ما النسبة التي تشكلها لغة الجسد في عملية الفهم؟

اقرأ في هذا المقال


عادة ما نختلف في الطريقة التي نودّ من خلالها إيصال رسالتنا أو تلقيّها مع الآخرين، حيث يعتقد البعض أنّ للكلام المنطوق من خلال الفم الدور الأكبر في عملية الفهم، ويعتقد آخرون أنّ نبرة الصوت لها دور ذو أهمية أكبر من ذلك، ويعتقد مناصري لغة الجسد أنّ لهذه اللغة النصيب الأكبر في عملية الفهم، ولا يمكن مضاهاتها أو مقارنتها بأي شيء آخر، على الرغم من أنّ البعض يعتبر لغة الجسد أمر ثانوي لا يقاس بالكلام المنطوق، فأيّهما أكثر أهمية، الكلام المنطوق أم لغة الجسد؟

لغة الجسد أكثر أهمية من الكلام المنطوق:

أكّدت الدراسات أنّ الرسالة التي تصل إلى المتصل به من خلال اللقاءات المباشرة أو من خلال أجهزة عرض الصور عن طريق إيماءات الجسد وحركاته بما يسمّى بلغة الجسد أكثر مما تصل بالألفاظ والكلمات، حيث أثبتت الدراسات الحديثة التي أجريت على عدد كبير من المتطوعين أن الكلمات تشكّل ما نسبته سبعة بالمئة من عملية الفهم، وأنّ نبرة الصوت تشكّل ما نسبته ثمانية وثلاثين بالمئة من نفس العملية، وأنّ لغة الجسد وإيماءاته تشكّل ما نسبته خمس وخمسون بالمئة وهي نسبة تكاد تزيد عن المنتصف للمساعدة في علمية الفهم، وهي دراسة ما زالت معتمدة منذ خمسينيات القرن الماضي ولغاية يومنا هذا.

يعتقد بعضنا أو أغلبنا بشكل خاطئ أنّ الجمل والكلمات تمثّل الجزء الأكبر والأساسي من طرق الفهم وتواصل الأشخاص فيما بينهم، ولكن الأبحاث والدراسات أكّدت أنّ الكلمات والجمل لا تشكّل إلا النسبة البسيطة من طرق الفهم، وأنّ لغة الجسد التي يتم ترجمتها من قبل المتلقي هي صاحبة النصيب الأكبر فهي ما يلفت الانتباه والتركيز دون وعي منّا.

لغة الجسد صالحة للجميع:

لو أنّ أحدنا فقد قدرته على الكلام المنطوق، فلن تتوقّف حياته إطلاقاً وسيستمر في العمل ومشاركة الناس وتبادل الأفكار معهم، كون لغة الإشارة ولغة الجسد تعطيه الدافع الجيّد في القدرة على هذا التواصل، ولكن علينا أن نتخيّل أننا نتحدّث إلى شخص ما لا يحرّك ساكناً أثناء حديثنا معه ولا يبدي أي تفاعل جسدي على شكل لغة جسد، سنتوقّف عن الحديث معه مباشرة ومن ينظر إلى المجتمع جيّداً يجد هؤلاء الأشخاص يتواجدون في مجتمعاتنا على شكل أشخاص منبوذين.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.


شارك المقالة: