مبادىء الفلسفة التربوية في التدريس في النظام التربوي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر المدراس من أهم المؤسسات التي تعبر عن شخصية الفرد الطالب، حيث يوجد لكل طالب سمات شخصية تعبر عن خصائصه واختلافه عن غيره من الطلبة، وخاصة عندما يتعلق التعليم بالنجاح التنافسي للطلاب المتفوقين حيث تهتم الفلسفة التربوية في التدريس في النظام التربوي بكل ما يتعلق بحل المشكلات سواء للمعلم أو الطالب أو المدرسة ككل.

ما هي الفلسفات الرئيسية للتربية في النظام التربوي؟ 

يمكن تقسيم الفلسفات الرئيسية للتعليم إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي الفلسفات المتمحورة حول المعلم، والفلسفات المتمحورة حول الطالب، والفلسفات المتمحورة حول المجتمع.

هناك ثلاثة أنواع من فلسفات التعليم المتمحورة حول الطالب، تركز التقدمية على تطوير البوصلة الأخلاقية للطالب، تدور الإنسانية حول تعزيز كل طالب إلى أقصى إمكاناته، وتركز البنائية على استخدام التعليم لتشكيل رؤية الطالب للعالم.

هناك نوعان من فلسفات التعليم المتمحورة حول المجتمع، إعادة البناء هو المنظور القائل بأن التعليم هو وسيلة لحل المشاكل الاجتماعية، وتركز السلوكية على تنمية السلوكيات المفيدة للمجتمع.

فلسفات في التقييم:

اكتسبت مدرسة الفلسفة البنائية المتجذرة في أصول التدريس البراغماتية والمتفرعة عن مدرسة إعادة البناء الاجتماعي شعبية كبيرة، في مطلع أوائل التسعينيات، شعر العديد من المعلمين أن الحفظ عن ظهر قلب والروتين الطائش الذي كان شائعًا في ذلك الوقت كان غير فعال، وبدأوا في البحث عن طرق بديلة للوصول إلى طلاب.

فلسفة الكتابة:

الكتابة موجودة في جميع المواد تقريبًا في شكل ما، والكتابة تُترجم إلى اتصال، مجموعة من فلسفات للتكوين تؤكد كل واحدة على عنصر مختلف في المعاملة التواصلية:

التعبيرية:

طريقة للكتابة توضح أفكار الطلاب ويمكن أن يقودها مدرسون غير موجهين يصر بعضهم على أنه لا يمكن ولا ينبغي تقييم الكتابة أو المزيد من المعلمين العمليين الذين يصممون أنشطة الفصل الدراسي من أجل تحقيق أقصى قدر من الطلاب اكتشاف الذات، وهذه الفلسفة الفكرية تؤكد على الطالب.

بلاغي:

تنص هذه المدرسة على أن الكتابة الجيدة يتم تكييفها من أجل تحقيق رد فعل محدد من الطلاب، ويركز هذا على العلاقة بين الهدف والعملية في إكمال المهام.

تقليد:

تنص على وجود علاقة واضحة بين الكتابة الجيدة والتفكير الجيد وتركز على المنطق والعقل كما يتجلى في إكمال المهام، تؤكد هذه على الطالب المتمرس في ذلك على البحث والمعرفة السابقة والقدرة على التعرف على جانبي الحجة ضرورية من أجل النجاح.

الشكلية:

تركز هذه المدرسة في المقام الأول على شكل المهمة، فهي تتجاهل المحتوى إلى حد أن القواعد النحوية السيئة يمكن أن تشتت انتباه الجمهور عن استيعاب المحتوى، وبالتالي يتم الحكم على العمل بشكل أساسي من خلال إظهار بعض الأخطاء داخلية.

مبادىء الفلسفة التربوية في التدريس في النظام التربوي:

هناك مجموعة متعددة من المبادىء للفلسفة التربوية، وتتمثل هذه المبادئ من خلال ما يلي:

1- التعلم تدريجي ويتطور بالاقتران مع الخبرة، وعلى غرار مبنى متعدد المستويات يتم بناء مستوى جديد من المعرفة على المستويات السابقة من خلال تجربة تعليمية جديدة، ويعتقد المعلم أن الطلاب يمكنهم بسهولة فهم سبب أهمية التعلم بمجرد إدراكهم للصلات بين الدورات وتطبيقاتها خلال الممارسة، لذلك يحاول المعلم ربط المفاهيم التي يتم تدريسها في الفصول بتلك من خبرات التعلم السابقة للطلاب، كما أن المعلم يقوم على مناقشة التطبيقات الصناعية للمفاهيم من خلال عرض العديد من الدراسات المناسبة.

2- التعلم هو جهد تعاوني ويتم من خلال المشاركة في حوار مشترك، وكل شخص في الفصل الدراسي هو جزء من فريق ويمكنه إضافة قيمة إلى تجربة التعلم، ويعتقد أن الهيكل الذي يسد الفجوة بين المعلم وبين الطلاب، ويجب أن يكون ذا اتجاهين وأن يقوم على الاحترام والتفاهم المتبادلين، لذلك يقوم المعلم بإنشاء حوارات متبادلة في الفصول ويشجع الطلاب على المشاركة بطريقة محترمة، ويضمن أيضًا أن يشعر الطلاب بالراحة في المشاركة في الحوارات وطرح الأسئلة عندما تكون المفاهيم غير واضحة، من خلال هذا النهج يمكن للمعلم إلهام فضول الطلاب للموضوع وإبقائهم متحمسين طوال الفصل الدراسي.

3- تكون عملية التعلم مستدامة فقط إذا تم إجراؤها بطريقة بسيطة ومرنة، يعتقد المعلم أنه حتى أكثر المفاهيم تعقيدًا يمكن تدريسها بطريقة بسيطة، إذا كان المعلم يعرف المفاهيم جيدًا بما فيه الكفاية، في الواقع كلما كان المفهوم أكثر تعقيدًا وصعوبة يجب أن تكون طريقة التدريس أكثر مرونة وبساطة، نظرًا لأن أنظمة الجسور الأكثر تعقيدًا وقوة يتم تصنيعها من خلال ربط العديد من العناصر البسيطة والمرنة والمستقيمة، يمكن تدريس أي مفهوم معقد بطريقة بسيطة ومرنة ومباشرة، ولا ينبغي أن يكون التدريس عقبة في عملية التعلم من خلال زيادة تعقيد المفاهيم، ويؤمن المعلم بالبساطة في الحياة ويطبق هذا الإيمان في التعليم أيضًا.

4- يمكن تحسين تجربة التعلم من خلال استخدام أشكال التقييم المناسبة، ويعتقد أن التقييم التكويني ضروري من أجل تعزيز نجاح الطلاب في التقييمات النهائية مثل الاختبارات القصيرة والامتحانات، لذلك فإن نهج المعلم تجاه مهام الدورة التدريبية تكويني بشكل أساسي والذي يمكّن الطلاب من تقييم تقدم التعلم الخاص بهم طوال الفصل الدراسي، بالإضافة إلى ذلك من أجل تعريف الطلاب بتوقعات المعلم والحصول على تقييم تلخيصي عادل، ويقدم المعلم لهم نماذج من الأسئلة ويساعدهم في تحديد نقاط القوة والضعف لديهم من خلال التدرب على الأسئلة، ويحافظ نهج الممارسة والتغذية الراجعة هذا على تفاعل الطلاب وتحفيزهم.

5- يستطيع المعلم أن يفعل المزيد، ويمكن له أن يفعل ما هو أفضل، التدريس مثل تعلم الطلاب هو عملية تنموية مبنية على الممارسة والتغذية الراجعة، وعلى الرغم من أن المعلم يثق من التوجه نحو التدريس إلا أن المعلم يعتقد أنه يوجد دائمًا مجال للتحسين، لذلك يفكر بشكل استباقي في أدائه من خلال مطالبة الطلاب بتزويده بتعليقات سرية فيما يتعلق بالجوانب الإيجابية والسلبية للدورة ونهج التدريس الخاص به، ويسعى المعلم أيضًا للحصول على تعليقات قيّمة من زملائه من خلال محادثة ودية خلال مناقشة في الاجتماعات الإدارية.

يعتبر التدريس من المهنة الأكثر مكافأة للمعلم على الإطلاق، حيث أن التدريس يمنح المعلم في المرحلة ما بعد الثانوية الفرصة من أجل شاهدة بعض أكثر اللحظات إلهامًا في حياة الطلاب، ويأمل المعلم وهو يبذل قصارى جهده من أجل التأثير بشكل إيجابي على الطلاب من اجل أن يتمكنوا من رؤية بأعينهم ما يراه المعلم في جمال التعلم والعالم الذي نعيشه.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007مالإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996متطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975ماتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: