مؤتمرات الحالة في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


مؤتمرات الحالة في الإرشاد النفسي:

يعتقد البعض أنّ كافة المرشدين النفسيين يتّبعون أسلوباً إرشادياً واحداً أثناء مقابلتهم وأثناء سير العملية الإرشادية، وهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً حيث تتنوع الأساليب الإرشادية بتنوّع طبيعة الحالة التي يقوم المرشد على مقابلتها باختلاف العمر والثقافة وطبيعة المشكلة، ولكنها تلتقي جميعاً في شروط رئيسية من حيث السرية والإنسانية وغيرها، ويعتبر أسلوب مؤتمر الحالة من الأساليب الإرشادية الناجحة في الإرشاد النفسي.

ما هو مؤتمر الحالة في الإرشاد النفسي؟

يعتبر أسلوب مؤتمر الحالة من الأساليب التي يتّبعها المرشدون النفسيون من خلال عقد اجتماع خاص لمناقشة أمر مسترشد ما يعاني من مشكلة تحتاج إلى طحها وتناولها بصورة واقعية أمام الأشخاص المهتمين، وقد يضمّ الاجتماع أكثر من مرشد نفسي بالإضافة إلى عدد من ذو الشخص المسترشد كالأبوين أو الأشقاء، كما وقد يشارك في مؤتمر الحالة كلّ من له علاقة وثيقة بالمسترشد، أو كلّ من يستطيع الإدلاء بمعلومات ذات أهمية بالغة تتمحور حول نمط الشخصية والمشكلة النفسية التي يعاني منها، ويحاول الجميع هنا أن يكونوا جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة.

يشترط في مؤتمر الحالة موافقة المسترشد على حضور بعض أو كلّ الأشخاص المشاركين في الاجتماع بصورة إيجابية اختيارية، وأن يكون الهدف من الاجتماع هو البحث عن سبب المشكلة بصورة أكثر وضوح وأكثر واقعية، ومواجهة بعض الأشخاص بأحداث مشكوك في صحتها وخاصة من الأقارب أو الأصدقاء، لوضع المسترشد في خانة الحقيقة والواقع والمواجهة، ومن حقّ المشاركين في مؤتمر الحالة الإدلاء بآرائهم الشخصية وعرض بعض التوصيات التي من شانها المساعدة على حلّ المشكلة.

يضمّ مؤتمر الحالة في العادة عدد من المختصين النفسيين الذين يملكون باعاً طويلاً في مجال الإرشاد النفسي وقادرين على قراءة الأفكار بصورة مبتكرة، وخاصة في التعامل مع مشاكل وأشخاص مشابهين للحالة التي سيتم التعامل معها، كما ويضم أشخاص مقرّبين جدّاً من المسترشد كأحد الأبوين وأبرز الأصدقاء المخلصين، ويضمّ في العادة مؤتمر الحالة مجموعة من الأشخاص لا يزيد عددهم عن عشرين شخص، ولا بدّ وأن يكون المتطوعين للمؤتمر أشخاص إيجابيين وقد قاموا بالمشاركة بشكل تطوّعي، ولا بدّ وأن يكونوا حيويين ويبدون مشاركتهم بصورة فاعلة بعيداً عن أساليب التنكيس أو الإحراج.

أنواع مؤتمر الحالة في الإرشاد النفسي:

1. مؤتمر الحالة الواحدة:

وفي هذه الحالة يتمّ عقد مؤتمر الحالة من قبل عدد من المرشدين والمختصين بقصد تناول مشكلة مسترشد واحد فقط، وعادة ما تكون المشكلة هنا على صعيد شخصي ويتم اختصار عدد الحضور بصورة كبيرة، ومن شورط مؤتمر الحالة الواحد السرية والكتمان وعدم تسريب أي أخبار أو أحداث حصلت أثناء سير العملية الإرشادية في المؤتمر.

2. مؤتمر الحالات المتعددة:

وفي هذه الحالة يتمّ التباحث ودراسة مشكلة شائعة في مكان ما، ويضمّ المؤتمر عدد من المسترشدين الذين يشتركون في نفس المشكلة، وفي هذه المؤتمرات عادة ما يتمّ الحديث عن ظاهرة اجتماعية خاطئة وخاصة في المدارس أو الجامعات، وقد يشارك في المؤتمر عدد من الأهالي والأصدقاء المقربين ولا يجوز أن يكون العدد كبيراً جداً أو لا يتوافق مع رغبة المسترشدين في حضور البعض.

3. مؤتمر الأخصائيين:

وهذا المؤتمر خاص بالأخصائيين النفسيين في مجالات الإرشاد النفسي، وعادة ما يتمّ تناول عدد من المواضيع التي تهمّ المجال الإرشادي، أو يتم التباحث في مشاكل إرشادية ظهرت بصورة هجينة في مجتمع ما بقصد قراءتها بصورة مخصّصة، ويتم طرح عدد من الأفكار والمقترحات التي تساعد على حلّها بشكل توافقي.

4. مؤتمر الأخصائيين وغير الأخصائيين:

وفي هذا المؤتمر يكون الاجتماع من أجل دراسة مسترشد واحد فقط، وعادة ما تكون حالة المسترشد صعبة أو تتطلّب السرية، ويتمّ خلال هذا الاجتماع استضافة عدد من المختصين في المجال الإرشادي ويقومون بتناول أكثر من جانب لمعرفة السبب الحقيقي لحصول المشكلة الإرشادية، ويضمّ المؤتمر أيضاً أحد الأبوين أو كلاهما وعدد من المهتمين في مشكلة المسترشد ويتمّ عادة الخروج بعدد من التوصيات والحلول التي من شانها المساعدة على حلّ المشكلة.

5. مؤتمر المرشد والمسترشد والوالدين:

وهنا يقتصر المؤتمر على طرفي العملية الإرشادية وأحد الأبوين أو الإثنين معاً، ومن الممكن أن ينظمّ إلى هذا المؤتمر أحد أعضاء هيئة الإرشاد بعد موافقة المسترشد على ذلك، والهدف هو طرح المشكلة الإرشادية ومحاولة إيجاد أفضل الحلول الممكنة.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: