كيف يصبح طفلي اجتماعياً؟

اقرأ في هذا المقال


يحتاج الطفل إلى العديد من المهارات حتى يتمكَّن من العيش بشكل إيجابي في حياته. وتُعدّ المهارات الاجتماعية هي الأبرز في هذه المهارات، حيث تشمل مجموعة من الأشياء التي تساعد الناس على التفاعل بشكل إيجابي، التي يُمكن تعريفها على أنها مجموعة من مهارات الاتصال اللفظي وغير اللفظي، الذي يمارسه الناس من أجل تكوين روابط وعلاقات اجتماعية مع الآخرين، حيث يُشير التواصل اللفظي إلى الكلام والتواصل غير اللفظي يُشير إلى لغة الجسد مثل الإيماءات وتعبيرات الوجه.

المهارات الاجتماعية:

تُعدّ المهارات الاجتماعية مهمة جداً للبشر؛ لذلك يجب عليهم اكتسابها من سن مبكرة من خلال السماح لهم بالتفاعل مع من حولهم منذ الطفولة، من خلال هذا التفاعل ومع مرور الزمن يبدأ الطفل في تكوين شخصية مستقلة واكتساب مهارات اجتماعية مختلفة المهارات، مثل القدرة على التواصل مع الآخرين، تكوين صداقات من تلقاء نفسه، حيث تتضاعف هذه الصداقات في وقت لاحق.
لذلك تتحسّن قدرة الطفل على التصرّف بشكل صحيح في مواقف مختلفة قد يتعرّض لها أثناء نزاع مع صديقه، كما يكتسب القدرة على التحكّم في سلوكه، لكن بعض الأطفال قد يفتقرون إلى هذه المهارات، لذلك هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تأتي وقد نتبعها ليكون طفلنا اجتماعياً. وهو ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال.

طرق ليصبح طفلك اجتماعياً:

بعض الأطفال خجولين وهي واحدة من السمات التي يمكن وراثتها من الوالدين، حيث يمكن استنتاج أن الطفل خجول من خلال أفعاله. والأطفال الخجولين الذين لا يمكنهم البقاء بمفردهم أو الاقتراب من أشخاص غير معروفين لهم.
ويُعتبر الخجل هو أحد السمات التي تخلق عقبات في حياة الشخص؛ لذلك من المهم مساعدة الطفل على التخلّص منه أو الحد من تأثيره من خلال تطوير مهاراته الاجتماعية، باتباع بعض الأساليب التي تتناسب مع عمره.

تطوير مهارة الطفل في عمر قبل المدرسة:

من الممكن تطوير المهارات الاجتماعية للطفل منذ السنة الأولى من حياته، حيث يُعتبر اللعب أحد أفضل الطرق لبدء تعليمه هذا خلال السنوات الثلاث الأولى من أولياء أمور الطفل. ويمكن للأخوة والإخوان أن يلعبوا معه ألعاباً مختلفة تساعد على تطوير هذه المهارات، مثل اللعب معاً عن طريق قطع الكتل أو الركل بالكرة للجميع بدوره. ومن المهم تعليم الطفل في هذه الألعاب التي يلعبها كل شخص في اللعب، كذلك تعليم كلمات مثل “هذا دوري وهذا هو دورك”. وهذا الأمر يعلّم الطفل أن هناك طرفاً آخر مشاركاً في اللعبة وأنه يجب عليه التواصل معه.

مساعدة الطفل على اللعب:

يمكن تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال من خلال اللعب؛ لأن معظمهم لديهم ألعاب، لكن في بعض الأحيان لا يحبون مشاركتها مع أطفال آخرين، بحيث يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على قبول الأطفال الآخرين واللعب معهم، من خلال العديد من الأشياء التي يمكن أن أن يتّبعوها للمساهمة في تحسين مهاراتهم الاجتماعية، التي نذكرها على النحو التالي:

1- يناقش الوالدين طفلهم في الألعاب التي يمكن للأطفال الآخرين بمشاركتها معه في اللعب. وهُنا يحتاج الآباء إلى معرفة أنه لن يسمح للآخرين بلعب ألعابه لفترة طويلة.
2- تعليم الطفل على مشاركة الآخرين في الألعاب التي ليست ملكه، حيث يُمكن للأب أن يُحضر لعبة جديدة مثل المعجون مثلاً ويبدأ الطفل باللعب مع الآخرين بها.
3- ممارسة الأنشطة الترفيهية التي تشمل الحركة، مثل الرقص على أغنية، أو جمع الكُرات ذات الألوان المماثلة، التي ينبغي القيام بها جماعياً دون إهمال أي طفل ويجب أن يشارك الجميع.

تغلب الطفل على الخجل:

من المهم تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال، خاصةً الأطفال الخجولين، الذين يمكنهم اكتسابها من خلال توفير فرص لممارستها، مثل مساعدتهم ليعبّروا عن أنفسهم، كذلك إتاحة الفرص لهم لإجراء محادثات مع أطفال آخرين.
ومن الضروري أن يساعدوا الأهل طفلهم الذي يُعاني من الخجل على زيادة ثقته بنفسه وأن يقوموا بتشجيعه؛ حتى يستطيع التصرّف في أي موقف يشعره بالخجل. ويجب مساعدته وتقديم الدعم له وتشجيعه ياستمرار وإعطائه الفرصه ليتحدث عن نفسه. ومن المهم تقديم النصائح المهمة التي يتبعها الآباء لتطوير مهارات الأطفال من سن عام إلى ثلاث سنوات التالية. ومن هذه النصائح:

  • عدم إجبار الطفل على الذهاب إلى شخص لا يعرفه فجأة بل تدريجياً، أيضاً مساعدة الطفل على الذهاب بمفرده إلى ذلك الشخص؛ لذلك من الممكن أن يساعد الشخص على إحضار لعبة معه لجذب انتباه الطفل حتى يذهب له.
  • يمكن أن تشارك الطفل الخجول في الألعاب الاجتماعية في بداية اللعبة، ثم تنسحب تدريجياً.
  • تشجيع الطفل على التحكّم في مشاعره، كذلك الشرح له بأنه إذا شعر بالرهبة أو بالخوف في أي موقف جديد، يُمكن أن يواجهه هو أمر عادي وطبيعي ويمكنه التغلّب عليه.
  • تجنّب الاعتناء المفرط بشعور الطفل الذي يخجل والبقاء معه دائماً؛ لأنه بهذه الطريقة لا يستطيع التغلب على هذا الشعور.
  • تشجيع وتعزيز الطفل عند التواصل مع الآخرين.
  • يدرك أولياء الأمور أنهم قدوة للطفل؛ لذلك يجب عليهم الالتزام بالسلوكيات الاجتماعية حتى يتعلّم الطفل منهم.
  • عندما يتواجد الوالدين في المواقف الجديدة التي قد يتعرّض لها الطفل، أو عندما يُصادف حالة مُعيّنة لم يقدر أن يخفي بها خجله؛ وذلك لتشجيعه في تغلّبه على خجله في ذلك الموقف والتوضيح له بأن الأمر سوف يتغيّر ويُصبح أفضل.

قراءة كتب عن الصداقة للطفل:

يُمكن للوالدين أن يستفيدوا من من قصص الأطفال حتى يُطوّروا المهارات الاجتماعية لأطفالهم؛ وذلك من خلال النظر في قصص الأطفال واختيار الموضوعات المناسبة لهدفهم في تطوير المهاراتهم الاجتماعية للطفل، مثل: مواضيع الصداقة، التعاون، مساعدة الأصدقاء ومناقشة هذه القضايا و مطالبتهم بوضع أنفسهم في مواقف محددة، مثل وجود شخص يحتاج إلى مساعدة ويشرح كيف سيتصرفون في هذا الموقف.

ممارسة الأنشطة:

يمارس الأطفال أنشطة مختلفة يومياً، مثل تناول الوجبات الخفيفة وممارسة اللعب، بحيث يمكن استخدام هذه الأنشطة الروتينية لتطوير مهاراته الاجتماعية وجعله يمارسها مع أصدقائه على سبيل المثال. ومن المهم التركيز على الاستفادة من هذه الأنشطة في السنوات الأولى من حياة الطفل، حيث أنه سهل التنفيذ وهو صغير، حيث أنه كلّما كان الطفل أكبر سناً يحتاج إلى مزيد من التشجيع للتواصل مع الآخرين.

المصدر: The Social Skills All Kids Need to LearnImproving Kids' Social SkillsSocial Development in Children


شارك المقالة: