ما هو الفرق بين التعليم والخبرة في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


التعليم والخبرة في التدريس التربوي:

يمكن للمرء بسهولة معرفة الفرق بين الخبرة والتعليم، كما هو شائع في الوقت الحالي، ويبحث أصحاب العمل في المؤسسة التعليمية إمّا عن معلم محتمل لديه أفضل تعليم أو أكثر خبرة، وفي غالبية الأحيان ما يكون هذا هو الحال أنهم يبحثون عن كليهما.

في الأساس يعتبر الفصل الرئيسي هو العامل بين الخبرة والتعليم، وهو أيضاً مصدر المعرفة، وفيما يتعلق بالتعليم من المفضل أن يحصل على المعرفة من المواد المطبوعة الدقيقة، مثل النظرية التي تم تعلمها من خلال الكتب المدرسية وما شابه ذلك.

ومن ثم ما يتم تعلمه بشكل عام في المدرسة، مع العلم أنّ المدارس تستخدم نظام التعلم القائم على الكتاب في المقام الأول، وعلى العكس من ذلك تقدم التجربة المعرفة القائمة على أي جانب آخر، بخلاف المصادر المذكورة إنّه مفهوم واسع للغاية يتكون من المعرفة والمهارات.

التعليم بشكل عام مفهوم أكبر لأنّه يحتوي أيضًا على الخبرات، وإنّه تلخيص لجميع العمليات التي يسلم الفرد منها النظرية التي تعلمها من جيل إلى الجيل التالي، ويُطلق على التعليم الذي تمّ الحصول عليه في المدارس على وجه التحديد تعليمًا، ويمكن أن يساعد تعلم مواضيع مختلفة في تطوير التعلم العقلي الفعال لدى الطلاب.

ويمكن اكتساب الخبرة من خلال الانخراط في مسعى معين، مثل القيام بالتدريبات أثناء العمل وأيضًا من خلال التعرض للأحداث ذات الصلة، مثل الطريقة التي تتعلم بها نمط حياة قبيلة أصلية من خلال العيش معهم.

بعد أن تعرّض للإعدادات المختلفة، يمكن اعتبار الشخص الذي يتمتع بخبرة كبيرة كخبير في هذا المجال أو الإعداد، وهذا هو السبب في أن العديد من العلماء والفلاسفة على حد سواء يعتبرون التجربة أبا لكل تعليم.

تستمد المعرفة من البيانات التجريبية، وإنّه شيء يمكن الحصول عليه من استخدام الحواس، ومن ثم فإنّ المعرفة التي تمّ الحصول عليها من خلال التجربة يتم قبولها كمعرفة تجريبية، على الرغم من أنّ التعليم يستخدم أيضًا طرق تدريس مختلفة تستخدم الحواس مثل التعلم السمعي والتعلم البصري وغيرها.

حيث أنه هناك أشكال مختلفة من التجارب تشمل العقلية والجسدية والعاطفية والروحية وغيرها الكثير. على العكس من ذلك، يمكن تقسيم التعليم إلى مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والعالي، أو التعليم العالي فهو تعليم غير إلزامي.

ما الفرق بين التعليم والخبرة في التدريس التربوي:

هناك مجموعة من الفروقات المتعددة والمتنوعة الواضحة بين التعليم والخبرة في التدريس التربوي، وينبغي على جميع أجزاء العملية التعليمية النظر إليها والأخذ بها، من أجل أن تتحقق الأهداف المرجوة من عمليات التعلم والتعليم وبناء الخبرات، وتتمثل هذه الفروقات من خلال ما يلي:

1- التعليم بشكل عام مفهوم أكبر مقارنة بالتجربة.

2-  يتجلى التعليم بشكل أفضل في التعلم من الكتب، بينما تتمثل التجربة في التدريبات أثناء العمل.

3- مصدر المعرفة للتعليم هو في المواد المطبوعة، بينما مع الخبرة يتم اكتساب المعرفة إمّا من خلال المشاركة أو العرض.

4- يُطلق على الشخص ذو الخبرة الكبيرة اسم خبير، بينما الشخص الذي يتمتع بمستوى عالٍ من التعليم، لا يُنظر إليه دائمًا على أنّه خبير في مجاله.

5- لتعليم هو الحديث عن التجربة التي على وشك الحدوث، بينما الخبرة هي فرصة للفرد لاستخدام ما تعلمه.

6- يلعب كل من الخبرة والتعليم دورًا حيويًا في الحياة، من خلال التعليم تعزز المهارات التي تساعد على اكتساب الخبرة، بينما من خلال التجربة يتم توسيع الآفاق.

الخبرة والتعليم في الحياة المستقبلية للطلاب:

كان من المعتاد أن يقضي الطلاب مراحل تعليمية متعددة، ومن العمل الجاد في المهام والمختبرات والامتحانات للحصول على التعليم المناسب والمفيد له في الحياة المستقبلية.

حيث أن المعلمين يقضون أسابيع أو أشهر في تدريب الطلاب بشكل فردي أو جماعي، من أجل تشكيل معارفهم الواسعة بحيث يمكن تطبيقها على الاحتياجات المحددة للمؤسسة التعليمية وغيرها من المؤسّسات.

وفي الوقت الحالي وعلى النقيض من ذلك، يريد أرباب العمل معلمين جدد لا يتعين عليهم تدريبهم، وهذا يعني أنّ الطلاب يجب أن يتعلموا ويطبقوا معارفهم في نفس الوقت في داخل الفصل وخارجه.

كل ذلك دون إضافة شهور أو سنوات إضافية لدراساتهم، وبعد الانتهاء من شهاداتهم من المتوقع أن يكونوا مستعدين للمنافسة على الوظائف والقفز إلى الحياة العملية على الفور دون مزيد من التدريب.

في الدافع العالمي المستمر لتحقيق الكفاءة والقدرة التنافسية يُنظر الآن إلى التعليم والتدريب على أنّهما مسؤولية قطاع ما بعد المرحلة الثانوية، حيث يواجه الطلاب مجموعة أوسع من التوقعات ليس فقط للتعلم وتوليف الموضوع، ولكن لتكييفه ووضعه لاستخدامه على الفور تقريبًا.

التعلم بالممارسة هذا هو ما يسمّى الآن التعلم التجريبي، وعلى الرغم من أنّه يتطلب الكثير إلّا أنّه فعال جدًا، وإنّه أمر حيوي لمهمة جميع مؤسسات التعليم المتقدمة.

في الفصل الدراسي تعني طريقة التعلم هذه استبدال طرق التدريس السابقة بالطباشير والتحدث بالتعلم القائم على المشكلات والتعلم القائم على المشروعات، وأحيانًا باستخدام أدوات ما نسميه مساحة صانع، وورشة عمل إبداعية مفتوحة تشبه الاستوديو.

وتدرك هذه الأساليب أن المحاضرات حول الموضوعات المعقدة والمجردة يصعب فهمها، وأن التعلم العملي والعقل من خلال التجربة لا يجعل من السهل استيعاب المواد المعقدة فحسب، بل يسهل أيضًا تذكرها.

خارج الفصل الدراسي يأخذ التعلم التجريبي شكل النوادي والأنشطة والمسابقات من أجل المتعة، كان التعلم التجريبي بمثابة المنافسة والجائزة على حد سواء، ويقصد بالتعلم التجريبي أيضًا إشراك الطلاب مباشرةً في أبحاث رفيعة المستوى كانت ذات يوم مجالًا حصريًا لطلاب الدراسات العليا والأساتذة، ممّا يعرضهم لمنح دراسية على أعلى مستوى في وقت مبكر من حياتهم الأكاديمية.

في المجتمع يتعلم التعلم التجريبي من خلال الخدمة داخل وخارج مجال الدراسة، ويتم تعليم الطلاب ليس فقط أن يكونوا عمالًا يقودون الاقتصاد الحديث، ولكن أيضًا ليكونوا مواطنين مشاركين.

يرى التعلم المتكامل في العمل الطلاب يتقدمون إلى مكان العمل الفعلي للحصول على نكهة لما تبدو عليه الحياة العملية في مجالاتهم، بما في ذلك إدارة الوقت والعمل بشكل مستقل وتعدد المهام، والتكيف مع الثقافة والتوقعات الخاصة بمكان عمل معين، وكل ذلك كجزء من تعليمهم الرسمي.

حيث يراد من الطلاب أن يفهموا ويتعاملوا مع التحديات الكبرى والمشاكل الشريرة التي تواجه العالم والتي لا تتعلق فقط بالعلوم أو التكنولوجيا أو علم الاجتماع أو الاقتصاد، ولكنّها قضايا معقدة متعددة الطبقات تتطلب تفكيرًا واسعًا وتعاونًا.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: