مؤسسو النظرية الجشطلتية

اقرأ في هذا المقال


إنّ الجشطالت كلمة ذات أصل ألماني، ليس لها مرادف في جميع اللغات الأُخرى، فهي تعني نمط أو صيغة أو شكل. ظهرت مدرسة الجشطالت كردّ فعل للمدرسة الترابُطية والمعرفية، أُسس هذا الاتجاه الإرشادي فردريك بيرلز، إذ بدأ حياته المهنية بممارسة التحليل النفسي التقليدي، ثمَّ تبنى بعد ذلك وجهة نظر مُغايرة للمفاهيم التقليديّة.

أهم مؤسسو النظرية الجشطلتية:

ماكس فريتمر :

ولد ماكس فريتمر بمدينة براجو في ألمانيا، انتهى من دراسة الجيمنزيم وهو في عُمر الثامنة عشرة، ثمَّ درس القانون واتجه بعد ذلك فجأة إلى دراسة فلسفة علم النفس في جامعة برلين، حصل على درجته العلمية الجامعية من جامعة فرزبورج 1904، أيضاً درجة الأستاذية من جامعة فرانكفورت عام 1929، خلال الحرب العالمية الأولى أسهم فرتيمر فيها من خلال أبحاثه التي تخصُّ عمل التصنُّت على الغواصات البحرية.
كان فرتيمر من أوائل الأشخاص الذين هاجروا إلى أمريكا، وصل نيويورك عام 1913، قضى بها بقية حياته إلى أن توفي، كانت سنوات إقامته بها حافلة بالأبحاث التربويّة وإن كانت أقل الإنتاج في العدد بين مؤسِّسي حركة الجشطلت، كما أجمع أغلب المؤرخون.

كيرت كوفكا :

ولد كوفكا في ألمانيا، درس العلوم والفلسفة في شبابه في جامعة أدنبرة، بعد عودته إلى برلين درس علم النفس وحصل على درجته العلمية عام 1909، تحت إشراف كارل ستمف، بدأ العمل مع فرتيمر وكوهلر في عام 1911، عمل بجامعة جيشن حتى عام 1924، عمل خلالها بوحدة للطِّب النفسي، اهتم فيها بمعالجة أمراض الكلام وحالات الانهيار العصبي.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أصبح علم النفس الأمريكي على دراية بحركة الجشطلت، ثمَّ طلب من كوفكا أن يكتب عن الجشطلت فألّف كتابه “الإدراك ـ مقدمة لنظرية الجشطلت”، قدم فيه المفاهيم الأساسية للجشطلت.
على الرَّغم من أهمية كتاب الإدراك إلا أنّه عرقل من انتشار الجشطلت في أمريكا، إذ أوحى عنوان الكتاب باقتصار الجشطلت في دراستها على موضوع الإدراك فقط. في عام 1921 نشر كوفكا كتابه (نمو العقل) وهو كتاب مختص بعلم نفس الطفل، حيث لاقى نجاح كبير في ألمانيا وأمريكا، ثمَّ عمل كوفكا أستاذ زائر بجامعة كورنل وسميث عام 1927، في عام 1933 قام بدراسات على شعوب وسط آسيا، الّف بعد ذلك على تأليف كتابه مبادئ علم نفس الجشطلت.

كوهلر :

ولد كوهلر بمنطقة البلطيق ثمَّ انتقلت أسرته إلى شمال ألمانيا، تلقَّى كوهلر تعليمه في جامعات توبنجن وبون وبرلين، حصل على إجازته العلمية من جامعة برلين تحت إشراف كارل ستمف، في عام 1913 دعته الأكاديمية الرُّوسية إلى إحدى جزر الكناري لعمل دراسة على الشمبانزي.
أنجز عمله الرائع بجزر الكناري على عقلية القردة، ثمَّ عاد كوهلر إلى ألمانيا عام 1920، ترك كوهلرألمانيا عام1935؛ بسبب صراعه المُستمر مع النازي على الرَّغم من أنَّ كوهلر لم يكن يهودياً إلَّا أنّه طُرد ضمن حركات طرد اليهود.
مُنح كوهلر جائزة الإنتاج والتميز من جمعية علم النفس الأمريكية وكانت كتابات كوهلر من المظهر الممتاز لحركة الجشطلت، حيث كان من مشجعي تطبيق الفيزياء في المجالات الأساسية لعلم النفس.

تجارب كوهلر:

  • تجارب مشكلات الصندوق: أعدّ كوهلر قفص علق بسقفه موز ووضع فيه صندوق بحيث أنَّ القرد الجائع ما إن وُضع في القفص لا يستطيع أن يصل إلى الموز ما لم يصعد فوق الصندوق ويقفز. كانت المشكلة صعبة بالنسبة للشمبانزي، استطاع قرد واحد التوصُّل إلى الحل دون مساعده، فقد تعلَّمت ستَّة قرود أُخرى حل المشكلة مع بعض المساعدة لها بوضع الصندوق أسفل الموز أو بإتاحة الفرصة لها لتراقب قرد آخر أثناء استخدامه للصندوق؛ كوسيلة للوصول إلى الموز. بعد حدوث التعلُّم كان القرد يترك هدفه ليتجه إلى الصندوق وليضعه في المكان المناسب للوصول إلى الموز، هذه الدورة صفة هامّة من صفات التعلُّم بالاستبصار.
  • تجارب مشكلات العصي: اقتضت هذه المشكلات استخدام عصا أو أكثر لجذب الطعام الذي كان يوضع خارج القفص، حيث لُوحظ أنّ الاستبصار يبدأ باستخدام العصا، لو أنّه كثيراً ما يكون الاستخدام خاطئ، كما يحدث حين يقذف القرد بالعصا اتجاه الموز ويفقدها. لوحظ أنّه متى استخدم الشمبانزي العصا بنجاح كان يلجأ على الفور إلى ما تعلَّم ويستخدم العصا.

خلاصة تجارب كوهلر :

  • أنّ الوصول إلى الحل يأتي فجأة نتيجة ما يسمَّى بالاستبصار.
  • أنّ الاستبصار يعتمد على إدراك وتنظيم أجزاء الموقف.
  • متى ما توصّل الحيوان إلى الحل عن طريق الاستبصار فإنَّه يمكنه أن يكرره بكل سهولة.
  • أنّ الحل الذي يصل إليه الحيوان عن طريق الاستبصار، يمكن أن يطبّق في المواقف الجديدة.

شارك المقالة: