ما الفرق بين الخطط والأماني والرغبات؟

اقرأ في هذا المقال


في الحقيقة، هناك فرق كبير بين وضع خطّة مستقبلية لما ننوي إنجازه والوصول إليه في المستقبل، وما بين الأمنيات والرغبات التي يشترك فيها الجميع، فعندما نقوم على سؤال أي شاب مثلاً، ماذا تريد في حياتك؟ سيجيبنا على الفور المال أو السعادة أو النجاح، غير أنّ المال أو السعادة أو النجاح، هي أمنيات فضفاضة عامة يريدها الجميع وهي متطلّبات عامة يحبّ أن يحصل عليها الصغار والكبار، ولا يمكن تصنيفها كخطّة مستقبلية.

ماذا يجب أن تتضمن الخطط المسقبلية؟

الخطّة المستقبلية الناجحة يجب أن تتضمن جدولاً زمنياً، وخطوات فعلية، ووسائل تنفيذ تنتهي بتحقيق هذه الأمنيات كالسعادة أو المال أو النجاح، فالخطّة تقوم على تفكير إبداعي مسبق، مكتمل العناصر يحتاج إلى الكثير من قراءة الواقع، فما نمتلكه من عناصر ومقوّمات ومعرفة ما هو ممكن، فالخطّة تشبه المعادلة الرياضية في تسلسل الإجراءات التنفيذية، وصولاً إلى النتائج الحتمية، فكلنا يرغب في النجاح والسعادة والمال، ولكن الذي يحصل على كلّ ذلك هو من يقوم بوضع خطّة واضحة منطقية مكتملة العناصر.

ما دور الخطّة في تحقيق النجاح؟

قد لا تصل بنا الخطّة إلى النهايات التي نتوقّعها بشكل دقيق، إلا أنّها تظلّ أفضل بكثير من عدم وجودة خطّة، وبالتالي ضمان الفشل مئة بالمئة، وكلّما كانت الخطّة ذاتها جيّدة ودقيقة ارتفعت حضوضنا في الوصول إلى الموقع المحدّد في الزمن المحدّد، وكلّما كانت سيئة ركيكة وناقصة غير مكتملة العناصر، كلّما تأخرنا عن موعد الوصول أو قد يختلف موقع الهبوط حيث نريد.

في طبيعة الحال، لا يكفي أن نملك هدفاً واضحاً وخطّة عمل مرنة، بل ونملك الشجاعة والجرأة والصبر على تنفيذ الأهداف ذاتها، فمن الملاحظ أنّ الناجحين في الحياة يصنعون فرصهم بأيديهم، في حين أن الفاشلين يستسلمون لمصيرهم ويعتقدون أن غيرهم يتحكّم بمسيرة حياتهم، واعتقاد كهذا يبقيهم في حالة انتظار لعروض ومهام تأتيهم من الخارج، ولا يفكرون أبداً بإمكانية البدء بأي مشروع خاص بهم مثلاً.

أّما الأسوأ من الاستسلام وانتظار الفرصة، هو أن يضع ضعفاء القدرات أهدافاً ضخمة وغير واقعية، لا تتناسب مع المواهب والإمكانيات المتاحة، وبدلاً من صعود السلّم درجة درجة، يظلّ في حالة حلم دائم بالقفز بلا مقدّمات ﻷعلى السلّم، وحين يكتشف بعد فترة أنّه ما يزال تحت أول درجة، يصاب باليأس والإحباط وبالتالي الفشل الذريع.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.إدارة الوقت، بريان تراسي.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: