كيف نساعد الشخص المصاب بكرب ما بعد الصدمة؟

اقرأ في هذا المقال


يتعرض الكثير من الأشخاص لحوادث صادمة، مثل الحوادث المرورية والتعرض للكوارث الطبيعية والصناعية وأشكال العنف والاعتداء المختلفة، سواء كانت لفظية أو جسدية أو جنسية، أيضاً أثناء المعارك العسكرية والصراعات المسلّحة، فالتعرض لهذه الأحداث الصادمة يمكن أن يؤدي لحدوث مشاكل نفسية متعددة، تختلف استجابة البشر للأحداث الصادمة حسب العديد من العوامل، مثل شدة الحدث نفسه وحجم الفقد وصلابة الشخص، كذلك حجم الدعم الذي يتلقاه سواء من المحيطين أو المتخصصين.

أعراض كرب الصدمة المزمن:

يعاني الأشخاص في الشهر الأول بعد أن تعرّضهم للحدث الصادم من الخوف الشديد، يمتاز اضطراب كرب الصدمة النفسية المزمن بالخوف وظهور الأحلام المزعجة وصعوبات في النوم، لذلك يجب أن يطلب المصاب المساعدة إذا كان لديه أفكار انتحارية وكوابيس وصعوبة النوم وأعراض أخرى، هذا ما يسمّى بكرب الصدمة الحاد Acute stress disorder.
إذا استمرت أعراض هذا الاضطراب لأكثر من شهر عند الشخص، مع وجود صعوبات في أن يعود لروتين الحياة اليومي، أيضاً عدم انتظامه في العمل أو المدرسة والتوقف عن انجاز المهام اللازمة، فهذا يعني أنّ الحالة لاضطراب كرب ما بعد الصدمة المزمن قد تطوّرت.

مساعدة المصاب بكرب ما بعد الصدمة المزمن:

إنّ التعامل مع كرب ما بعد الصدمة يعتبر من العمليات المستمرة، فلا يوجد إطار زمني معيّن يقوم بإظهار التعافي بصورة كامل، فقد تمتد المحادثة مع الشخص المصاب لشهور طويلة، بعد معايشة التجربة المؤلمة، هذه المحادثات من الممكن أن تدوم أثناء أو بعد فترة من الرعاية المتخصصة، فإذا تعرّض شخص قريب إلينا لحدث صادم ووجدناه يعاني من أعراض الاضطراب الحاد، فيمكنك أن نساعدة باتباع النصائح التالية:

  • استشارة الأخصائي النفسي: أول ما يمكننا أن نفعله هو أن نشجعه على أن يلتمس الدعم من الأخصائي النفسي من أجل تقييمه وعلاجه، يمكن لهذه الخطوة أن تُحدث فارق حاسم في التعافي.
  • كن مستمع داعم: يجب أن نكون على استعداد للاستماع للشخص، لكن لا يجب أن ندفعه للكلام، فقط نتأكد أنّه يدرك أنّنا متاحون ونريد أن نتسمع عن مشاعره وآلامه، مع تجنب الضغط عليه إن كان غير مستعد أو غير راغب في التحدث، المهم أن نتأكد من وصول معلومة أننا متاحون عندما يكون هو مستعد للمشاركة.
  • اختيار الوقت والمكان الملائم للحديث: عندما نكون سوياً على استعداد للحديث، فعلينا أن نختار الوقت والمكان بحيث نضمن عدم المقاطعة والتشتيت، ويمكن أن نطرح الأسئلة إذا كنّا لا نفهم شيء ما، لكن يجب أن نتجنّب التخمين أو تقديم النصائح أو مقولة أنا أعلم كيف تشعر.
  • أخذ قسط من الراحة: إذا شعرنا أنّ جرعة الحديث أصبحت مكثفة جداً، فيجب أن نترك له فرصة للتوقف، كذلك عودة الحديث مرّة أخرى في وقت لاحق.
  • طلب المساعدة: مثلاً وجود أفكار انتحارية أو إذا تحدّث أو تصرّف بطريقة تجعلنا نميز كرب الصدمة الحاد بالخوف والكوابيس وصعوبة النوم، يجب طلب المساعدة إذا وجدت عند أالشخص فكار انتحارية فلن نستطيع أن نساعد من نحب ونحن متعبين، فلنحاول أن نجعل ردود افعالنا هادئة، لكن يجب أن نتصرف بسرعة، فلا نتركه لوحده، يفضّل أن نزيل كل أنواع الحبوب والأسلحة النارية أو غيرها من الأشياء التي يمكن أن تستخدم لإيذاء النفس.
  • الاطلاع على المصادر الموثوقة: يساعد ذلك على تقديم الدعم لمن نحب بشكل أفضل، كما يجب أن نشجعه باستمرار المتابعة مع الطبيب المعالج واتباع توصياته.
  • لا ننسى أنفسنا: لا ننسلى أن نعتني بأنفسنا، فالتعامل مع الصدمة التي حدثت لأحد أفراد الأسرة يمكن أن يكون مؤلم لنا، فلا نستطيع أن نساعد من نحب إلا إذا كنا نعتني بأنفسنا، يمكن أن نعتني بأنفسنا باتباع الخطوات التالية:
  1. يجب أن نخصِّص وقت لأنفسنا من أجل القيام بالأنشطة المفضّلة لنا؛ مثل ممارسة التمارين الرياضية أو الذهاب في نزهة مع الأصدقاء وغيرها من الأمور المحببة.
  2. يجب أن نطلب المساعدة من الآخرين عندما نحتاج لذلك، من الجيد لو شاركنا آلامنا ومشاعرنا مع من نرتاح له ونثق به؛ ذلك لتفريغ الطاقة السلبية.
  3. إذا شعرنا في وقت ما أنّ آلامنا فوق الاحتمال؛ فيجب أن نحدد موعد مع استشاري نفسي، فقد نكون في احتياج لجلسات التفريغ.
  4. يجب ألّا ننسى أنّنا لن تستطيع أن نساعد من نحب ونحن ممرهقين نفسياً؛ لذلك يجب أن نهتم بأنفسنا حتى نستطيع أن نساعد الآخرين.

المصدر: الصدمة النفسية، أحمد محمد عبد الخالقالصدمة النفسية، عدنان حب اللهالطب النفسي المعاصر، أحمد عكاشةالضغوط والأزمات النفسية، فاطمة النوايسة


شارك المقالة: