ما سبب انتشار الإرشاد النفسي في المجتمعات الغربية؟

اقرأ في هذا المقال


الإرشاد النفسي في المجتمعات الغربية:

تعتبر الحاجة أمّ الاختراع ولا يوجد شيء أكثر قدرة على الانتشار والشهرة أكثر من الحاجة المُلحّة، ولم يكن لظهور علم الإرشاد النفسي وانتشاره في المجتمعات الغربية وخاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على وجه من سبيل الصدفة، فالحاجة هي ما جعلت من هذا العلم ملاذاً وطريقاً أمناً لحياتهم التي يعتقد البعض منهم أنّه غير قادر على ضبطها أو إدارتها بصورة جيّدة، وقتها يجد انّ للإرشاد النفسي باب كبير في علاج هذه المشاكل.

أسباب انتشار الإرشاد النفسي في المجتمعات الغربية:

1. الإيمان المطلق بأهمية علم الإرشاد النفسي:

إنّ المستوى الثقافي والتعليمي الذي وصلت إليه الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية جعلت من علم الإرشاد النفسي علماً ذو مصداقية كبيرة، كما ومنحت هذا العلم الشهرة والثقة التي يجب أن يحصل عليها، فعندما يجد الأشخاص هناك أنفسهم يعانون من بعض الاضطرابات النفسية؛ وقتها يلجئون إلى أفضل الحلول الممكن ألا وهي الإرشاد النفسي، حيث أصبحت لديهم عقيدة ثابتة لا مجال للشكّ فيها تمنح المرشد النفسي الثقة الكاملة، ويستخدمون الإرشاد النفسي كوسيلة مساندة لإعادة اعتبارهم أو مساعدتهم على الاختيار.

2. طريقة الحياة التي يعيشها الأشخاص هناك:

لا تزال بعض بلدان العالم الثالث تبحث عن أفضل وسائل الأمان لاكتساب حياة كريمة والعيش بأمان، ولكن في أوروبا إجمالاً والولايات المتحدة الأمريكية فقد تمّ الانتهاء من هذا الأمر وهم الآن يبحثون عن أفضل طريقة ممكنة للعيش دون أي فوضى، ويعتبر هؤلاء الأشخاص أن المشكلات الاجتماعية التي يعانون منها هي بمثابة أمر ممكن الحدوث وإن لم يتمّ معالجته فسوف يؤثر على أمور أخرى تتعلّق بالحياة، لذا فهم يلجئون إلى الإرشاد النفسي كوسيلة يستطيعون من خلالها حلّ مشكلاتهم والبحث عن ذاتهم والسيطرة على همومهم.

3. الانتشار الواسع لمراكز الإرشاد النفسي وشهرتها:

لا يزال البعض عديم المعرفة عن مراكز الإرشاد النفسي ويعتقد أنها خاصة بالأشخاص المجانين فقط، ولكن في الدول الأوروبية يعتقد الناس هناك أنّها مراكز ذات أهمية كبيرة لا يمكن أن يتمّ الاستغناء عنها، وهي مراكز تنتشر بالقدر الذي تنتشر فيه مراكز علاج الأسنان ومراكز التجميل، وهذا الانتشار الواسع جعل منها أماكن ذات شهرة كبيرة لا يمكن الاستغناء عنها.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: