كيف نقوم على تغذية عقولنا؟

اقرأ في هذا المقال


كما أن عقولنا بحاجة إلى الرعاية والغذاء حالها حال الحديقة التي نرعاها، فهي بحاجة أيضاً إلى تربة خصبة في البداية وإلى أفكار وقيم وعادات ومبادىء منتظمة، حتّى تبقى سليمة وتنمو بشكل تصاعدي، والتربة الخصبة التي نحتاجها هي العقل المتفتّح، الذي يسمو إلى النجاح والتطوّر والوصول إلى العظمة التي طالما أردناها جميعاً.

العقل السليم يرغب في التغذية الحقيقية:

إن العقل السليم الذي نقوم على تغذيته، هو عقل راغب في التغذية الحقيقية، وصورة هذه التغذية هي الأفكار السليمة التي تنتاب عقولنا باستمرار، فمنبعها مصادر شديدة التنوّع كالبشر والكتب وغير ذلك، مما يتم نشره عبر وسائل الإعلام والأفلام والإنترنت والأحداث التي تعصف بالمجتمع وغير ذلك من مصادر، “لقد وصلت إلى ما وصلت إليه بسبب ما يدور بعقلك” زيج زيجلر.

هل نستطيع أن نتحكم في جميع الأفكار التي تدور في عقولنا؟

إنّ ما وصلنا إليه من حال هو نتيجة ما يدور في عقولنا، حيث أنّ المعلومة المسيطرة على عقل الشخص ستحدّد اتجاه حياته وشخصيته وسعادته وفقره من غناه، فهل نستطيع أن نتحكّم في جميع الأفكار التي تدور في عقولنا؟ هذا أمر أشبه بالمستحيل كوننا نتعرّض للكثير من المعلومات وخاصة الإعلانات، من مصادر مختلفة، فمن المحال أن نسيطر على كلّ ما ينتاب عقولنا، كما وأننا نملك خيارات أيضاً، فبوسعنا أن نختار التخلّص من قدر كبير من هذه المعلومات، وأن نستبدلها بما هو أكثر فائدة، ولكن ليس كلّها.

من بين المشاكل التي يعانيها معظمنا، أن قليلين هم من تلقّنوا أهمية التغذية السليمة للعقل، بل لم يسمعوا عن هذا المفهوم أصلاً، فإن لم يكونوا عارفين بأن هناك ما يسمّى بالتغذية العقلية، فسوف يكون من الطبيعي القول بأنهم لا يمارسون هذا، كما أن مصارد الأفكار السليمة كالبشر والكتب غيرها من الممكن أيضاً أن تمثّل مصادر للأفكار غير السليمة.

بماذا يمتاز الناجحون المفكرون عن غيرهم؟

إننا نعيش في عالم الأفكار الحرّة، والغثاء العقلي أشبه بالغثاء البدني، ونحن لا نعني هنا أنه لا يتوجب علينا تناول الحلوى أو مشاهدة التلفاز أو التنزه، إلا أنّ الاعتماد على هذه الأشياء على الدوام قد يدمّرنا، ونحن من يملك الخيار.

إنّ كّل شخص ناجح عرفناه في حياتنا يمتلك نظاماً للحفاظ على التغذية السليمة لعقله، فلدى الناجحين نظام ثابت يوفّر سلسلة من الأفكار والمعلومات الإيجابية المفيدة والمشجعة بعقولهم، فهم في حالة مستمرة من التحفيز والتحدي، فهم يرعون عقولهم بشكل يومي مستمر.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.قرارات تغير حياتك، هال ايريال.


شارك المقالة: