ما هو رهاب الحب؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف رهاب الحب:

هو خلل نفسي، ويعني الخوف من الإحساس بالحب والابتعاد عن مواجهة أي علاقات عاطفية، ويكون السبب في هذا هو اعتقاد الشخص بأنه يحمي نفسه من الشعور بفقدان القوة، وانعدام الثقة من المشاعر الشخصية أو حقيقة مشاعر الطرف الآخر، فيشعر الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب بأن الحب خطر فعلي، لأنه يعني إعطاء نسبة كبيرة من الثقة في شخص آخر وقد يخونه هذا الشخص ويكسر مشاعره ويصبح هذا الحب إحساس مؤذي.

الإناث هن أكثر استعداد للإصابة بهذا النوع من الرهاب، وهو ما يشكل مانع بينهن وبين الزواج، وهذا قد يخلق عقدة نفسية لديهن بسبب المرور بتجارب فاشلة.

وهذا النوع من الرهاب ليست فقط حالة وجدانية مؤلمة، بل يمتد إلى الخوف حتى من العائلة والأصدقاء ورفاق العمل.

أسباب رهاب الحب:

1- مواجهة صدمة حب قديمة في الماضي، أو رؤية خبرات حب فاشلة لأشخاص مقربين، ومتابعة الفترات المؤلمة التي مروا بها، ولذلك يظن المصاب بأنه سوف يتألم ويعاني بشكل كبير، ولذلك يقضي المصاب حياته وحيداً من غير زوج أو صديق مقرب.

2- قد يشعر بعض الأشخاص أنهم لا يستحقون الحب، ويكون في داخلهم مشاعر داخلية ترفض الحب.

3- الخوف من مشاعر الألم بعد الفرح، حيث قد يتعرض الأشخاص المصابين في بعض الأوقات إلى كوارث تسبب الإحساس بالتعاسة والألم بعد مشاعر الفرح أو السعادة الكبيرة، فيتكون لديهم شعور مؤكد بأن الحب سوف يتسبب في الحزن والألم.

4- قد يتردد البعض عند الشعور بالحب ويتجنبونه، حتى لا يشعرون بالقلق من عدم قدرتهم على حب الشخص الآخر بالقدر الذي يستحقه.

5- يخاف الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب من تعليق مصيره بمصير شخص آخر، أو قد يخاف الشخص من المعاملة السلبية، مثل السيطرة من الشخص الآخر مما قد يجعله معرض للاكتئاب.

6- الخوف من خسارة الحبيب أو موته وتخيل المشاعر التي قد يشعر بها بعد هذا.

7- قسوة تعامل الآباء مع الأبناء، من أهم أسباب هذا النوع من الرهاب، وهذا بسبب خوف الأشخاص من التعرض للقسوة نفسها التي واجهها في الطفولة، من شريك الحياة في المستقبل.

8- وتعد طبيعة علاقة الوالدين ببعضهما البعض، لا تقل أهمية عن طريقة التربية، فعندما يشاهد الطفل والديه في حالة نزاع وخلاف مستمرة، يظن أن هذه طبيعة العلاقات العاطفية بصورة عامة وبعدها يخاف من الاقتراب منها.

أعراض رهاب الحب:

1- يعمل الشخص المصاب على إبعاد محبيه عنه بطريقة غير واعية ومن غير تحكم.

2- الإحساس بالقلق الشديد الذي لا يمكن التحكم فيه، عند التفكير في الحب أو الإحساس باقترابه فيستعين بكافة الوسائل التي تساعده لتجنب الحب، ولا يتمكن من التصرف بأسلوب صحيح نتيجة القلق الذي يشعر به.

3- الشخص الذي يعاني من أي مرض من أمراض الرهاب، عادةً ما يكون على وعي بأن هذا الخوف غير طبيعي وغير منطقي ولكنه لا يستطيع السيطرة عليه أو إيقافه.

4- أغلب أفكار الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب، تكون شبيهة بالهوس ولا يتمكن من التفكير إلا بهذا الخوف وتكون فكرة الحب بشعة بالنسبة له.

5- يحاول الشخص المصاب، تبرير هذا الخوف عن طريق بعض الصور النماذج المؤلمة عن الحب أو أفلام تعكس معاناة الحب.

6- الخوف بالمستقبل فيما يتعلق في العلاقات العاطفية، وبالتحديد عند التعرض للضغط حتى يتزوج، وتتكون لديه حاجة كبيرة في الابتعاد والرحيل من البيئة الموجودة التي تكون بالنسبة له بيئة صعبة.

7- في حالة التعرض لصدمات عاطفية في السابق، يعبر الشخص المصاب عن خوفه من الحب بالغضب والضيق والخوف، وقد يؤذي من غير أن يشعر بسبب رفضه تكرار مشاعر الحب مرة أخرى.

8- من أبرز المظاهر الجسدية لهذا النوع من الرهاب، هو الشعور بالدوخة وسرعة نبضات القلب وقصر النفس والشعور بالاختناق أو ارتفاع إفراز العرق وقد يعاني من آلام في الصدر والغثيان وتعب وأوجاع في المعدة.

9- الإحساس بالدوار بشكل مستمر والضعف في الجسم الذي قد يمتد إلى فقدان الوعي، والإصابة بنوبات متبادلة من البرد والحر.

 طرق علاج رهاب الحب:

1- أن يقوم الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب بالاعتراف بحالته وأن يعترف بأنه لديه مشكلة نفسية بحد ذاتها.

2- يجب على المصاب بهذا الرهاب الذهاب إلى طبيب نفسي وأن يشرح له تاريخه وخبراته الماضية. بهدف تغيير الأفكار غير المنطقية المخزنة عنده، واستبدالها في نقاط إيجابية تساعده على استبدال سلوكه وتعزز ثقته بنفسه مدركاً أن كل علاقة يتحكم في نجاحها أو فشلها الشخص نفسه.

3- إذا كان السبب في هذا النوع من الرهاب هو مشكلة أو صدمة ماضية، أن يقوم بإعادة التفكير في هذه الخبرة التي أدت إلى هذه المشكلة، ومناقشة تفاصيل هذه المشكلة وتفاصيل اختياره القديم من أجل الوصول إلى أصل الصدمة وأسبابها وكيفية تجنبها في المستقبل.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الاضطرابات النفسية والعقلية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: