ما هي فروع علم النفس؟

اقرأ في هذا المقال


تم تقسيم فروع علم النفس إلى قسمين؛ القسم الأول يتضمن الفروع النظرية التي تهدف إلى الحصول على المعرفة واكتشاف القوانين العلمية بعيداً عن القيم التطبيقية المباشرة، مثل علم النفس العام وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس الارتقائي وعلم النفس الحيوي وعلم النفس الفسيولوجي، وعلم نفس الشواذ وعلم النفس التجريبي وعلم النفس التحليلي وعلم نفس الشخصية.
أمّا القسم الثاني فيتضمّن جميع الفروع التي يتم تطبيقها والتي تركز على القوانين العلمية والمبادئ وتطبقها، التي وجدتها الفروع النظرية في مجالات معينة، مثل علم النفس الصناعي وعلم النفس الجنائي وعلم النفس التربوي والعسكري، أيضاً علم النفس الإعلامي وعلم النفس الكلينكي وعلم نفس الإرشاد والتوجيه وعلم نفس الرياضة التطبيقي.

فروع علم النفس:

علم نفس التوجيه والإرشاد:

يعتبر التوجيه والإرشاد أحد الفروع الخاصة بعلم النفس التطبيقي، حيث يقوم بالاعتماد في في عملية الإرشاد على بعض فروع علم النفس، حيث يأخذ الفائدة من علم النفس الارتقائي في التعرّف على مطالب النمو ومعاييره التي يعود لها في تقييم نمو الفرد عن المعايير السوية لجوانب النمو المختلفة، كما أنّه يأخذ الفائدة من علم النفس الاجتماعي من دراسة سيكولوجية الجماعة ودينامياتها وبنائها والعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي، يستقى من علم نفس الشواذ معلومات هامة عن السلوك الشاذ ويستفيد من علم النفس التربوي من عمليتي التعلم والتعليم.
يوجد الكثير من الفوائد للتعزيز والتعميم وغيرها على قوانين عملية الإرشاد النفسي، يأخذ هذا العلم الفائدة من علم النفس الصناعي والمرضي في الإرشاد المهني ومن خلال فهم اضطرابات السلوك؛ مثل الذهان والتخلّف والعصاب، كما يأخذ من علم النفس العام معلوماته عن الشخصية ودينامياتها، فعندما يتم فحص ودراسة الحالة في الإرشاد النفسي يحتاج المرشد إلى مقياس نفسي، كما يستخدم أساليب القياس في عملية التوجيه والإرشاد.

علم النفس الرياضي:

يمكن تعريف علم نفس الرياضة بأنه علم يقوم بدراسة سلوكات الفرد في الرياضة، معنى السلوك هنا ردود فعل الفرد التي تُلاحظ وتسجّل، إلا أنّ هناك استجابات أخرى لا يمكن أن تلاحظ من الخارج ولا يمكن رؤيتها، مثل التفكير والإدراك والانفعال، هذه الأوجه من النشاط يطلق عليها الخبرة، الهدف من وراء دراسة سلوك الفرد في الرياضة هو محاولة اكتشاف الأسباب أو العوامل النفسية التي تؤثر في سلوك الرياضي، كذلك كيف تؤثر خبرة الممارسة الرياضية ذاتها على الجوانب الشخصية للرياضي.
يقوم المهتمون بالسلوك في الرياضة بدراسة مواضيع مثل الشخصية والدافعية والعدوان والعنف والقيادة، كذلك دراسة دينامية الجماعة وأفكار ومشاعر الرياضيين، مع العديد من الأبعاد الأخرى التي تنتج عن الاشتراك في الرياضة والنشاط البدني، هذا ينظر إلى علم نفس الرياضة على أنه أحد المحاور المهمة من أجل تحقيق الدراسة العلمية لحركة الإنسان، يرتبط هذا العلم بعلوم الرياضة الأخرى، التي من أهمها فسيولوجيا الرياضة وعلم اجتماع الرياضة والبيوميكانيك.

علم نفس الرياضة التطبيقي:

يقوم علم نفس الرياضة التطبيقي بالاهتمام بجانب واحد فقط، هو معرفة النظريات النفسية والأساليب التي تطبّق في الرياضة والنشاط البدني لتنمية الأداء ونمو شخصية للرياضيين في النشاط البدني، من الأمثلة عن التساؤلات التي تبحث عن إجابة في هذا المجال هي؛ كيف يستفاد من نظريات ومبادئ علم النفس في تطوير الأداء الرياضي؟ ما هي الخصائص النفسية التي تقوم بتمييز الرياضي أو المدرب بهدف تحقيق النجاح في الرياضة؟ إذا سلمنا أنّ رياضي موهوب من الناحية البدنية فما هي المحددات النفسية الخاصة بالنجاح أو الفشل؟
شهدت السنوات الجديدة أنه يوجد تزايد في التركيز على مجال التطبيق لعلم نفس الرياضة، صار تخصيص برامج للإعداد النفسي والتدريب العقلي والمهارات النفسية يتوافق مع تطوّر المهارات الحركية والبدنية والجوانب الخططية، من الأمثلة على المهارات النفسية التي يحتاج الرياضي إلى التدريب عليها وتنميتها؛ تدريب التصور العقلي وتدريب تنظيم الطاقة النفسية وأساليب مواجهة توتر المنافسة وتدريب إدارة الضغوط النفسية وتدريب التحكم في التركيز والانتباه.

علم النفس الجنائي:

يهتم هذا العلم بدراسة العلل النفسية والاجتماعية التي نتجت عن الجرائم، إنّ العلوم الجنائية الحديثة لا تخرج عن كونها تطبيق خاصة بالأساليب العلمية الحديثة، لذلك إنّ وجود وإتاحة المعرفة العلمية عن الجريمة مرحلة ضرورية تسبق تناول تلك المشكلة بالوقاية والمكافحة والعلاج، على قدر مضمون ومدى إمكان تطبيق هذه المعرفة يتوقف مدى صلاحية وفعالية الأساليب التي يستخدمها المجتمع في التعامل مع مرتكبي الجرائم.
وجد الباحثون في مجال الجريمة أنفسهم أمام العديد من من العوامل والمتغيرات التي تتشابك، لذلك من الضروري التعرف عليها ووضع يديهم على العلل النفسية الحقيقية بدون تزييف أي جانب، يستخدم ميكانيزم التبرير لسبب انحرافه، فقد يكون هذا التبرير شعوري وقد يكون لا شعورياً، المهم في النهاية يجب ألّا نأخذ كلامه على أنّه مصدر موثوق به فيما يختص بالمعلومات التي أدلى بها؛ لأنه في الحقيقة يجهل هو الآخر العلة الأساسية أو السببية النفسية وراء سلوكه.

علم النفس الحربي:

هو أحد فروع علم النفس التطبيقي، ترتكز على تخصص مزدوج كلما توافر للكثيرين تخصص في علم النفس، كذلك تخصّص في الميدان بشكل تطبيقي وهو الفن العسكري، فعلم النفس العسكري هو تطبيق في الميدان العسكري لنتائج البحوث النفسية والاجتماعية المعاصرة، فلم تعد الحرب صراع بين فريقين متقاتلين في ساحة بعيدة عن المدن والمدنيين الذين لا يعنيهم إلا النتائج الختامية للقتال، إنما امتد فنال المقاتلين وغير المقاتلين جميعاً، تعقد جهاز الحرب فأصبح يقتضي قدرات خاصة وإعداداً علمياً دقيقاً.

علم النفس الصناعي:

يركّز هذا العلم على تزايد نسبة الإنتاج والوصول إلى التكيّف المهني من خلال وضع العامل في العمل الذي يناسبه، كذلك من خلال التوجيه والاختيار المهني؛ عن طريق البحث عن أحسن عمل مناسب للشخص (التوجيه المهني) مع اختيار أفضل عامل لعمل معين (الاختيار المهني)، فعمليتي التوجيه والاختيار يعتمدان على الاختبار النفسي المقنن، لأجل أن تتم عمليتي التوجيه المهني والاختيار المهني؛ لابد من تحليل طرفي المهنة (العمل والعامل).
عند تحليل العمل يتم الكشف عن ظروف القيام به والمؤهلات التي يجب أن تكون موجودة عند العامل ليقوم بعمله بشكل جيد، كذلك ينبغي تحليل العامل لمعرفة قدرات الشخصية والعقلية والجسمية، بهدف الكشف عن استعداداته بصورة كاملة، يتم ذلك من خلال المقابلات الشخصية والمقاييس النفسية المختلفة، بعد تحليل العمل والعامل، تتم عمليتي التوجيه المهني والاختيار المهني، بتحليل طرفي المهنة يأتي دور التدريب؛ هو تدريب العامل على العمل الجديد الذي ينسب إليه.
لا يتوقف دور علم النفس الصناعي على وضع العامل في المكان الذي يلائمه في العمل، بل تتعدى ذلك لتصل إلى دراسة عملية الاستهداف للحوادث والعوامل التي تؤدي إلى تزايد الحوادث وكيف يمكن الوقاية منها، إضافة لذلك يهتم علم النفس الصناعي بالروح المعنوية للعاملين ويعتبر أنّ ارتفاع الروح المعنوية للعاملين جزء مهم من الكفاية الإنتاجية.

علم النفس التربوي:

يأخذ علم النفس التربوي مكان مهم في ميادين علم النفس، فهو يتضمّن الكثير من جوانب عملية التعليم، كما يتضمن الدافع وطريقة التعلم والتدريب والممارسة والتذكر والنسيان والتفكير وحل المشكلات الخاصة بالمتعلم، يشمل هذا العلم الاتجاهات الحديثة في نظريات التعلّم، كذلك جوانب الاستفادة منها في التربية والتعليم عن طريق تقديم نماذج خاصة بالتعليم، كما يهتم بالعوامل التي تتأثر في عملية التعلم.
يعرّف علم النفس التربوي بأنه دراسة علمية خاصة بعملية النمو التربوي وما يمارس في المدرسة، يتضمن النمو التربوي جميع الجوانب التي تعني بها المدرسة، لذلك فإن مجالات الدراسة في عمل النفس التربوي هي كل ما يدخل في عملية النمو التربوي، فيدرس المقومات السلوكية للأهداف التربوية، ذلك أنّ مهمة علم النفس التربوي هي ترجمة الأهداف التربوية إلى مقومات سلوكية، كما يدرس تطبيق الأنواع الحديثة من مناهج النشاط والمشروعات، مع تشخيص الصعوبات التعليمية وعلاجها، كذلك الطرق الحديثة في عملية تقويم التحصيل الدراسي.

المصدر: علم النفس العام، هاني يحيى نصريعلم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس، د. قدري حنفي


شارك المقالة: