كيف يكون الطالب قارئًا ناقدًا وفعالًا في العملية التعليمية؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يكون الطالب قارئًا ناقدًا وفعالًا في العملية التعليمية؟

لا يوجد شيء أكثر أهمية من تعلم الطالب كيفية التعامل مع النص مهما كان، ومعرفة كيفية فهم المحتوى وأيضًا تفسير منظور المؤلف، والتعرف على ما يعلم الكتابة، والتعامل مع كيف يحلل أو توليف المادة حقًا، يتطلب من الطالب كونه قارئًا لنصوص أكاديمية نظامًا ومجموعة من المهارات التي لا تُستخدم غالبًا في متعة القراءة.

يجب أن يكون الطالب مستعدًا للتعامل مع النص بشكل نقدي، ودفع نفسه لطرح أسئلة حول النص، وتلخيص المادة وتحليلها وحتى تقديمها بطرق جديدة ومثيرة للاهتمام.

تقنيات لمساعدة الطالب من أجل أن يصبح قارئًا ناقدًا للنصوص العلمية في العملية التعليمية:

هناك العديد من التقنيات المتاحة للطالب للمساعدة في ممارسة أن يصبح قارئًا ناقدًا للنصوص العلمية، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

الاستعداد:

أولاً وقبل كل شيء تتطلب القراءة النقدية للمواد الأكاديمية أن يقرأ الطالب المادة عدة مرات، حيث إن التمرير السريع للأدب الخاص بالمقرر الدراسي لا يقوم به الباحث، وينبغي على الطالب التأكد من تخصيص وقت كافٍ للمهمة التي بين يديه حتى قبل بدء عملية القراءة، والتأكد من فهم نطاق المهمة، أو ما يُطلب منه، وان يسأل نفسه عما إذا كان يقرأ لفهم حالة ما، أو تفسير البيانات، أو تحديد المصطلحات وما إلى ذلك، سوف يساعد الطالب وجود هدف أثناء القراءة وحتى تحديد أهداف القراءة على تحديد استراتيجيات القراءة التي قد تكون أفضل بالنسبة له.

معرفة العناوين:

حتى قبل البدء في قراءة نص أكاديمي، غالبًا ما توجد إشارات مضمنة في النص يجب أن يكون على دراية بها، وعادةً ما تعطي الطالب اللغة المكتوبة بالخط العريض أو العناوين داخل النص دليلًا على ما يمكن توقعه من المستند.

يمكن أن تساعد الطالب معرفة ما يمكن توقعه في تحديد ما يجب قراءته وما يجب تخطيه، وعلى سبيل المثال إذا كان الطالب يعمل مع حالات متعددة لها تطور تاريخي مشابه، فقد لا يكون من الضروري قراءة الأساس التاريخي للقاعدة عدّة مرات، هذا هو المكان الذي قد يكون قادرًا فيه على تقطيع المواد ولكن لا يزال على دراية بالصلة التي تربطها بحالات أخرى.

ستركز الدراسات في التخصصات الأخرى على المواد المهمة مع العناوين التي تحدد طبيعة الدراسة والمنهجية والنتائج ومناقشة النتائج، تعد القدرة على وضع الطالب نفسه كقارئ في النص مهمة.

عملية القراءة:

بمجرد أن يفهم  الطالب طبيعة الوثيقة وبعض أهداف القراءة فقد حان الوقت للتفكير في عملية القراءة، وبعد تحديد كيف ستساعد العناوين أو اللغة الغامقة في قراءته، من الأفضل غالبًا قراءة أول فقرتين أو ثلاث فقرات من النص للتعرف على نطاق النص.

هل هناك فرضية أم أطروحة؟ هل هناك مشاركين نحتاج إلى معرفتهم؟ سيساعد القشط الأولي للنص القارئ على فهم ما ينتظره، بعد معالجة الفقرات التمهيدية الأولى، من المفيد غالبًا قراءة النتائج أو النتائج أو الفقرات الختامية، ومن خلال قراءة المادة الختامية سيكون لدى القارئ إحساس بالاتجاه وسيتمكن من البدء في التفكير فيما يجب أن يفحصه الجزء الداخلي من النص.

بعد عملية البداية هذه من الضروري إيجاد طريقة للتعامل مع النص، غالبًا ما تكون أفضل طريقة للتعامل مع النص هي قراءة النص أكثر من مرة، وقراءة المقاطع بصوت عالٍ وتجربة بعض استراتيجيات القراءة التالية:

1. يسأل أسئلة: تعني القراءة النقدية أن يكون الطالب مستعدًا لطرح الأسئلة وللاستفسار أكثر عن المادة التي يتم تقديمها، كطالب قارئ غالبًا ما يساعد طرح الأسئلة في تحليل المواد المقدمة.

إحدى الطرق الأولى لبدء طرح الأسئلة بعد القشط الأولي للنص هي إعداد قائمة بالأشياء التي تثير فضول الطالب كقارئ، إذا كان يعمل على مهمة أو ورقة بحثية، فإن وضع الأسئلة في الاعتبار سيساعده على تجربة المادة على مستوى أعمق يكون له هدف.

قد يكون لأسئلة الطالب نطاق واسع، مع التركيز على قضايا مثل ما إذا كان يتم استخدام دليل واضح وداعم أم لا أو ما إذا كانت النتائج تبدو ذات صلة بالادعاء الأولي الذي يتم فحصه أم لا، وعندما يقوم الطالب على فحص المادة عن كثب مع وضع أسئلته في الاعتبار سيبدأ في العمل من أجل أن يكون قادرًا على تحليل المواد بشكل كامل، بالطبع غالبًا ما تؤدي الأسئلة إلى أسئلة أخرى.

عندما يقدم وثيقة ما مادة تاريخية أو مراجع دراسات أخرى لفهم وتحليل المواد المطروحة بشكل كامل، فغالبًا ما يتعين على المعلم القيام بالمزيد من البحث، لذلك عندما يقرأ الطالب ينبغي له التأكد من أن لديه حق الوصول إلى المواد المرجعية المناسبة، بما في ذلك القواميس والموسوعات الخاصة بالموضوع، وكذلك الوصول إلى المقالات والحالات من خلال قواعد البيانات.

2. أخذ ملاحظات: هناك طريقة أخرى لمعالجة المعلومات وهي الانخراط في نص من خلال الكتابة، إذا كان الطالب يحتفظ بجهاز كمبيوتر محمول بالقرب منه أثناء القراءة فهو بالفعل في الاتجاه الصحيح، والبدئ في تدوين ملاحظات عن طريق الاحتفاظ بقائمة الأسئلة الخاصة به في مكان قريب.

وعندما يجد مادة تتعلق بسؤاله، ينبغي على الطالب القيام على كتابة الأجزاء الأساسية من القراءة ورقم الصفحة التي وجد المعلومات عليها، ويمكن حتى تطوير نظام حيث يقوم بتمييز الممرات أو الأسطر في النص واستخدام رمز في ملاحظاته للإشارة إلى تلك السطور أو المقاطع.

يجب أن يكتب الطالب في الهوامش وأن يسلط الضوء على المعلومات على طول الطريق، وفي ملاحظاته يتأكد من تلخيص أجزاء أصغر من المعلومات، إذا وجد الطالب نفسه يقرأ ولكنه لا ينتبه حقًا، ينبغي عليه أن يجبر نفسه على كتابة ملخص للمادة التي قرأتها للتو، إذا لم يتمكن من كتابة الملخص فيأكد من كتابة الملخصات والتواصل مع النص وتوقف عن ذلك مسبقًا.

التحدث مرة أخرى إلى المؤلف:

هناك استراتيجية أخرى لتدوين الملاحظات وهي الرد على المؤلف، هل يوافق أو لا يوافق على ما قرأه؟ كيف كان سيتعامل مع القضية؟ ما الذي كان سيفعله بشكل مختلف في الدراسة؟ إذا كان قادرًا على التفاعل بنشاط مع نص بهذه الطريقة، فمن المرجح أن يكون قادرًا على كتابة تحليل أقوى للنص في نهاية قراءته.

دفتر مقسم:

تتمثل الاستراتيجية النهائية للتعامل مع النص في تقسيم صفحات دفتر الملاحظات إلى نصفين بخط في المنتصف، أولاً القيام على كتابة اقتباسًا أو معلومة مهمة على جانب واحد من دفتر ملاحظات عند ظهوره في النص مباشرة عبر هذه المعلومات على الجانب الآخر من الصفحة، والتفاعل مع الاقتباس أو المعلومات، هل لديه أسئلة حول هذه المعلومات؟ وأن يسأل هل تعتقد أنّ ما كتبته قد يكون مهمًا لبقية القراءة؟ وأن يشر إلى ذلك لنفسه حتى يتذكر العودة إليه لاحقًا لمعرفة ما إذا كان هذا هو الحال، كلما عمل الطالب على النص لاكتشاف المعنى زادت نجاحه في تحليل المادة.

مناقشة القراءة:

ومع ذلك لا يفكر جميع الطلاب ويقرأون بشكل نقدي دون معالجة المواد بطرق أخرى، يجب أن يقرأ البعض من الطلاب بصوت عالٍ لمعالجة المعلومات، ويجب على الآخرين التفكير من خلال الأفكار مع أقرانهم، وإحدى الطرق التي يمكن بها تحدي تفكير الطلاب حول القراءة التي يقوم بها هي خلق مساحة للمحادثة.

إذا شرح الطالب فهمه لموضوع أو قضية لشخص آخر، فستتاح له الفرصة لتحدي تفكيره وإعلام الجميع به، هذا النوع من المناقشة يجبر القارئ على العودة إلى النص للحصول على الأدلة والدعم، إذا لم يكن هذه المادة الداعمة موجودة للعمل معها، فسيكون للقارئ منظور جديد على القطعة ويمكن، بدوره يحللها بشكل مختلف، أن سماع تفسيرات متعددة للنص يدفع القارئ إلى التفكير بطرق جديدة ومثيرة للاهتمام.

صنع معنى جديد:

بعد مرور عدة مرات على نص أو مستند أو حالة، يقرأ الطالب من خلالها المادة بنشاط ويتفاعل معها من خلال التحليل، فإنّ الخطوة الأخيرة في عملية القراءة هي تكوين معنى جديد من المادة التي يتم تحليلها، إذا تم تحديد الأهداف في بداية عملية القراءة، فقد حان الوقت لأن يسأل نفسه ما إذا كانت القراءة دفعته أكثر في تفكيره وبأي طرق، وهل الطلاب جاهزون للنظر في المعرفة السابقة في ضوء القراءة الحالية؟ وكيف تؤثر القراءة الحالية على معتقدات الطلاب وممارساتهم؟ تعتبر القراءة النقدية عملية معقدة ولكن كمعلمين وطلاب مزدهرين من المهم تجاوز فكرة أن القراءة نشاط ثابت يستخدم فقط لحفظ المعلومات وتجديدها.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: