لغة الجسد الغريزية والمكتسبة

اقرأ في هذا المقال


تعتبر بعض أشكال التواصل غير الشفهي المتعلّقة بلغة الجسد غريزية، أي أنها تظهر تلقائياً في مواقف بعينها، ويمكن لأي شخص يشاهدنا أن يفهم على الفور ما تقوله لغة أجساد، لأنه يشاركنا الغرائز البديهية نفسها، فالغرائز البديهية التي تعبّر عنها لغة الجسد تكاد تكون مشتركة بين جميع البشر بغضّ النظر عن لونهم أو عرقهم او مكان سكنهم، فالخوف والحزن والفرح والكذب والصدق تترافق معه لغة جسد غريزية، ولكن هل هناك لغة جسد مكتسبة يمكننا تعلّمها واكتسابها وتنميتها؟ وهل يمكننا أن نتعلمها بالتكرار والخبرة؟.

كيف يمكننا معرفة لغة الجسد الغريزية؟

إنّ استجابة الجسد للخوف وأنواع الإشارات الجسدية التي قد نراها في شخص يمرّ بلحظة فزع شديد عندما يطارده كلب على سبيل المثال، أو عندما يفقد السيطرة على سيارته، فهذه الأنواع من الاستجابات للغة الجسد مبرمجة في المخّ بشكل مسبق، فعندما نكون خائفين على حياتنا، لن نتوقّف لنقول لأنفسنا “إن استطعنا أن نجعل عيوننا أكثر اتساعاً، فقد نستطيع أن نرى أي خطر يحيط بنا، وإن بدأنا بالتنفس بسرعة أكبر قليلاً، فسنحتفظ بما يكفي من الأكسجين في أجسادنا لنكون مستعدين لأي عراك” فهذه الاستجابات المعبّرة على شكل لغة جسد تكاد تكون مشتركة بين جمع البشر ويمكن لنا اكتسابها أيضاً وتطويرها في حالة كنّا غير مهتمين بذلك.

كيف يمكننا تعلّم لغة الجسد المكتسبة؟

يتمّ اكتساب الكثير من إشارات لغة الجسد من خلال التفاعل مع الآخرين ومحاكاة ما نراه في التلفاز أو في الأفلام، وعندما نقوم على تطبيق هذه السلوكيات المكتسبة في كلّ ما نفعله في حياتنا اليومية، سنجد أنها أصبحت مع الوقت طبيعة ثانية بالنسبة لنا وسنفعلها بتلقائية، وسنستخدمها في هذه المرحلة بدون أن نبذل جهداً واعياً، ومن الأمثلة على إشارات لغة الجسد المكتسبة:

  • أن نقوم بالرمش حين ننظر إلى شخص نحبّه، فهذا الأمر يجعلنا نبدو بريئين.
  • أن نصافح أصدقائنا وراحة أيدينا تتجه نحو الأسفل في اتجاه الشخص الآخر، فهذا الأمر يعني حركة مسيطرة.
  • إمالة الرأس إلى أسفل، تجعلنا نبدو وديعين بسطاء ولا يوجد منّا أي تهديد.
  • اللمسات التي تحدث في الأوقات المناسبة، تجعلنا نبدو ودودين.
  • التحديق إلى شخص أغضبنا، حركة مسيطرة أخرى تشير إلى الغضب وتطلق إشارات التحذير.
  • توسيع العينين في أثناء المحادثة، تجعلنا نبدو مهتمين بالموضوع.

عادةً ما نجد أنفسنا وبداخلنا شعور مُلحّ بأنّ الأمور ليست على ما يرام، وقتها علينا أن نعيد النظر في الرسائل التي نقوم بإرسلها بصمت إلى الآخرين من خلال لغة أجسادنا، إذ علينا أن نراجع لغة جسدنا التي تبعث بإشارات خاطئة إلى الآخرين تعبّر عن فكرنا بشكل خاطئ، فنحن يمكننا أن نتعلّم كيفية تصحيح لغة جسدنا، وإن كنّا لا نجعل الآخرين يشعرون نحونا بأية مشاعر على الإطلاق، فيمكننا أن نزيد من تعبيرنا بلغة الجسد حتى يلاحظنا الآخرون.

المصدر: لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.


شارك المقالة: