كيف نعزز النوم السليم عند مرضى الزهايمر؟

اقرأ في هذا المقال


في الغالب ما يرافق مرض الزهايمر مشاكل في النوم، لذلك يجب أن نتفهَّم ما يساهم في حدوث مشكلات النوم عند الأشاص المصابين بمرض الزهايمر، كذلك ما يمكن فعله لتحسين النوم في الليل، يجب أن يقوم أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء بمناوبة الليل مع المريض، أو التحدث مع الطبيب المعالج أو المعالج النفسي أو الاخصائي الاجتماعي أو ممثل جمعية الزهايمر المحلية للتعرّف على سبل المساعدة المتاحة.

لماذا تعد مشاكل النوم شائعة عند مرضى الزهايمر؟

يعاني العديد من كبار السن من مشاكل في النوم، إلّا أنّ الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر في الغالب ما يعانون من وقت صعب جداً، حيث أنّ مرض الزهايمر يعكس دورة النوم واليقظة عند المصاب، ممّا يسبب النعاس خلال النهار والأرق خلال الليل، تزيد اضطرابات النوم هذه مع تقدم أو تفاقم مرض الزهايمر، في نهاية الأمر تحل القيلولة على مدار الساعة محل النوم العميق الصحي في الليل، كما أنّ المشكلات الصحية الأخرى تؤثر في بعض الأحيان على النوم، مثل:

  • ينقطع النفس الانسدادي خلال النوم، فهو يظهر عند ارتخاء عضلات الحنجرة وتعيق تدفق الهواء عبر الأنف والحنجرة.
  • ظهور متلازمة تململ الساقين؛ تسبب هذه الحالة انزعاج عندما يجلس المريض أو يستلقي، يمكن أن تجعل من الصعب الخلود إلى النوم أو البقاء نائم.
  • الاكتئاب.

كيف نعزز النوم السليم عند مرضى الزهايمر؟

  • يجب أن نضع في اعتبارنا أنّ تعريض المريض لضوء الشمس الساطع لبضع ساعات في الصباح قد يحسِّن من نومه في الليل، يمكن كذلك للمعالجة الضوئية باستخدام صندوق ضوء متخصّص أن يفيد في العلاج.
  • الابتعاد عن الكافيين والكحول؛ حيث يساهم الكافيين الذي تحتوي عليه المشروبات الغازية أو الشاي أو القهوة أو غيرها من المنتجات في عدم القدرة على النوم، كما قد يساهم الكحول في الإصابة بالارتباك والقلق، إذا أصرّ المريض على تناول مشروب، فيفّل تقديم مشروب غازي له في كوب كوكتيل مألوف له.
  • يجب التعرَّف على الوقت الصحيح الذي يتناول فيه المريض الأدوية، مع جعل الصباح للأدوية التي تحتوي على تأثير تنبيهي، أمّا المساء للأدوية التي تجعله يشعر بالنعاس، تجدر الإشارة بأنّه لا يوصى بشكل عام بالحبوب المنومة للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تزيد من الارتباك وخطر السقوط.
  • تشجيع المريض على القيام ببعض الأنشطة البدنية، من خلال وضع مخطط يضم المشي وبعض الأنشطة الجسمية، ممّا قد يساعد ذلك على تحسين وتعزيز النوم في الليل.
  • الحد من النوم خلال النهار، إذا احتاج المريض لأخذ قيلولة، فيجب أن نتأكد من أنّها قصيرة وليست في وقت متأخر جداً من اليوم، يفضّل أن يأخذ القيلولة على الأريكة أو على كرسي هزاز وليس على السرير، إذا كان البقاء في السرير لفترة طويلة جداً في الصباح يسهم في عدم النوم ليلاً، فيفضّل إيقاظه مبكراً.
  • يجب وضع روتين للنوم، من خلال تشجيع النوم العادي ووضع هدف للحد من الضغط النفسي وعوامل تشتت الانتباه في وقت متأخر من اليوم، مثل الموسيقى الصاخبة، من المهم كذلك أن يكون المكان جذّاب للنوم مع التأكد من أنّ درجة الحرارة في غرفة النوم مريحة، كذلك أن تكون إضاءة الأنوار خافتة في الليل ووضع الأشياء الآمنة، مثل البطانية المفضلة.
  • يجب علاج الحالات المرضية الأساسية، فإذا كنت كان هناك حالة مرضية أساسية كانقطاع النفس أثناء النوم أو الاكتئاب أو الألم، تتسبب في اضطراب النوم، فيجب باستشارة الطبيب المعالج؛ فقد يؤدي العلاج إلى نوم أكثر راحة للجميع.

ماذا نفعل إذا كان مريض الزهايمر يستيقظ أثناء الليل؟

إذا كان المريض يستيقظ أثناء الليل ويعاني من ضيق، فيجب أن نبذل قصارى جهدنا للتحلي بالهدوء حتى ولو استنفدنا الصبر، كما يجب ألّا نجادل أو نطلب تفسيرات، مع التذكر أنّه لا يحاول إزعاجنا عن عمد وبدلاً من ذلك نسأله عمّا يحتاجه، يجب أن نقوم بهدوء بتذكيره أنّ الليل قد حل وأنه حان وقت النوم، إذا وجدناه يتجول في المنزل، فيفضّل أن نوجهه بهدوء للعودة إلى الفراش.
لا ننسى أنّنا نحتاج إلى النوم أيضاً، حيث يعتبر النوم بالنسبة للمريض مهم ولكنّه مهم لنا أيضاً، إذا لم نحصل على قسط كافي من النوم، فقد لا نستطيع التحلي بالصبر ولا تكون لدينا الطاقة اللازمة لرعاية الشخص المصاب بمرض الزهايمر.

المصدر: الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف، جيمس وارنر، ترجمة: مارك عبودالزهايمر، لطفي الشربينيداء الزهايمر، رامي أبو سمية


شارك المقالة: