ما هو الإدراك المتأخر في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الكثير منا يثق في نفسه ومهاراته الحياتية في اتخاذ القرارات لدرجة الوصول لمستويات لا يقوم بانتقاد نفسه أو أن يكون قراره خاطئ، مما يجعل من ردود أفعال هؤلاء الأشخاص ذات اتجاهات خاطئة وفاشلة في المستقبل.

ما هو الإدراك المتأخر في علم النفس

يتمثل الإدراك المتأخر في علم النفس في عندما ينظر الشخص إلى الوراء وفي حدث ما ويعتقد أنه كان بإمكانه توقع النتيجة، هذا يعني أن معظم الناس يعتقدون أن حكمهم أفضل مما هو عليه، والفكرة هي أنه بمجرد أن نعرف النتيجة يصبح من الأسهل بكثير بناء تفسير معقول، مع هذا نصبح أقل انتقادًا لقراراتنا مما يؤدي إلى ضعف اتخاذ القرار في المستقبل.

غالبًا ما يشعر بعض الأفراد بالضغط من أجل الوقت المثالي للتعامل في العلاقات الاجتماعية والشخصية وخاصة عندما يعانون من الخسارة، فإنهم يندمون على عدم التصرف في وقت سابق، مع الأسف تأتي فكرة أنهم رأوا ذلك قادمًا طوال الوقت، في الواقع كان هذا أحد الاحتمالات العديدة التي ربما توقعوها، أياً كان أحدهم يبتعد يصبح المستثمر مقتنعاً بأنه رأى ذلك قادمًا يتيح ذلك للأفراد الذين يتعامل معهم اتخاذ قرارات سيئة دون علمهم في المستقبل، حيث يتضمن منع الإدراك المتأخر القدرة على عمل تنبؤات مسبقًا مثل الاحتفاظ بمجلة صنع القرار مما يسمح للفرد بالمقارنة لاحقًا.

ما الذي يسبب الإدراك المتأخر في علم النفس

يحدث الإدراك المتأخر في علم النفس عندما تظهر معلومات جديدة حول تجربة سابقة أو تغيير كيفية تذكرنا لتلك التجربة، حيث نتذكر بشكل انتقائي فقط المعلومات التي تؤكد ما نعرف أو نعتقد أنه صحيح، وبعد ذلك إذا شعرنا أننا نعرف بالفعل ما سيحدث طوال الوقت فإننا نفشل في مراجعة النتيجة بعناية أو سبب النتيجة، يتضمن الإدراك المتأخر مراجعة احتمالية نتيجة ما بعد الحقيقة، بعد معرفة النتيجة سيبالغ الشخص في مدى توقعه للنتيجة، ويمكن العثور على هذا الإدراك المتأخر في أي موقف تقريبًا بما في ذلك التنبؤ بالطقس أو الانتخابات.

إن الإدراك المتأخر متجذر في الثقة المفرطة والتثبيت بعد وقوع حدث ما، حيث نستخدم معرفة النتيجة كمرساة لإرفاق أحكامنا السابقة بالنتيجة، وقد تكون القضية جزئياً قائمة على العلم أيضًا، حيث قد لا يكون الإدراك المتأخر مرتبطًا فقط بالمعالجة غير الفعالة للمعلومات، ولكنه متجذر في التعلم التكيفي وقد تطور بشكل تطوري، ففي عملية تحديث المعرفة السابقة يمكن للدماغ أن يساعد في منع الحمل الزائد للذاكرة.

حيث أن الأفراد والمجتمع عرضة لمفهوم الإدراك المتأخر لأنه من المريح الاعتقاد بأن العالم يمكن التنبؤ به، وبالتالي منظم إلى حد ما، ونتيجة لذلك نسعى إلى رؤية الأحداث غير المتوقعة على أنها متوقعة، ونسعى إلى الحصول على نظرة إيجابية لأنفسنا وبالتالي نستخدم صناعة الحواس لإنشاء قصة أو سرد يوضح أننا عرفنا النتيجة.

كيفية تجنب مفهوم الإدراك المتأخر في علم النفس

يجب على الأفراد توخي الحذر عند تقييم قدرتهم على التنبؤ بكيفية تأثير الأحداث الحالية على الأداء المستقبلي للأداء والقرارات في العديد من المجالات، فالاعتقاد بأن المرء قادر على التنبؤ بالنتائج المستقبلية يمكن أن يؤدي إلى الثقة المفرطة ويمكن أن تؤدي الثقة المفرطة إلى اختيار القرارات ليس لأدائها ولكن على حدس في الإدراك الحسي.

واحدة من أسهل الطرق لمنع حدوث الإدراك المتأخر هي الاحتفاظ بدفتر يوميات أو دفتر ملاحظات، سيؤدي هذا إلى إنشاء سجل لعملية اتخاذ القرارات، مما يسمح لنا بإعادة النظر في الأسباب التي دفعتنا إلى استنتاجات معينة، إلى حد كبير سيساعد هذا المستند في ضمان قدرتنا على التفكير بدقة في الموقف، وتساعد مجلات اتخاذ القرار هذه في تفصيل متى وكيف تم اتخاذ القرارات.

يتيح ذلك للفرد الحصول على فكرة أفضل عما كان يعتقد أنه سيحدث في وقت اتخاذ القرار، بالإضافة إلى ذلك من المهم تقييم جمع المعلومات بما في ذلك زيادة أهمية المعلومات القيمة، ويمكن أن تساعد دفتر اليوميات القرار في السماح باتخاذ قرارات أفضل في المستقبل، بالإضافة إلى منع التخمين الثاني في القرارات والاختيارات البديلة سيساعد تحليل النتائج بشكل صحيح في فهم الخطأ أو الصحيح.

التقييم الجوهري في الإدراك المتأخر في علم النفس

يمكن أن يؤدي مفهوم الإدراك المتأخر إلى صرف انتباه الأفراد عن التحليل الموضوعي للأداء، حيث يساعد التمسك بأساليب التقييم الجوهري على اتخاذ قرارات بشأن العوامل التي تعتمد على البيانات وليس العوامل الشخصية، ومنها تشير القيمة الجوهرية إلى تصور القيمة الحقيقية للأداء، بناءً على جميع جوانب العمل وقد تتطابق أو لا تتوافق مع القيمة النفسية الحالية.

ليكون الفرد فعال في تجنب أساس الإدراك المتأخر فمن الأفضل استخدام نموذج رياضي فعال، هذا يأخذ الكثير من التخمين والتحيز من تحليل الأداء، على وجه الخصوص باستخدام العوامل الكمية مثل البيانات المالية والنسب مثلاً، ومع ذلك فإن القيمة الجوهرية لها حدودها، والجدير بالذكر أنه لا يوجد حساب شامل للقيمة الجوهرية، هناك العديد من النماذج أو أدوات التقييم المختلفة التي يجب استخدامها، بالإضافة إلى ذلك هناك افتراضات يجب ربطها بأي نموذج والتي يمكن أن تنفتح على الإدراك المتأخر في علم النفس.

التحليل الكمي والنوعي في الإدراك المتأخر في علم النفس

عادةً ما يأخذ التقييم الجوهري في الاعتبار العوامل النوعية مثل نموذج أعمال الفرد، حيث يمكن أن تقوم العوامل الكمية مثل تحليل المعلومات المالية بتقديم نظرة عامة ودقيقة حول ما إذا كان سعر السوق الحالي دقيق أو إذا كانت الشركة قائمة بأعلى من قيمتها أو قائمة بأقل من قيمتها.

أهم الأسئلة الشائعة حول الإدراك المتأخر في علم النفس

1- كيف يحدث الإدراك المتأخر

يحدث أساس الإدراك المتأخر عند وقوع حدث ما، وبناءً على المعتقدات أو القيم السابقة كان الفرد يعلم أنه سيحدث، الإدراك المتأخر في علم النفس هو عندما يصبح بعض الأحداث غير المتوقعة فجأة متوقعة بعد وقوعها.

2- كيف التخلص من الإدراك المتأخر

يتضمن كيفية التخلص من الإدراك المتأخر الاعتراف بعدم قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل والاعتماد على البيانات للمساعدة في اتخاذ قرارات سليمة أي اتخاذ قرارات بناءً على البيانات وليس المشاعر أو العواطف، ويمكن القيام بذلك عن طريق الاحتفاظ بملاحظات مفصلة أو مجلة لعملية صنع القرار، وقد تتضمن هذه الملاحظات عوامل التبرير أو أي حدس أو مشاعر.

3- لماذا يعتبر الإدراك المتأخر مهم في الأعمال والاستثمار

يمكن أن يؤدي الإدراك المتأخر إلى أخطاء في معالجة المعلومات وتحليلها ويمكن أن تؤدي هذه الأخطاء إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية، مما يؤدي في النهاية إلى قرارات استثمارية أو تجارية سلبية أو سيئة، ويمكن أن تكون هذه القرارات السيئة مكلفة من حيث المال أو الفرص الضائعة أو الموارد التي يُساء استخدامها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: