ما مدى تأثير الحزن على العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


لا شكّ في أنّ الحزن من الأمور السلبية التي تعطي نتائج مدمّرة على كافة الأصعدة، ولا شكّ في أننا جميعاً نتعرّض إلى مواقف وضغوط في حياتنا الاجتماعية الخاصة والعامة وفي مواقع عملنا تجعلنا نشعر بالحزن، ولكن مقدار الحزن الذي يشعر به البعض يختلف عن مقدار الحزن الذي يشعر به آخر وذلك حسب طريقة التفكير ونمط الشخصية، فإلى أي مدى يؤثر الحزن في شخصية المسترشد في العملية الإرشادية؟

مدى تأثير الحزن على شخصية المسترشد في العملية الإرشادية:

يقوم علم الإرشاد النفسي بصورة أساسية على الكشف عن السبب الرئيسي للمشاكل التي نعاني منها، وعن أبرز المشكلات التي تسببها لنا تلك الضغوطات على الصعيد النفسي، ويعتبر الحزن من الأمور التي تغيّر الكثير في نمط الشخصية وتجعلها منعزلة عن الآخرين غير قادرة على الوقوف مرّة أخرى، ولا يستطيع الكلّ أن يتخطّى بعض التحديات والاخفاقات التي تحدث معه في حياته الخاصة او العامة، مما يجعله شخصاً حزيناً غير قادر على التفكير المنطقي أو تقديم أي محتوى إيجابي.

كيف يمكن للمرشد النفسي ان يعالج المشاكل النفسية المتعلقة بالحزن؟

تختلف الأسباب التي تؤدي إلى الحزن ولعلّ أبرزها خسارة قريب أو حبيب أو صديق أو إخفاق كبير في العمل أو في المنزل أو على الصعيد الاجتماعي، ويمكن أن يتطوّر الحزن إلى شكل من أشكال الاضطرابات النفسية التي لا يمكن توقّعها، وفقد عدد لا بأس به من أبناء المجتمع شخصيته وربّما عقله بسبب حزن قديم أو عدم القدرة على تحمّل حزن جديد، ولا يوجد وسيلة للتخلّص من هذه الأوهام والأحزان إلا من خلال الخضوع للعملية الإرشادية التي تستطيع أن تمنح المسترشد التوازن الذي يبحث عنه.

يمكن للمرشد النفسي أن يعالج المشاكل الإرشادية التي تتعلّق بأمور الحزن من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات، بحيث يتم ذكر عدد من الأمثلة التي تتعلّق بأشخاص فقدوا أعزاء وتمكنّوا من النجاح والتفوّق فيما بعد، وكذلك استعطاف المسترشد من خلال المقابلات في أنّ الحياة مليئة بالأمور المحزنة التي لا بدّ للمسترشد أن يتعدّاها، وأنه لا يجوز ان يعيش المسترشد في أكناف الماضي وأن يبدأ حياته بصور طبيعية بحثاً عن النجاحات، وأن يتمّ استخدام عدد من الاختبارات النظرية والعملية التي تعمل على ملء الفراغ لدى المسترشد ومحاولة تغيير طريقة تفكيره فيما يخص مشكلة الحزن.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: