الحاجة إلى الإرشاد النفسي في حالة التغير الأسري

اقرأ في هذا المقال


الحاجة إلى الإرشاد النفسي في حالة التغير الأسري:

في حين أنّ البعض يعتقد أنّ السعادة تكمن في الانتقال من الأسرة الكبيرة إلى الأسرة الصغيرة، بالبعض الآخر لا يستطيع أن يتماشى وفقاً لهذه النظرية، مما يجعله عرضة إلى حدوث بعض الاضطرابات العصبية والنفسية التي تؤثر على علاقته مع الأسرة الجديدة وحتّى القديمة، وبالتالي عدم القدرة على ضبط النفس أو ضبط التصرفات التي تبدر من الشخص بصورة غير مباشرة، ليجد العديد من الأشخاص أنفسهم أمام خيارات أفضلها وأكثرها ضماناً الخضوع للعملية الإرشادية.

ما أبرز التغيرات التي يعالجها الإرشاد النفسي في حالة التغير الأسري؟

1. التغيرات على الصعيد الفكري:

عندما يخضع المرء إلى العملية الإرشادية لاعتقاده أنّه يعاني من مشاكل نفسية على الصعيد الشخصي، تقوم العملية الإرشادية وقتها بتحديد طبيعة المشكلة ومعرفة زمن حدوثها والظروف التي تهيأت لها، ومدّة استمرارها، وفي كثير من الأحيان يكون التغيّر الأسري وعدم القدرة على بناء مجتمع أسري آمن هو المشكلة، وفي هذه الحالة تتغيّر طريقة تفكير الفرد، كما وتتغيّر نظرته إلى المجتمع لعدم قدرته في التواصل مع الشريك أو عدم القدرة على استيعاب طريقة تفكير الطرف الآخر بما يتناسب والواقع الأسري، حيث تعتبر المشكلات النفسية التي تحدث نتيجة الخلافات العائلية وعدم القدرة على تقبّل الآخر من أبرز المشكلات التي يعمل علم الإرشاد النفسي على مواجهتها وحلّها.

2. التغيرات على الصعيد النفسي والفسيولوجي:

منذ مراحل العمر الأولى والكثير منّا يعتمد على أحد الوالدين في إدارة كافة شؤون حياته، ولكنّ هذا الأمر لا يستمر طويلاً ليجد الفرد نفسه أمام واقع مغاير لا يعترف بعادات ولا بقيم ولا بأصول يمكن لنا الاعتماد عليها دائماً، فعندما ينتقل الفرد من الأسرة الكبيرة إلى الأسرة الصغيرة وبالعكس يجد نفسه أمام الكثير من الصدامات على المستوى العاطفي والفكري والنفسي.

وهذه التغيرات النفسية تؤثر بصورة كبيرة على شخصية الفرد وبالتالي التأثير على طريقة التواصل والتعامل معهم، مما يجعل من الإرشاد النفسي وسيلة جيدة للتخلص من الأفكار القديمة وبناء أفاق وعلاقات جديدة مبنيّة على الثقة والاحترام المتبادل وقبول الآخرين، وبذلك تكون العملية الإرشادية قد حقّقت الكثير من المكتسبات على الصعيد الشخصي والأسري.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: