ما مؤشرات انتكاس المسترشد في العملية الإرشادية؟

اقرأ في هذا المقال


انتكاس المسترشد في العملية الإرشادية:

من الطبيعي أن لا تنجح كلّ العمليات الإرشادية كونه يعتبر نجاحها جميعاً أمر مبالغ فيه، فالفشل وعدم القدرة على إيجاد الحلول ممكنة الحدوث، كما وأنّ الانتكاسات أمر طبيعي يحدث في بعض الأحيان، ولكن من المنطقي أن يقوم المرشد النفسي بمعرفة أبرز أسباب الانتكاسات التي يتعرّض لها المسترشد، وتفسيرها وتحليلها بصورة منطقية لمحاولة عدم الوقوع بها مستقبلاً، فما هي أهم أسباب الانتكاس لدى المسترشد في العملية الإرشادية؟

ما هي أهم أسباب الانتكاس لدى المسترشد في العملية الإرشادية؟

1. طبيعة المشكلة:

لا يمكن أن يكون المرشد خارقاً للعادة ويقوم على معالجة وحلّ جميع المشكلات الإرشادية، فقد لا يتوّفق في مرحلة ما من القدرة على تحديد طبيعة المشكلة ومعالجتها بصورة دقيقة، كما وتعتبر بعض المشكلات من القضايا المعقّدة التي لا يمكن حلّها لتداخلاتها وكثرة الأشخاص الذين يؤثرون فيها وارتباطها في الماضي والحاضر والمستقبل، وبالتالي ينظر إلى هذه المشكلة على أساس أنها عقدة لا يمكن حلّها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى انتكاس المسترشد وعدم قدرته على المتابعة في الخضوع للعملية الإرشادية.

2. عدم القدرة على التآلف فيما بين المرشد والمسترشد:

قد لا يتمكن بعض المسترشدين من التآلف أو إظهار المشاعر لبعض المسترشدين وهذا الأمر يعتبر معضلة كبيرة في سير العملية الإرشادية، ولا يمنح هذا الأمر المرشد القدرة في الحصول على كافة المعلومات التي تخدم العمل الإرشادي، ولا يتوافق هذا الأمر مع مبادئ الإرشاد النفسي ويجعله عرضة للانتكاس أو الفشل، وبالفعل هذا ما سيحدث في نهاية المطاف حيث ستظهر بواد الفشل والانتكاس لدى المسترشد، وسيطلب في مرحلة من المراحل الانسحاب من العملية الإرشادية لعدم قناعته فيها وعدم قدرته على التفاعل والتواصل مع المرشد النفسي.

3. إخفاء المسترشد معلومات جوهرية لا تخدم العملية الإرشادية:

تظهر بوادر الفشل والانتكاس لدى بعض المسترشدين لعدم قدرتهم في الإفصاح عن كافة المعلومات التي تتعلّق بالمشكلة الإرشادية، وهذا الأمر من شأنه أن يفقد المسترشد الثقة في العملية الإرشادية ويقوم على تقديرها على أنها عملية غير مقنعة ولا تفي بالغرض، وفي نهاية المطاف ستكون النتيجة إما الفشل المطلق للعملية الإرشادية أو انتكاس المسترشد بصورة مخجلة وعدم متابعته لبرنامج العملية الإرشادية، وبالتالي أن يضطر المرشد لفصله من العملية الإرشادية وإبلاغه أنه لم يعد متابعاً أو خاضعاً لأي عملية إرشادية كونه غير ملتزم.

4. طبيعة شخصية المسترشد غير الملائمة للعملية الإرشادية:

تختلف الأنماط البشرية على اختلاف الثقافات والبيئة التي تحيط بكلّ واحد منّا، وعليه فإنّ طرق التفكير تختلف من شخص لآخر، ويقوم بعضنا بتقدير الأمور ومعالجتها بصورة تختلف نوعاً ما عن الطريقة التي يراها الآخرون أكثر ملائمة، وعليه فإنّ الأنماط الفكرية والنفسية التي تتشّكل منها المجتمعات تقف في بعض الأحيان كحواجز تمنع المرشد من إدماج المسترشد في العملية الإرشادية بصورة صحيحة، وعليه فإنّ بعض المسترشدين غير مقتنعين أساساً بالعملية الإرشادية ولا بعلم النفس أصلاً ويرون أنّ هذا العلم هو علم مختص بقراءة وتعديل سلوك المرضى والمجانين، ويرى آخرون أنّ شخصيتهم لا تشوبها شائبة وأنّ المشكلة ليست فيهم وإنما في طريقة قراءة المجتمع وتعامله معهم، وأنّ الآخرين هم من يحتاجون إلى العملية الإرشادية وليس هم، مما يجعلهم في حالة تراجع مستمر وتشكيك وعدم القدرة على المتابعة وبالتالي الانتكاس.

5. عدم ملائمة الخطة الإرشادية للمسترشد:

لا يقبل بعض المسترشدين الطرق والتعليمات التي تفرض عليهم أثناء خضوعهم للعملية الإرشادية، وهذا الأمر من شأنه أن يجعلهم في حالة استياء دائم وتوجيه بعض التهديدات للمرشدين في رغبتهم بالانسحاب وعدم قدرتهم على المتابعة، وبناء عليه لا تحظى بعض الخطط الاستراتيجية للعملية الإرشادية بثقة المسترشدين ويرون بأنها لا تقوم على معالجة الحالة التي يمرون بها، وبالتالي لا يقومون بالمتابعة بصورة صحيحة ويبدؤون في اختلاق الأعذار من أجل عدم متابعة العملية الإرشادية وصولاً إلى حدوث الانتكاسات التي لا تخدم العملية الإرشادية والفشل في حلّ المشكلة.

6. عدم حدوث أي تحسن أو تطور على المشكلة الإرشادية:

يشعر المسترشد في بعض الأحيان بأنه في تحسّن مستمر وأنّ العملية الإرشادية قد أعطته الكثير من التحسّن، ولكن في مرحلة ما لا يشعر المسترشد بأي تحسّن أو تطوّر جرّاء خضوعه للعملية الإرشادية مما يؤدي إلى تراجعات فكرية لديه تؤدي إلى انتكاسه وعدم قدرته على متابعة العملية الإرشادية.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: