ما هي نظريات التعلم التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم نظرية التعليم:

يقصد بنظرية التعلم: هي نظرية الغرض والتطبيق وتفسير التعليم والتعلم، وإنّها مصطلح شامل إلى حد كبير حيث يتكون من عدد من النظريات، وبدلاً من تفسير واحد لكيفية تعلمنا، وكيف يجب أن ندرس، بل تتأثر بعدة عوامل، بما في ذلك المنظور النظري والموقف المعرفي.

ما هي نظريات التعلم التربوي؟

لا يوجد طالبان متشابهان وستختلف الطريقة التي يتعلم بها كل شخص، وأن أدمغة الطلاب فريدة من نوعها، والخبرات التي يمتلكها جميع الطلاب تساهم في الطرق المختلفة التي يتعلمون بها، حيث قضى علماء النفس ساعات لا تحصى في إجراء الاختبارات لفهم كيفية تعلم الطلاب بشكل أفضل.

يحتاج المعلمون الحاليون والطامحون إلى الحصول على تعليم ليكونوا مستعدين من أجل القيام على تدريس الطلاب في كل يوم، ويعد فهم طرق التعلم المختلفة جزءًا مهمًا من تعليم المعلمين التربويين.

حيث أن هناك العديد من نظريات التعلم الراسخة التي يمكن للمدرسين التعلم منها أثناء استعدادهم من أجل تقديم العون والمساعدة للطلاب في الفصل الدراسي، ويمكن للمعلمين الذين يفهمون نظريات التعلم استخدام تقنيات مختلفة في فصولهم الدراسية من أجل القيام على تلبية أنواع مختلفة من التعلم، ويمكن أن يساعد هذا جميع أنواع الطلاب في تحقيق النجاح في التعلم.

وهناك مجموعة من النظريات التعليمية، ويمكن للمعلمين استخدامها من أجل مساعدتهم على تحسين الفصل الدراسي وجعله بيئة تعليمية أفضل لجميع الطلاب، وتتمثل هذه النظريات من خلال ما يلي:

نظرية التعلم المعرفي:

نظرية التعلم المعرفي تنظر إلى طريقة تفكير الطلاب، وتعتبر العمليات العقلية جزءًا مهمًا في فهم كيفية التعلم، وتدرك النظرية المعرفية أن الطلاب يمكن أن يتأثروا بالعناصر الداخلية والخارجية، ويعتبر كل من العلماء التربويون أفلاطون وديكارت هما من أوائل الفلاسفة الذين ركزوا على الإدراك وكيف نفكر كبشر.

حيث نظر العديد من الباحثين الآخرين بشكل أعمق في فكرة كيف نفكر، ممّا حفّز المزيد من البحث، والعالم التربوي جان بياجيه هو شخصية مهمة للغاية في مجال علم النفس المعرفي، ويركز عمله على البيئات والهياكل الداخلية وكيف تؤثر على التعلم.

وتطورت النظرية المعرفية بمرور الوقت، وانقسمت إلى نظريات فرعية تركز على عناصر فريدة للتعلم والفهم، وعلى المستوى الأساسي، وتقترح النظرية المعرفية أن الأفكار الداخلية والقوى الخارجية كلاهما جزء مهم من العملية المعرفية، وبما أنّ الطلاب يفهمون كيف يؤثر تفكيرهم على تعلمهم وسلوكهم، فإنّهم قادرون على التحكم فيه بشكل أكبر.

تؤثر نظرية التعلم المعرفي على الطلاب لأنّ فهمهم لعملية تفكيرهم يمكن أن يساعدهم على التعلم، ويمكن للمدرسين أن يمنحوا الطلاب فرصًا لطرح الأسئلة والفشل والتفكير بصوت عالٍ، ويمكن أن تساعد هذه الاستراتيجيات الطلاب على فهم كيفية عمل عملية التفكير الخاصة بهم، واستخدام هذه المعرفة لبناء فرص تعلم أفضل.

نظرية التعلم السلوكية:

في نظرية التعلم السلوكية فهي فكرة كيف يمكن لسلوك الطالب بناء على تفاعلهم مع بيئتهم، ويقترح أن السلوكيات تتأثر وتتعلم من القوى الخارجية بدلاً من القوى الداخلية، ويعمل علماء النفس على فكرة السلوكية منذ القرن التاسع عشر، وأن نظرية التعلم السلوكي هي أساس علم النفس الذي يمكن ملاحظته وقياسه، حيث أن التعزيز الإيجابي هو عنصر شائع في السلوكية، ويشير التكييف الكلاسيكي الذي لوحظ في تجارب بافلوف على الكلاب إلى أن السلوكيات مدفوعة بشكل مباشر بالمكافأة التي يمكن الحصول عليها.

يمكن للمدرسين في الفصل الدراسي الاستفادة من التعزيز الإيجابي لمساعدة الطلاب على تعلم المفهوم بشكل أفضل، حيث أن الطلاب الذين يتلقون تعزيزًا إيجابيًا هم أكثر عرضة للاحتفاظ بالمعلومات في المستقبل، وهي نتيجة مباشرة لنظرية السلوكية.

نظرية التعلم البنائية:

تعتمد نظرية التعلم البنائية على أساس أن التلاميذ ينشئون التعلم الخاص بهم بناءً على خبرتهم السابقة، ويأخذ الطلاب ما يتعلمونه  إلى معارفهم وخبراتهم السابقة، مما يخلق واقعًا فريدًا مخصصًا لهم فقط، وتركز نظرية التعلم هذه على التعلم كعملية نشطة وشخصية وفريدة من نوعها لكل طالب.

يمكن للمدرسين استعمال النظرية البنائية للمساهم في استيعاب أن كل طالب سيحضر ماضيه إلى البيئه الصفية كل يوم. يعمل المعلمون في الفصول الدراسية البنائية كدليل لمساعدة الطلاب على إنشاء التعلم والفهم الخاص بهم.

وإنهم يساعدونهم في إنشاء العملية والواقع الخاص بهم بناءً على ماضيهم، وهذا أمر بالغ الأهمية لمساعدة أنواع كثيرة من الطلاب على اكتساب خبراتهم الخاصة وإدراجها في تعلمهم.

نظرية التعلم الإنسانية:

ترتبط الإنسانية ارتباطًا وثيقًا بالبنائية، وتركز الإنسانية بشكل مباشر على فكرة تحقيق الذات، ويعمل كل فرد وفق تسلسل هرمي للاحتياجات، ويقع تحقيق الذات في أعلى التسلسل الهرمي للاحتياجات، وإنّها اللحظات القصيرة التي تشعر فيها بتلبية جميع الاحتياجات وأنه أفضل نسخة ممكنة من نفسه.

ويسعى الجميع لتحقيق ذلك، ويمكن لبيئة التعلم الخاصة بالفرد إمّا أن تتحرك نحو تلبية احتياجاته أو الابتعاد عن تلبية احتياجاته.

ويمكن للمدرسين إنشاء بيئات الفصل الدراسي التي تساعد الطلاب على الاقتراب من تحقيق الذات، ويمكن للمعلمين المساعدة في تلبية احتياجات الطلاب العاطفية والجسدية، ومنحهم مكانًا آمنًا ومريحًا للتعلم  والكثير من الحاجات المادية، والدعم الذي يحتاجون إليه للنجاح، هذا النوع من البيئة هو الأكثر ملاءمة لمساعدة الطلاب على التعلم.

نظرية التعلم التوصيلية:

النظرية التوصيلية تعتبر من أحدث نظريات التعلم التربوي، إنّها تقوم على التركيز على فكرة أنّ جميع الطلاب يتعلمون وينمون عندما يشكلون روابط، ويمكن أن يكون هذا روابط مع بعضهم البعض، أو روابط مع أدوارهم والتزاماتهم في حياتهم، ويمكن أن تكون الهوايات والأهداف والأشخاص جميعًا روابط تؤثر على التعلم.

ويمكن للمدرسين الاستفادة من الاتصال في الفصل الدراسي من أجل تقديم العون والمساعدة للطلاب على إجراء اتصالات مع الأشياء التي تعمل على إثارتهم، ومساعدتهم على التعلم، ويمكن للمدرسين استخدام الوسائط الرقمية لإجراء اتصالات جيدة وإيجابية مع التعلم، ويمكنهم المساعدة في إنشاء روابط وعلاقات مع طلابهم ومع مجموعات أقرانهم من أجل مساعدة الطلاب على الشعور بالحماس تجاه التعلم.

كيفية تطبيق نظريات التعلم في التدريس:

يمكن للمعلمين إنشاء استراتيجيات وتقنيات محددة من أجل تطبيق نظريات التعلم هذه في فصولهم الدراسية، ويحتاج المعلمون إلى التركيز أولاً على الحصول على تعليم شامل من أجل التعرف على جميع أنواع تقنيات التدريس وإدارة الفصل الدراسي.

ويحتاج المعلمون إلى فهم نظريات التعلم من أجل أن يكونوا مستعدين لاستخدامها في فصولهم الدراسية، ويساعد فهم نظريات التعلم المعلمين على التواصل مع جميع أنواع الطلاب المختلفة، ويمكن للمعلمين التركيز على أساليب التعلم المختلفة للوصول إلى الطلاب المختلفين، وإنشاء التدريس الذي يركز بشكل مباشر على احتياجات الطلاب وقدراتهم.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: