أو الاعتداء المباشر، يقصد به السلوكيّات المُبتذلة الخادشة للحياء والتي يفعلها المُراهق.

مستويات انحراف المراهق:

  • انحراف خطر: يحدث عند تكرار مُمارسة جميع أشكال الانحراف بصورة دائمة.
  • انحراف شديد: يحدث عند تكرار مُمارسة المراهق لغالبية أشكال الانحراف بصورة دائمة.
  • انحراف بسيط: يحدث عند تكرار ممارسة المراهقين لانحراف واحد أو أكثر.
  • شديد التعرض للانحراف: يحدث عند ممارسة المراهق لانحرافات عديدة مرَّة واحدة فقط.
  • معرض للانحراف: يحدث عندما يُمارس المراهق نوع واحد من الانحرافات، مع قيامه بمقاومة الرّغبة في الوقوع بالمزيد من الانحرافات.
  • غير منحرف: يحدث في حال عدم قيام المراهق بممارسة أيّ شكل من أشكال الانحراف.

أسباب انحراف المراهقين:

الترابط الأسري:

البيئة الأُسرية هي الأساس في تشكيل وبناء شخصية المراهق، وفقاً للدراسات الحديثة فإنّ غالبية المُنحرفين ينتمون لأُسر غير مترابطة أسرياً، أيضا إلى قوة وإرتباط العلاقة بين انحراف المراهق وانحراف أحد والديه، كما أنّ حدوث أي خطأ في التنشئة الاجتماعية يولّد الانحراف، إضافةً إلى أنّ الأُسلوب المتّبع في التربية، من حيث التدليل الزائد، القسوة الزائدة، عدم المساواة في المعاملة بين الأبناء، يزيد من الانحراف.

لا مبالاة الوالدين وعدم وجود رقابة:

عندما ينشغل الأهل كلٌ في حياته ومشاكله، دون أدنى اهتمام بحياة المراهق، معرفة مثلاً هل يلتزم بالذهاب إلي المدرسة، من يصاحب، مع من يخرج، مع إعطائه حريّة مُطلقة بعيداً عن أيّ ضوابط.

غياب الوازع الديني:

عدم الاهتمام بالجانب الديني، التنشئة الدينية القائمة على التحلّي بالأخلاق، التصرفات الحسنة.

عدم اكتساب المراهق لخبرات حياتيه:

ينجرف المراهقون وراء المهالك والانحرافات، دون أن ينتبه حتَّى يجد نفسه غارق في مشاكل لا حصر لها، لا يستطيع حلّها، قد يتطور الأمر لدُخول السّجن ويصبح شخص منبُوذ من الجميع.

الدور السلبي لوسائل الإعلام:

من الممكن أن يكون الإعلام هادف، يُقدّم مضامين نافعة للشَّباب، من الممكن أن يكون من أسباب الانحراف بما يقدمه من أفلام قد تحتوي على مشاهد عنف وسفك للدِّماء، بعضها يسرد مظاهر للانحراف، مثل الرقص والزنا وشرب المخدرات، المراهق في تلك المرحلة يسعى للتقليد فيكون الإعلام بداية الخيط للانحراف الأخلاقي والسُّلوكي.

عدم تقدير قيمة الوقت:

يقضي المراهق أغلب أوقاته في مشاهدة الأفلام على الانترنت دون رقابة لمُحتواها، قد يستخدم الهاتف النّقال في مُعاكسة الفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

علاج انحراف المراهقين:

  • عدم إقحام الأبناء في المشاكل الأُسرية، خاصة مشاكل الوالدين؛ حتى لا يشعر المراهق بالتوتر ويبحث عن شيء لتقليل توتره، قد ينصحه صديق سوء بتعاطي المخدرات مثلاً.
  • الإهمال الأُسري وغياب الدّور التقويمي للوالدين في حياة أبنائهم، خصوصاً الأب، عن طريق انشغاله الدّائم وعدم اهتمامه بجوانب حياة ابنه، لابدّ من تخصيص وقت للاستماع للأبناء والتحاور معهم وسؤالهم عن أحوالهم.
  • القيام بأخذ أراء المُراهقين في الشؤون الأُسرية، حثّهم على أداء بعض الأعمال المنزليّة تدعيم هذه الآراء للمشاركة الأُسرية.
  • التعرُّف على أصدقاء المُراهق وعائلاتهم، سواء أصدقاء الدّراسة أو خارجها.
  • تجنب التدليل الزّائد للمراهق، توضيح حدود الحُريَّة الممنوحة له، عدم إفساده بمنحه الكثير من النّقود.
  • عدم اتباع أُسلوب القسوة الزائدة، الكبت، التضييق على حريَّة الأبناء، إنّما إعطاؤهم حُريَّة مُدعَّمة بضوابط أخلاقية، توضح الممنوع والمسموح، تجعلهم يفرِّقون بين الحلال والحرام.
  • العمل على إشغال وقت فراغ المراهق فيما يفيد، يمكن الاشتراك في أحد الأندية وتشجيعهم على مُمارسة رياضة مُعيَّنة، أيضاً يمكن تعويدهم على القراءة وحثِّهم على التفوق العلمي.

المصدر: المراهق والانحراف، هيام محمود رزقأثر الفضائيات على المراهقين والمراهقات، د.خضر اللحيانيالمراهقة .. طغيان العاطفة على العقل، رضوى محمود


شارك المقالة: