أهمية البيئة المهنية لتحديد المشكلة الإرشادية في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


يعتقد العديد من المسترشدين أنّ العملية الإرشادية الخاصة بالإرشاد النفسي تقوم فقط على المقابلات الإرشادية الفردية والجماعية، وأنّ الاختبارات الشخصية والتطبيقات العملية هي فروع يمكن للمرشد النفسي الاستغناء عنها، ولا يدركون أن البيئة المهنية التي يعمل فيها المسترشد هي من أبرز الأمور التي يقوم المرشد النفسي بمتابعتها عن كثب، من خلال التواصل مع زميل العمل ومدير العمل والأشخاص الأكثر قرباً من المسترشد.

كيف تساعد البيئة المهنية في تحديد المشكلة الإرشادية

إنّ الهدف من هذا الأمر ليس محاولة تجسّس المرشد النفسي على خصوصية المسترشد، ولكن الهدف هو جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات الخاصة بالمسترشدين التي لا يمكن للمسترشد البوح بها من خلال المقابلات الإرشادية، فمهما كان المسترشد جريئاً ويملك الرغبة في التخلّص من المشكلة النفسية الإرشادية إلا أنّ هناك جزء غامض في شخصيته لا يستطيع البوح به بتلك السهولة، حيث يلجأ المرشد النفسي إلى التواصل مع البيئة المهنية للمسترشد في محاولة واضحة وصريحة لجمع بعض التفسيرات الغامضة في شخصيته، وهنا يقوم المرشد النفسي بطلب الإذن من المسترشد للسماح له في أن يقوم بالتواصل مع زملاء العمل بطريقة قانونية ضمن الأطر الصحيحة للإرشاد النفسي.

إنّ وضع المرشد النفسي للخطّة الاستراتيجية العلاجية التي يتعامل من خلالها مع المسترشد، قد تتغيّر بصورة سريعة لتوفّر معلومة جديدة تمّ الحصول عليها من قبل البيئة المهنية التي يعمل فيها المسترشد، فمن الطبيعي أن يتمّ التعامل مع مشكلة الشكّ أو الخوف من اتخاذ القرار كمشكلة نفسية يرغب المسترشد في التخلّص منها، ولكن عندما تتوفر معلومات لدى المرشد النفسي بأنّ المسترشد شخص عنيف يحاول استخدام القوّة لإثبات وجهات نظره كونه غير قادر على إثباتها بالحجّة والدليل، هنا يقوم المرشد النفسي بوضع خطّة بديلة تمكّنه من التعامل مع المسترشد بصورة أكثر ملائمة مع شخصية المسترشد التي تميل إلى استخدام القوّة اللفظية أو الجسدية.

إنّ تعامل المرشد النفسي مع البيئة لمهنية التي ينتمي المسترشد النفسي إليها تعتبر أمراً في غاية الخطورة، إذ أنّ هناك حدود لا يجوز أن يتخطّاها المسترشد وعليه أن يحافظ في نفس الوقت على سريّة العملية الإرشادية وأن لا يبوح بأية معلومات عن حالة المسترشد أو المشكلة النفسية التي يعاني منها، وأن يكون التواصل والتعامل مع أشخاص محدّدين أكثر ثقة وأكثر كتماناً للسر.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: