ما هي فئات المهارات ما وراء المعرفية في النظام التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي فئات المهارات ما وراء المعرفية في النظام التربوي؟

في النمو المعرفي للطلاب، حدد جان بياجيه المرحلة التشغيلية الرسمية على أنها النقطة التي يصبح فيها الطلاب، في سن الحادية عشرة تقريبًا قادرين على التفكير في تفكيرهم والعمل بأفكار أكثر تجريدًا، لكن الأبحاث الحديثة حددت القدرات ما وراء المعرفية لدى الأطفال الأصغر سنًا من حوالي سن الثالثة، ويتعلم الطلاب التغلب على الإحباطات والانهزامية، يتعلمون التعرف على لحظات الإتقان والاعتزاز بها، إنهم يستهدفون أهدافًا جديدة ولديهم دافع أفضل للوصول إليها، ويمكن للمدرسين تنفيذيها لمساعدة الطلاب على أن يصبحوا متعلمين منظمين ذاتيًا ولتنمية شعور قوي بالفاعلية في تعلمهم.

تبدأ المهارات ما وراء المعرفية عادةً في التطور أثناء الطفولة وتسمح للطلاب بتعلم مواضيع مدرسية مختلفة، وتستمر هذه المهارات في النمو والتطور طوال سنوات المراهقة وحتى مرحلة البلوغ حيث ينتقل الأفراد من الإعدادات التعليمية إلى الإعدادات المهنية، عادةً ما تتناسب المهارات مع ثلاث فئات متميزة من عملية التعلم، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

التخطيط:

المرحلة الأولى هي مرحلة التخطيط، تطلب من الطلاب أن يسألوا عما يريدون تعلمه، وما هي المعرفة الحالية التي تستعمل لمساعدتهم على التعلم، وما يحتاجون إلى التركيز عليه للتعلم والإطار الزمني الذي يتعين عليهم تحقيق الفهم.

المراقبة:

تحدث مرحلة المراقبة طوال مراحل التعلم، خلال هذه المرحلة يقدم المعلم أسئلة تتعلق بمدى جودة احتفاظ الطلاب بالمعلومات، سواء لإبطاء أو تسريع الوتيرة التي يتعلمون بها اعتمادًا على تعقيد الموضوع وما إذا كانوا بحاجة إلى طلب إرشادات إضافية لمساعدتهم على التعلم.

التقييم:

مرحلة التقييم هي المرحلة النهائية، خلال هذه المرحلة يقيم المعلم قدرتهم على التعلم أثناء مرحلة المراقبة، إنهم يتساءلون عما إذا كان ما تعلموه يمكن أن يساعدهم في مجالات أخرى، وتعين المجالات الضعيفة حيث يحتاجون إلى إكمال مهام إضافية والتفكير فيما كان ينبغي عليهم القيام به بشكل مغاير لتعظيم تجربة التعلم الخاصة بهم.

أمثلة على المهارات ما وراء المعرفية في النظام التربوي:

توجيه المهمة:

توجيه المهمة هو كيف يمكن للمعلم تحديد مسؤولياته والتركيز على مهمة للمساعدة في تحقيق هدف أو مشروع شامل.

تعين الأهداف:

تعين الهدف هو قدرة المعلم على إنشاء أهداف قابلة للتنفيذ لممارستها في إطار زمني معين، وهذه السمة مهمة بشكل خاص لأولئك الذين يتطلعون إلى تحسين مهاراتهم وراء المعرفية، ويشجع تعين الأهداف الطلاب على التفكير في المستقبل وخلق أهداف للتركيز عليها قبل وأثناء وبعد التعلم.

التخطيط والتنظيم:

يمكن أن يساعد ذلك في تعين ما يريد الطالب إلى تعلمه والأساليب التي يريدها للتعلم بشكل فعال، وتتيح للطالب إنشاء ركيزة قوية للتعلم والاحتفاظ بالمعلومات.

حل المشاكل:

تعد مهارة لأن الطلاب بحاجة إلى أن يملكوا القدرة على مراجعة المشكلات المحتملة في بيئة التعلم الخاصة بهم، وقدرات استدعاء المعلومات والمعرفة بموضوع معين، وبعد تعين ما يحتاجون إلى تحسينه يستخدمونها  من أجل تنمية حلول مثل تغيير بيئة التعلم الخاصة بهم وتجربة تكتيكات استرجاع الذاكرة وإكمال العمل الإضافي في موضوع معين.

التقييم الذاتي:

هو مهارة مهمة ينبغي امتلاكها، ويسمح للمعلم بالنظر على تجربة الطالب في التعلم أو إكمال مهمة ما، وتعين القدرة على الاستمرار في التركيز، وتنمية إحساس أقوى بالقوة والضعف عند الطالب عند التعلم.

تصحيح الذات:

يعتبر التصحيح الذاتي مهارة ما وراء معرفية؛ لأنه يجعل الطالب بفكر في قدراته التعليمية وتحديد الأخطاء المحتملة أو مجالات التحسين، يضمن ذلك أن يتذكر ما يحتاج إلى العمل عليه ويظل على دراية بالتصحيحات اللازمة في المواقف المستقبلية.

قراءة الفهم:

يشير هذا إلى العملية التي يمكن للطلاب من خلالها قراءة معنى النص وتحليله، والتمكن على القراءة والتحليل جزء مهم؛ لأنه يقيم تمكنه على فهم المعاني أثناء قراءته.

التركيز:

يعتبر التركيز مهارة لأن الطالب بحاجة إلى أن يملك التركيز على مهمته الحالية، ومع ذلك فإن التركيز مهم أيضًا لتقييم استطاعته على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات.

كيفية تحسين المهارات ما وراء المعرفية في النظام التربوي؟

يمكنك استخدام طرق مختلفة لتعظيم القدرة على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات لاستخدامها في المستقبل، فيما يلي بعض الطرق الأساسية لتحسين مهارات وراء المعرفية للمساعدة في الخبرات التعليمية والتطوير المهني:

1. تأكيد أسلوب التعلم الخاص، من أجل تعيين وتحسين مهارات وراء المعرفية، على الطالب أولاً أن يستوعب كيف يتعلم بصوره أكثر فاعلية، يتيح أسلوب التعلم الخاص به إجراء تعديلات على مكان التعلم الخاصة به، والطرق التي يستعملها للتعلم والطريقة التي يراقب بها تقدمه، يمكن الحصول على واحد أو مجموعة من أنواع التعلم المتعددة التي تناسبه.

2. التدرب على إيجاد معاني أعمق في مواد القراءة هناك طريقة أخرى لتحسين مهارات وراء المعرفية وتعزيز الوعي الذاتي وهي قضاء الوقت في قراءة الكتب أو المقالات أو الشعر، أثناء القراءة يمكن تدوين الملاحظات أو التعليقات التوضيحية، بعد الانتهاء من القراءة على الطالب تحدي نفسه في تطوير بعض المعاني الممكنة للنص، وتحديد الأسباب لكل معنى قبل الانتقال إلى المقطع التالي، يتيح هذا التحليل تعزيز القدرات على استخلاص المعاني من النص وتقييم الأساليب للوصول إلى نتيجة.

3. ربط المهام بهدف أكبر، جزء مهم من التعلم ما وراء المعرفي هو فهم دور مهمة محددة في إكمال هدف أكبر، على سبيل المثال من خلال إكمال مهام التدريب الإضافية لفصل ومراجعة العمل مع مدرس، فإن بذلك يمنح الطالب نفسه أفضل فرصة لتعلم المادة.

4. كتابة خططًا منظمة قبل بدء المهام، من خلال إنشاء قائمة من الخطوات لتحقيق مهمة محددة، فإن الطالب يشارك في مرحلة التخطيط لعملية ما وراء المعرفية، هذه الخطوة مهمة لأنها تتيح له تحديد المكان الذي يحتاج إلى تكريس أكبر قدر من التركيز فيه أثناء العملية.

5. التأكد من أن لدى الطالب البيئة المناسبة للتعلم فيها، وكل طالب يتعلم بشكل مختلف، يستمتع بعض الطلاب بالتعلم مع الآخرين، بينما يستمتع الآخرون بالعمل بمفردهم، وبالمثل يستمتع بعض الطلاب بالاستماع إلى الموسيقى أثناء تعلمهم، بينما يحتاج البعض الآخر إلى الصمت المطلق، من خلال إنشاء بيئة التعلم المثالية الخاصة به، يمكن له الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أكثر فعالية وتأخذ الوقت الكافي لتحليل قدرات ما وراء المعرفية الخاصة به.

6. إنشاء وثيقة التقييم، المرحلة الأخيرة هي التقييم، ويمكن إنشاء مستند تقييم أو استعمال قالب لتعيين نجاح تجربة التعلم الخاصة به بدقة وكيفية تحسين تجربته في المستقبل.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007مالإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996متطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975ماتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: