ما مدى ارتباط لغة الجسد بالسلوك؟

اقرأ في هذا المقال


هل من الممكن تقييم السلوك من خلال لغة الجسد الجسمانية؟

كثيراً ما يتمّ ربط لغة الجسد المتعلّقة بالبنية الجسمانية مع السلوك البشري وما ينتج عنه، فالبعض يعتقد أنّ معظم المجرمين والسفّاحين والقتلة يملكون لغة جسد تشير إلى بنيتهم الجسمانية الضخمة وطولهم الفارع وفي بعض الأحيان لياقتهم البدنية العالية، وأنّ الأشخاص الأكثر ذكاء ونجاحاً هم من الذين تشير لغة جسدهم إلى بنية جسمانية متوسطة مع لياقة بدنية معقولة، وأنّ الأشخاص ذوو البنية الجسمانية الضعيفة تشير لغة جسدهم إلى كسلهم وضعف شخصيّتهم وعدم قدرتهم على بناء العلاقات الاجتماعية، ولكنّ في الحقيقة أنّ البنية الجسمانية لا علاقة لها بالسلوك وما ينتج عنه من لغة جسد تخصّصية.

كيف يتم تحديد السلوك من خلال لغة الجسد؟

تشير الدراسات التي أجراها العديد من العلماء على أنّ السلوك البشري الذي يميل إلى الإجرام عادة ما يتمّ الدلالة عليهم من خلال الأشخاص الذين لا يتمتّعون بالذكاء وقوّة الشخصية اللازمة لإثبات شخصياتهم أو لعدم قدرتهم في الاندماج مع المجتمع، وأنّ الأشخاص ذوو البنية الجسمانية الجيّدة ليس بالضرورة أن تشير لغة جسدهم إلى نجاحهم وتفوّقهم، فالنظريات التي تم دراستها لكشف لغة جسد المجرمين لم تمنع من وجود مجرمين من جميع الأشكال والأحجام، وتم إثبات الأخطاء الجسيمة التي يتم إطلاقها من قبل الأخرين في الحكم على لغة أجسادهم من خلال بنيتهم الجسدية وأنّ هذا المنظور ضبابي غير صحيح في الغالب.

هل من الخطأ تقييم السلوك من خلال لغة الجسد الجسمانية؟

الدرس المستفاد من دراسة لغة الجسد التي تشير إليها البنية الجسمانية، حتّى أن أكثر الناس ثقافة قد يلقون بالأحكام والأخطاء عن مدى ارتباط أنماط الجسم المتعلّقة بلغة الجسد مع السلوك الناتج، ويشمل الخطأ في هذه الأحكام على جرح مشاعر الآخرين والفهم الخطأ وعدم القدرة على التمييز بالإضافة إلى المساوئ التي لا مبرّر لها بناء على لغة جسد المتعلّقة بشكل أو حجم شخص ما، إذ لا يمكننا تجاهل الإشارات غير المنطوقة التي يرسلها الجسم على شكل لغة جسد، ولكن يمكننا الفصل بين لغة الجسد ونمطه وسلوكه، إذ يتوجّب علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل تقييم الإيماءات والحركات الخاصة بلغة الجسد والحكم بناء عليها بدلاً من تقييم بنية الجسم الذي يصدرها.

المصدر: ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.


شارك المقالة: