ما هو الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي؟

يُعرف استقطاب المجموعة بأنه ظاهرة تتم عندما يتحرك أعضاء مجموعة متعمدة نحو نقطة أكثر تطرفًا في أي اتجاه يتم تحديده من خلال ميل الأعضاء للتخطيط المسبق، حيث يؤدي الاستقطاب الجماعي إلى تغيير المواقف بين الأفراد داخل المجموعة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي الاستقطاب الجماعي إلى التفكير الجماعي وهو عندما تتخذ مجموعة قرارات سيئة؛ لأن بعض أعضائها لا يريدون التعبير عن آرائهم أو اقتراح أفكار جديدة قد يختلف معها البعض في المجموعة.

يريد الناس أن يكونوا مميزين ولديهم آراء تختلف عن الآخرين، مما قد يؤدي إلى وجهات نظر أكثر تطرفاً حول موضوع معين حيث يمكن أن يكون لهذا عواقب وخيمة على المجتمع ككل.

يحدث الاستقطاب الجماعي عندما تقود المناقشة المجموعة إلى تبني مواقف أو أفعال أكثر تطرفًا من المواقف أو الإجراءات الأولية لأعضاء المجموعة الفردية، حيث يمكن ملاحظة أن استقطاب المجموعة يمكن أن يحدث في اتجاه المخاطرة أي التحول المحفوف بالمخاطر أو التحفظ، على سبيل المثال الغوغاء والسلوكيات الناتجة عن السلوك الجمعي ذو الطابع السلبي والعدائي.

أسباب الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي:

تتمثل أسباب الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي من خلال الحجج المقنعة والمقارنة الاجتماعية، حيث يمكننا توضيح هذه الأسباب من خلال ما يلي:

1- الحجج المقنعة:

أحد الأسباب التفسيرية لاستقطاب المجموعة هو مشاركة الحجج المقنعة، على سبيل المثال عندما يكون غالبية أعضاء المجموعة في البداية متشابهين في التفكير، ويقدمون الحجج التي تدعم الموقف أو الإجراء وأن أعضاء المجموعة الآخرين لم يأخذوا بعين الاعتبار بعد، فإن المواقف الأولية لأعضاء المجموعة ستصبح أقوى، وبالتالي فإن مواقف المجموعة ككل ستكون أقوى مقارنة بالتوجهات الفردية للأعضاء.

حيث يمكن ملاحظة أيضًا أنه أثناء مشاركة الحجج المقنعة قد يميل أعضاء المجموعة إلى تكرار الحجج التي قدمها أعضاء المجموعة الآخرين جزئيًا على الأقل، بالتالي يمكن أن يؤدي تكرار الأفكار أيضًا إلى تقوية مواقف المجموعة والأفراد، حيث أنه من المهم ملاحظة أنه عندما لا تتفق غالبية المجموعة في البداية، وبدلاً من ذلك تنقسم حول قضية ما، ويمكن أن يحدث نزع الاستقطاب نتيجة تبادل أعضاء المجموعة لحجج مقنعة، حيث يشير نزع الاستقطاب إلى الابتعاد عن التطرف ونحو الوسط.

2- المقارنة الاجتماعية:

سبب توضيحي آخر لاستقطاب المجموعة هو تأثير المقارنة الاجتماعية، على سبيل المثال قد يقوم أحد أعضاء المجموعة بتقييم مواقف أعضاء المجموعة الآخرين ثم يتبنى موقفًا مشابهًا أو أكثر تطرفاً، بالتالي يميل الناس إلى الإعجاب بمن هم مشابهون لأنفسهم أكثر، ويترتب على ذلك أنه إذا أراد الناس أن يحبهم أعضاء المجموعة أو الفريق الخاص بهم، فإن إحدى طرق تحقيق ذلك هي امتلاك معتقدات أو مواقف أو قدرات تتفق مع معتقدات المجموعة.

هناك عدد من الأشياء التي تؤثر على ما إذا كان إجراء الحجج المقنعة أو المقارنات الاجتماعية سيكون له تأثير أكثر استقطابًا على المجموعة تتمثل في طبيعة المهمة التي تشمل الحكمية مقابل العقلية، وهدف المجموعة، وما تعتبره المجموعة أكثر أهمية الذي يشمل تماسك المجموعة مقابل اتخاذ وصنع القرارات الجماعية الصحيحة، وما يعتبره أعضاء المجموعة الفردية أكثر أهمية الذي يشتمل تماسك المجموعة مقابل اتخاذ وصنع القرارات الفردية الصحيحة، وطبيعة الاستجابة المطلوبة من الأفراد المتمثلة في العامة مقابل الخاصة.

تميل الحجج المقنعة إلى أن تكون أكثر فاعلية في المواقف التي تكون فيها طبيعة المهمة فكرية، وتقدر المجموعة الدقة أكثر من التماسك، ويقدر الأفراد الدقة أكثر من التماسك، حيث سيتم تقديم الاستجابات الخاصة بها متمثلة في حلقة ردود الفعل، حيث تميل المقارنات الاجتماعية إلى أن تكون أكثر فاعلية في المواقف التي تكون فيها طبيعة المهمة حكمية في مفهوم الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي.

نظرية الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي:

تُعرف نظرية استقطاب المجموعة في علم النفس الاجتماعي هذه المعروفة أيضًا بمفهوم التأثير المعياري، بأن الناس غالبًا ما يغيرون آرائهم عندما يكونون في فريق لكي يتلاءموا معها أو يُقبلوا بها، ويُنظر إليهم بشكل أكثر إيجابية، بصفتهم غرباء، وقد يروج الأعضاء الجدد في المجموعة لوجهة نظر أكثر تطرفًا لموضوع ما عن بقية المجموعة السابقة، ويمكن أن يدفع ذلك المجموعة بأكملها نحو وجهة نظر أكثر تطرفًا أو الموقف الذي يرتبط بشكل أفضل بآراء قائد المجموعة.

ينص مفهوم الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي على التأثير المعلوماتي الذي ينص أن الناس يميلون إلى الدخول في حوارات بمعلومات مواتية لكلا طرفي الحجة، ثم يغيرون رأيهم لصالح هذا المجال الذي يوفر مزيدًا من المعلومات في حججه، يحدث هذا بشكل أساسي عندما يكون الفرد غير متأكد مما يعتقده، حيث يمكن أن يميل هذا الشخص إلى اتباع وجهة النظر التي تحتوي على أكبر قدر من المعلومات التي تدعمها.

دليل على استقطاب المجموعة في علم النفس الاجتماعي:

تم استخدام واحد من ثلاثة أنواع من المنهجيات لتوضيح تأثيرات استقطاب المجموعة بشكل تقليدي في علم النفس الاجتماعي تتمثل في سيناريوهات الاختيار الافتراضية، وسلوكيات التقرير الذاتي، والملاحظة السلوكية، حيث يمكن توضيحها من خلال ما يلي:

سيناريوهات الاختيار الافتراضية:

تتطلب سيناريوهات الاختيار الافتراضية في استقطاب المجموعة من أعضاء المجموعة تحديد أحد الخيارين الوهميين المتمثلين في أكثر خطورة مقابل أكثر أمانًا، أو اختيار نسبة مئوية أو مستوى خطر في سيناريو وهمي، على سبيل المثال بالنظر إلى سيناريو عن امرأة مريضة لديها فرصة لإجراء عملية يمكن أن تقتلها أو تعالجها تمامًا، ويُسأل أعضاء المجموعة عما إذا كانوا سيصادقون على إجراء العملية أم لا.

سلوكيات التقرير الذاتي:

تتطلب طريقة سلوكيات التقرير الذاتي في مفهوم الاستقطاب الجماعي من الأشخاص الإبلاغ عن عدد المرات التي ينخرطون فيها في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.

الملاحظة السلوكية:

تتطلب الملاحظة السلوكية أن يقوم كل عضو في المجموعة في مراقبة سلوكه بين المجموعة ومراقبة السلوكيات الصادرة من غيره من الأعضاء؛ وذلك من أجل أن يكون هذا الفرد على وعي تام بما هو عليه كعنصر مهم في هذه المجموعة، والقدرة على مجارات الفريق في القدرة على التعلم للمهارات والقدرات المشابهة.

آثار الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي:

يتناول الاستقطاب الجماعي في علم النفس الاجتماعي الطرق التي تتفاعل بها مجموعة من الأفراد وتؤثر في تطور المواقف والأفعال الأكثر تطرفاً، وهذا المفهوم وثيق الصلة بموضوعات قوة الموقف، وتطرف الموقف، وتغيير الموقف في علم النفس الاجتماعي.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: