ما هو قلق الغريب؟

اقرأ في هذا المقال


عندما ينمو الرُّضَّع بشكل فكري وعاطفي، فإنَّهم يتعلَّمون بشكل سريع تمييز أبويهم ويُصبحون مرتبطين بهم أو بمقدمي الرِّعاية الأوَّليَّة، مع تقوية هذا الرَّابط يصبح الأطفال قلقين أو خائفين غالباً كلَّما غادر الوالدان أو ظهر الغرباء في حياته، تعتبر هذه المخاوف جزء طبيعي من نموِّ الرَّضيع وينبغي أن تختفي مع مرور الوقت.

قلق الغريب:

من الممكن أن يقوم الأطفال الذين يعانون من قلق الغريب stranger anxiety بالبكاء عند ما يقترب شخص غيرَ مألوف منهم.، يكون هذا القلق طبيعيًّا عندما يبدأ في عمر يتراوح بين 8 إلى 9 أشهر، كما أنه يزول عند بلوغ الطفل السنتين من عمره، يرتبط قلق الغريب بتعلُّم الرَّضيع تمييز المألوف من غير المألوف، حيث يوجد اختلاف كبير في مدى شِدَّته ومدَّة استمراره من طفل لآخر.
يُبدي العديد من الرُّضَّع والأطفال الصغار تفضيل كبير لأحد الوالدين على الآخر في عمر مُعيَّن، فقد يَعُدُّون فجأةً أنَّ الأجداد غرباء، لذلك يجب أن يُدرك الآباء أنَّ هذا السُّلُوك مُتوقَّع وعليهم إعلام الأجداد بذلك، بالتالي يمكن تجنُّب التَّفسير الخاطئ لسلوك الطفل، كما تكون تهدئة الطفل وتجنب ردَّة الفعل المُفرطة على السُّلُوك هي المعالجة الوحيدة المطلوبة عادةً.
عند التَّعامل مع جليسة جديدة، يكون تمضيتها لبعض الوقت مع العائلة قبل اليوم المطلوب فكرةً جيدة، عند حلول اليوم المطلوب، يجب على الآباء التخطيط لقضاء بعض الوقت مع الطفل والجليسة قبل مغادرتهم، بشكل مشابه إذا كان الأجداد يأتون للاهتمام بالطفل لبضعة أيام خلال فترة غياب الآباء، فعليهم الوصول قبل يوم أو يومين من موعد مغادرة الآباء، إذا كان الطفل بحاجة إلى إجراء اختبار تشخيصيٍّ أو الدُّخول إلى المستشفى، فإنَّ اصطحاب الطفل إلى عيادَة الطَّبيب أو المستشفى بشكل مسبق لاستكشافها قد يكون مفيد.
يجب على الآباء طمأنة الطفل أنَّهم ينتظرون في مكان قريب وينبغي أن يُحدِّدوه بشكل دقيق، فإذا كان قلق الغريب بالغ أو مُستمرً لفترة طويلة، فقد يكون علامة على قلق مُعمَّم بشكل أكبر، لذلك يجب أن يحصل الطفل في مثل هذه الحالات على فحص طبيٍّ فوري، حيث يقوم الأطبَّاء بتقييم وضع الأسرة وطُرق تربية الأبوين والحالة العاطفيَّة العامَّة للطفل.

المصدر: لا تدع القلق يسيطر على حياتك، وفيق صفوت مختارالقلق ونوبات الذعر، كوام مكنزي، هلا أمان الدين وداعا أيها القلق، مصطفى خلفان


شارك المقالة: