كيف نوزع الطاقة الإيجابية بشكل متوازن؟

اقرأ في هذا المقال


عندما نستيقظ من النوم صباحاً، تبدأ حياتنا بالشعور بطاقة إيجابية بنّاءة، وهي مزيج نفسي فكري يفترض بنا أن نقوم على صرفه بمعدل ثابت ومتوازن طوال اليوم، غير أنّ هذا الرصيد يمكن لنا أن نخسره فجأة، في مشاجرة عابرة أو نقاش مشحون أو موقف نشعر من خلاله بالغضب.

ما نتيجة تفريغ طاقتنا بشكل غير مسؤول؟

عندما تحدث تلك الظروف الطارئة لنا بشكل مفاجئ، نكون قد قمنا بتفريغ طاقتنا الإيجابية بسرعة، فنقضي بقيّة يومنا ونحن نشعر بالتوتر ونكون ساخطين فاقدين للسيطرة على أنفسنا، لدرجة أننا لا نستطيع الابتسامة في وجه احد، أو قول كلمة معبّرة، أو القيام بأي عمل إبداعي من شأنه أن يخدم المهمّة أو الهدف الذي نقوم على تنفيذه.

كيف نقوم على ضبط طاقتنا؟

لتلاشي هذا الوضع علينا أن نحاول قدر الإمكان الحفاظ على رصيدنا العصبي، وعدم صرفه في مواقف سلبية مفاجئة ومجانية، يمكن لنا تحاشيها بأقل الأضرار الممكنة، وإذا ما قمنا بعمل ذلك، فلن يتهمنا أحد بالجبن عندما نتجاهل من يستفزنا، ولن يتهمنا أحد بالجبن عندما نتحاشى النقاشات الفارغة التي لا تنتهي بطبيعتها، ولن يصفنا أحد بالغباء عندما نتوقف عن محاولة تعديل الكون أو تغيير آراء الناس بشكل مفاجئ وسريع، ولن يرانا الآخرون متكبّرين عندما نترفّع عن السفهاء ولا ننجرف خلف كلّ ادعاء، بل على العكس تماماً فتصرفات كهذه تدخلنا في ظل المسؤولية والثقة بالذات.

ما الفرق بين من يملكون القدرة على ضبط طاقتهم ومن لا يملكونها؟

عدم القدرة على توزيع الطاقة الإيجابية بشكل متوازن على باقي ساعات اليوم، واستنفاذها بطريقة غير مسؤولة، يجعلنا نشعر بأننا أشخاص لا نملك القدرة على الإبداع أو التفكير بشكل نقي، فعندما نبدأ يومنا بمشاجرة أو صراخ مع أحد الأشخاص الذين لم نلتقي معهم من قبل مثلاً، فإننا نبدأ يومنا باستهلاك كمّ هائل من الطاقة والعاطفة والقدرة النفسية والفكرية على الإبداع وبشكل مجاني.

هناك فارق كبير بين الأشخاص الذين يتمكّنون من السيطرة على عواطفهم وفكرهم في المواقف التي يتعرّضون لها، وبين الأشخص الذين يفقدون أعصابهم ولا يسيطرون على مشاعرهم في كلّ موقف يتعرضون له، فالكثير ممن يتم مقاضاتهم أشخاص لا يملكون أي قيود جرمية من قبل، إلا أنّ تصرفاً أرعن طائش جعلهم لا يحسنون التصرف، وبالتالي القيام بعمل خارج عن نطاق السيطرة، لتبدأ بعدها رحلة الجريمة وعدم القدرة في السيطرة على الذات.

المصدر: قوة التفكير، إبراهيم الفقي.نظرية الفستق، فهد عامر اﻷحمدي، 2017.غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.


شارك المقالة: